اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ساعات قليلة فقط ستشكل الفارق في الوقت بين مكونات المعارضة لإعلان دعمها واختيارها الوزير الأسبق جهاد أزعور للسباق الرئاسي، فتكر سبحة الإعلانات الرسمية للمعارضة وشرح الأسباب الموجبة لهذا الاختيار، قبل الانتقال الى ساحة النجمة .

ومع ان موقف المعارضات التي توحدت على مرشح جديد غير النائب ميشال معوض المنسحب من المعركة يعتبر مفارقة، إلا ان إنضمام "التيار الوطني الحر" هو الحدث الأهم، تقول مصادر سياسية متابعة، فانتقال "العونيين" الى ضفة المعارضة للمرة الأولى من فترة طويلة، في مواجهة مرشح حليفه في "تفاهم مار مخايل" مسألة بالغة الدقة ولها مدلولاتها، وسيكون لها تبعاتها على الساحة السياسية بعد ان صارت معركة الرئاسة بنزعة طائفية بتوحد المسيحيين ضد "الثنائي الشيعي".

وريثما تتوضح معالم وكيفية الانتقال الباسيلي، توقفت المصادر عند عدد من الملاحظات، فخطوة باسيل ستترك تداعيات سياسية وانتخابية لاحقة على علاقته بحليفه الشيعي، وقد تؤدي بعد منازلة فرنجية وأزعور الى الطلاق مع حزب الله، على ان الخطوة التي مهّد لها مؤخرا أتت من خارج دائرة التوقعات، فلا أحد توقع ان يذهب باسيل على كسر الجرة مع حزب الله ويسير بمرشح معاكس لحلفائه السابقين في ٨ آذار .

ومع ذلك، فان المسار الجديد للتيار ينذر ببداية نهاية "تفاهم مار مخايل"، برأي المصادر، فتبني مرشح المعارضة له انعكاسات طويلة الأمد في حال اصطفاف التيار في مواجهة حزب الله، الذي سيؤدي حكما الى إنهاء التحالف السياسي والانتخابي بينهما، فيطيح بمستقبل عدد من نواب التيار في الإنتخابات النيابية في الدوائر المشتركة، حيث لن يتمكن من تأمين حواصل انتخابية من دون الحليف الشيعي.

تبني ترشيح أزعور فاتورته مكلفة على "التيار الوطني الحر" شعبيا وانتخابيا وسياسيا، بحسب المصادر، فلا أحد يضمن ان ينسحب التقاطع الرئاسي مع المعارضة المسيحية على سائر الملفات، فالتقاطع مجددا مع حزب "القوات"، بعد سنوات من التجاذب والمعارك الإنتخابية القاسية على الساحة المسيحية سيبقى خاضعا لاختبارات النوايا، وكذلك لا يمكن القفز فوق مسألة ترشيح أزعور ومعانيها السياسية بالنسبة الى التيار، فتبني ترشيح شخصية خاض معها جدلا ماليا في الحقبة الماضية، يضرب مصداقية التيار الذي وقع "الإبراء المستحيل" ضد حكومة الرئيس السنيورة ووزرائه.

نجحت المعارضة بضم رئيس "التيار الوطني الحر" واستقطابه الى صفوفها ، إلا ان خطوة المعارضة ينقصها العديد من العناصر، بحسب المصادر، فإتفاق المعارضة لم يبن على قاعدة صلبة، بل على تقاطع مصالح مشتركة بين الكتل المسيحية في رفضها للوزير السابق سليمان فرنجية، ففي حين تعتبر "القوات" ان فرنجية ينتمي الى المنظومة الماضية، فان التيار لا يمكن ان يقبل بفرنجية لأنه يهدد مستقبله الرئاسي وزعامته المسيحية في المستقبل. فرفض باسيل لا يقف عند أسباب عدم الانسجام بين زغرتا وميرنا الشالوحي في حقبة العهد فقط، بل بسبب هواجس تتعلق بالزعامة .

ومع ذلك، تقول المصادر ان ضبط عملية التصويت للمرشح الذي اختاره تكتل "لبنان القوي" يبقى خاضعا لسيناريوات، وقد صار معروفا توجه عدد من النواب، وهم في حدود الخمسة، للاقتراع لفرنجية او التصويت بالورقة البيضاء لقناعات سياسية رافضة لأزعور، واشارت المصادر الى انه يمكن الركون الى التجاذبات التي سادت في اجتماع تكتل "لبنان القوي" لتبيان مدى التخبط داخل التكتل، مما دفع باسيل للاستعانة بوهج حضور وتأثير الرئيس ميشال عون، لضبط إيقاع بعض النواب داخل التكتل ومنع انفلاش النزعات الرئاسية في حزبه، مع بروز حالات غير مؤيدة لخيار مرشح المعارضة في التكتل، حيث يعتبر فريق من نواب التكتل ان السير بالمرشح أزعور الذي أسهم في خيارات مالية واقتصادية خاطئة من عام ٢٠٠٥ الى عام ٢٠٠٨ أمر غير مقبول بتاتا.

الأكثر قراءة

أجل... اخترقنا "إسرائيل" استخباراتياً