اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم يكن أدلّ الى المنسوب العالي الذي بلغته الحمى السياسية والانتخابية مطلع الاسبوع، من الموجة غير المسبوقة للاضطراب والالتباس التي تجتاح الوسط السياسي ، بعيد اعلان المعارضة و«التيار الوطني الحر» ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، والغارق في عملية «بوانتاجات» وتحليلات لما ستحمله الجلسة الانتخابية رقم 12 في 14 حزيران الجاري، وهي مهلة كافية لجولة اتصالات تدور بين اكثر من مقر ، قد تقود الى تسوية ما، وحركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ركن اساسي فيها.

زاد من طين هذا الضياع، بلة الزيارة المفاجئة للرئيس اللبناني السابق العماد ميشال عون الى سوريا، والتي جاءت لافتة شكلا، اذ غاب عنها رئيس «التيار الوطني الحر» بقرار مشترك بين العم والصهر، ومضمونا حيث من المنطقي ان يكون الملف الرئاسي اللبناني قد حضر طبقا اساسيا، الى جانب المطالعة السورية لاوضاع وتطورات المنطقة بعد الاتفاقات الاقليمية المستجدة، وتوقيتها في عز المعركة التي يخوضها «الوطني الحر» تحت الرئاسة الفخرية «للجنرال»، لايصال مرشح المعارضة والتحدي جهاد ازعور الى بعبدا.

وتكشف المصادر التي واكبت الزيارة، وما رافقها من اتصالات، ان الخطوط لم تكن مقطوعة بين قصر المهاجرين وبعبدا، ولا زيارات الموفدين، وابرزهم من استلم هذا الملف منذ عام 1989، حتى خلال فترة الانتخابات النيابية التي شهدت تواصلا شبه يومي ومباشر بين ميرنا الشالوحي ودمشق، لتذليل الكثير من العقبات وحلحلة الكثير من العقد في اكثر من منطقة، لابقاء محور الممانعة متماسكا يومها.

وتتابع المصادر بان رئيس «التيار الوطني الحر» يحظى باعجاب خاص بين القيادات السورية الحالية، التي تصفه بالجريء والمقدام، ويتمتع بالذكاء الحاد، والقادر على التعامل البراغماتي مع الامور، خصوصا في زمن التغيرات الكبرى.

وبالعودة الى اللقاء الذي جمع الرئيسين عون والاسد، رأت المصادر ان الزيارة طبيعية في سياق ومسار الامور بعد التطورات الاخيرة في المنطقة، خصوصا ان الرئيس عون بات اكثر تحررا بعد خروجه من قصر بعبدا، واكثر قدرة على التحرك.

وتابعت المصادر بان الرئيس عون شرح مفصلا رؤيته للملف الرئاسي، ولمسألة ترشيح رئيس «تيار المردة «سليمان فرنجية، ولآثار ذلك على المستوى الوطني عموما والمستوى السياسي خصوصا، حيث كان الاسد مستمعا اكثر منه متكلما، متدخلا لتوضيح بعض المواقف التي ترتبط بدمشق، ليختم كلامه في الملف الرئاسي بالتأكيد، على ما سبق وابلغه الى اكثر من مسؤول، من ان دمشق غير معنية بملف الانتخابات الرئاسية ، وان هذا الامر هو محض لبناني والقرار يعود فيه الى اللبنانيين، وان التسوية الاقليمية لا تعني عودة سوريا الى الدخول في تلك التفاصيل، ناصحا العماد عون باجراء حوار داخلي مع امين عام حزب الله حول هذه المسائل، كونه مخولا من قبل محور المقاومة بتولي هذا الملف والحسم فيه.

وختمت المصادر، بانه على ما يبدو ان تكون الامور سهلة مع عودة الرئيس عون الى بيروت، فمن يعرف «جنرال بعبدا» جيدا، يدرك ان الاخير لن يستطيع السير بما عرض عليه من نصائح، ذلك ان كل المحاولات الممكنة للحوار قد تمت، وان الاخير غير قادر اليوم على الخروج من تحت عباءة الاجماع المسيحي، وبالتالي فان الايام القادمة ستحمل معها الكثير من التطورات والاحداث المفاجئة، مبدية اعتقادها بان بداية تحول الـ 2016 بدأ من زيارة الى دمشق فبراد، والخوف اليوم من ان تكون تلك الزيارة بداية تحول جديد في الاتجاه المعاكس، مع ما قد يحمله ذلك من مخاطر. 

الأكثر قراءة

الجبهة بين التصعيد المضبوط والحرب الشاملة... واشنطن تتدخل للجم التدهور زيارة صفا الى الامارات: المقاومة لم تقدم اي تعهدات