اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قالت أخصائية الغدد الصماء المعنية بعلاج الرياضيين والمُحاضِرة السريرية الفخرية في كلية لندن الجامعية للطب، نيكي كيي، إن كثرة اشتهاء الشوكولا ربما يأتي استجابةً لموقف يصحبه توتر قد يتعرَّض إليه الشخص.

ووفقًا لمجموعة من الأطباء، فإن اشتهاء الشوكولا يظهر عادة عندما تزداد الأجواء توترًا، ويتعلق باستجابة الكر أو الفر التي اعتادت أجسامنا منذ القدم على مواجهة الخطر بها.

تأثير الشوكولاتة على الاسترخاء

من جانبها، تقول إخصائية التغذية العلاجية دكتورة سارا بروير إنه"عندما تنخفض مستويات سكر الدم بشدة، فإنها تثير استجابة الجسم للتوتر "الكر أو الفر" للمساعدة في رفع مستويات سكر الدم (الجلوكوز) والأحماض الدهنية في الدورة الدموية، والتي تُعَد بمثابة الوقود الضروري لعمل العضلات والدماغ".

وأضافت أن "هذه الاستجابة للتوتر تثير الشعور بالجوع لديك لتدفعك إلى الأكل ورفع مستويات الوقود لديك أيضًا؛ ما قد يجعلك تشعر باشتهاء غذاء معيَّن خاصةً الحلوى والأطعمة الغنية بالنشويات لرفع مستويات سكر الدم سريعًا".

وبينت الطبيبة بروير أنه "من المثير للاهتمام أن الشوكولا لها آثار على الدماغ إذ تساعد على الاسترخاء ويعتريك جرَّاءَها شعور جيد عن طريق رفع مستويات مواد كيميائية عديدة في الدماغ، مثل: الفينيثيلامين المُعدِّل للمزاج والذي يرتبط بالأمفيتامين ويمنحك شعورًا حماسيًّا طفيفًا يزيد من ثقتك".

وتنصح دكتورة بروير كل من يشتهي الشوكولا أن يختار نوعًا غنيًّا بمضادات الأكسدة لا تقل فيه نسبة الكاكاو الجاف عن 70% بدلًا من الشوكولاتة بالحليب أو الشوكولاتة البيضاء.

الغضب والجوع

وتحدثت الطبيبة عن سبب آخر لرغبتنا بتناول الشوكولا وهو الشعور بالغضب، وتقول بروير إنه "عندما تشعر بالجوع، يكون دماغك في أمَسِّ الحاجة إلى الجلوكوز، وهذا يؤثر في قدرتك على التحكم في نفسك؛ ما يعني زيادة احتمالية صدور سلوكيات انفعالية غاضبة أو عدوانية منك".

وفي السياق ذاته يقول روب هوبسون، وهو إخصائي تغذيةِ رياضيين، إن "بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أوضحت أن المشقة البدنية أو الضيق النفسي يؤدي إلى زيادة كمية ما نأكله من الأغذية عالية الدهون والسكريات، ويُعتقَد أن ارتفاع مستويات الكورتيزول بالإضافة إلى الأنسولين هو المسؤول عن ذلك".

مضيفًا أنه "بمجرد هضم الأغذية عالية الدهون والسكريات، يكون لها أثر رجعي يُقلل من التوتر المرتبط بالاستجابات والمشاعر... إنَّها بالفعل أغذية مريحة كما يُطلَق عليها".

ولفت إلى أن معظم الناس يعلمون أن أغذية معينة يمكن أن تُحسِّن المزاج أو تثير مشاعر أخرى لديهم، بِدءًا من الشعور براحة البال وصولًا إلى الشعور بالقلق الشديد.

ويقول هوبسون، إن "العلاقة بين مستويات جلوكوز الدم والصحة النفسية مسألة مُثبتة".

وأشار إلى أن الدماغ يعتمد على الجلوكوز في الحصول على الطاقة؛ ما يعني أن انخفاض سكر الدم يمكن أن يؤدي إلى ضعف أداء الدماغ لوظائفه، وهذا من شأنه التأثير على قدراتك المعرفية، مثل: التذكر والاستدعاء من الذاكرة، فضلًا عن تسببه في شعورنا بالإرهاق والعصبية، بحسب تعبيره.

الاكتئاب

يقول هوبسون إن "دراسة، أُجريت على البالغين المصابين بالسكري من النوع الثاني ونُشِرت في دورية (دايبيتيس كير)، توصَّلت إلى أن ارتفاع مستويات جلوكوز الدم ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب".

وتشير نتائج هذه الدراسة بحسب هوبسون، إلى أن الخلل في تنظيم جلوكوز الدم يمكن أن يسهم في الإصابة بالاكتئاب. مشيرًا إلى وجود عدد هائل من الأبحاث التي أظهرت أن مستويات سكر الدم يمكن أن تؤثر على الحالة المزاجية والوظائف المعرفية.

نصائح سهلة التطبيق لتقليل رغبتك في تناول الحلوى

  • امشِ لمدة 15 دقيقة
  • دوِّن يومياتك
  • جرِّب تناول مُكمِّل غذائي