اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أعرب البيت الأبيض عن قلقه إزاء أي تقارب عسكري محتمل بين جنوب أفريقيا وروسيا، بعد دعوة أطلقها أعضاء في الكونغرس الأميركي لفرض عقوبات على بريتوريا.

وقال المسؤول في البيت الأبيض عن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، جود ديفيرمونت، للصحافيين إننا "نشاطر الكونغرس مخاوفه بشأن شراكة أمنية محتملة بين جنوب أفريقيا وروسيا".

ولم يعلّق ديفيرمونت على الدعوة البرلمانية لفرض عقوبات على بريتوريا، مكتفياً بالقول إنّ "القانون واضح للغاية بشأن ما يتعيّن علينا القيام به، وهذا الأمر لن يتغيّر مع جنوب أفريقيا".

وكان السفير الأميركي في بريتوريا، روبن بريغيتي، اتّهم حكومة جنوب أفريقيا بتصدير الأسلحة إلى روسيا، ما أثار غضباً في الولايات المتحدة الأميركية تجاه البلد الأفريقي.

ووفقاً لبريغيتي، فإنّ "سفينة شحن روسية رست في كانون الأول قرب كيب تاون، قبل أن تعود إلى روسيا محمّلةً بأسلحة وذخائر".

وبناءً على هذا التصريح، دعا أعضاء نافذون في الكونغرس، في رسالة مشتركة، إلى حرمان جنوب أفريقيا من المزايا التجارية التي تستفيد منها في إطار "أغوا"؛ القانون الأميركي الذي "يعزّز التنمية" في أفريقيا.

وتنتهي مدة سريان القانون في 2025، وهو يمنح دولاً أفريقية ميّزات تفاضلية في السوق الأميركية.

وفي رسالتهم، قال البرلمانيون: "إذا ثبت أنّ بريتوريا زوّدت موسكو فعلاً بأسلحة وذخائر، فإنّ هذا الأمر يشكّل انتهاكاً للعقوبات الأميركية، وبالتالي، على واشنطن اتّخاذ خطوات ضد جنوب أفريقيا، بينها نقل الاجتماع المقبل المقرر عقده في هذا البلد، في إطار قانون أغوا، إلى دولة أخرى".

من جهتها، قالت المسؤولة عن أفريقيا في وزارة الخارجية الأميركية، مولي في، إنّ واشنطن "تتوقّع أن تحترم جنوب أفريقيا سياستها الطويلة الأمد كدولة عدم انحياز".

ويُذكر أنّ وزارة خارجية جنوب أفريقيا أعلنت في أيار الماضي اعتذار السفير الأميركي عن ادعاءاته حول تزويد البلاد روسيا بالأسلحة، مشيرةً في بيان إلى أنّه "اعترف بتجاوزه الخطوط".

وفي تفاصيل اعتذار سفير واشنطن، قالت إنّها استدعت سفير واشنطن بعد تصريحاته، وعبّرت له عن عدم رضاها عن تصرفه. وبدوره، "اعترف بأنّه تجاوز الخطوط، واعتذر من دون أي تحفظ".

وتلا ذلك اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيرته في جنوب أفريقيا ناليدي باندور، على خلفية استدعاء برتوريا السفير الأميركي فيها.

وجاء في بيان للخارجية الأميركية بهذا الصدد، أنّ بلينكن "شدد على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، وجدد تأكيد التعاون بشأن الأولويات المشتركة، بما في ذلك الرعاية الصحية والتجارة والطاقة".

وتجمع جنوب أفريقيا والكرملين روابط منذ أيام الكفاح ضد الفصل العنصري. وقد رفضت بريتوريا المطالب الأميركية بإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا منذ شباط 2022، قائلةً إنّها "تريد البقاء على الحياد".

وفي نيسان الماضي، اتخذت حكومة جنوب أفريقيا قراراً يحظر بيع الأسلحة إلى بولندا، حمايةً لمصالحها مع روسيا، وللحد من الإمداد المحتمل من ذخيرة البلاد من بولندا إلى كييف وسط الحرب المستمرة في أوكرانيا، بحسب موقع "بي أن أن".

وتتماشى هذه الخطوة مع المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) الذي أعاد تأكيد التزامه تجاه روسيا كحليف وصديق قديم. ويأتي هذا التحرك بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للبلاد من أجل إجراء محادثات ثنائية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكّد في وقت سابق أنّ "التعاون مع الدول الأفريقية استراتيجي وطويل الأجل"، وأنّ "تنمية العلاقات مع دول القارة ومنظماتها الإقليمية هي إحدى أولويات السياسة الخارجية الروسية".

وسابقاً، قال موقع "Counter Punch" الأميركي إنّ الدبلوماسيين الأميركيين لم ينجحوا في تجنيد دول رئيسة في جنوب الكرة الأرضية، ولا سيما الهند والبرازيل، لدعم أوكرانيا.

وأضاف الموقع أنّ دول الجنوب العالمي "لا تريد أن تكون جزءاً من الحرب الباردة بين الغرب وروسيا، ولا تستطيع واشنطن حتى إقناع شركائها على المدى الطويل، مثل "إسرائيل" والأردن، بالانحياز إلى جانب واحد".