اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

طبول الحرب تقرع والوقت ينفد امام محاولات المبعوث الاميركي اموس هوكشتين لتجنب التصعيد بين حزب الله و «اسرائيل»، في ظل ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية للمقاومة وتحديد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو مهلة اخيرة للحزب، بانه سيتم تفريغ جنوب لبنان من سكانه اذا لم يعد مستوطنو الشمال الى بيوتهم. انما ما لم يتوقعه «الاسرائيلي»، ان حزب الله تأسس على مبدأ قتال الاحتلال الاسرائيلي، وعليه وسع حزب الله مدى نيرانه عبر شنه هجوما جويا بأسراب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة فيلون في صفد، كما استخدم صواريخ الكاتيوشا لتدمير التجهيزات التجسسية ‏في موقع «راميا» العسكري، وايضا لاستهداف موقع المنارة وبركة ريشا والمالكية، محققا اصابات مباشرة وخسائر فادحة لدى العدو الاسرائيلي. ومن خلال هذه العمليات العسكرية ضد مواقع للجيش «الاسرائيلي»، اضافة الى توسيع دائرة استهدافه في مستوطنات الشمال، اراد حزب الله توجيه رسالة واضحة لـ «اسرائيل» بان تهديداتها لا تخيفه، بل على العكس انه جاهز لمواجهة شرسة ضد الجيش «الاسرائيلي» اذا قرر الاخير التصعيد.

وامام هذه المستجدات الميدانية المتسارعة على الحدود الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة، طغى الوضع الجنوبي على كل الملفات الداخلية، وابرزها الملف الرئاسي، وتبين ان الهم الاكبر اليوم على الساحة اللبنانية، هو كيفية تجنب تصعيد كبير لا يحمد عقباه بين المقاومة اللبنانية و «اسرائيل».

ورغم كل ما قيل عن الحراك الفرنسي والسعودي لاحداث خرق في جدار الرئاسة، ادى ارتفاع وتيرة الاشتباكات في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة الى تجميد كل الجهود التي تبذل لانتخاب رئيس للجمهورية، عدا ان المواقف لم تتغير، سواء من جانب المعارضة او من الثنائي الشيعي في مقاربة الاستحقاق الرئاسي.

حزب الله انتقل من حرب اسناد الى حرب وجود ضد «اسرائيل»

على هذا الصعيد، يقول مصدر عسكري للديار ان حزب الله انتقل من حرب الاسناد لغزة التي اطلقها في الثامن من تشرين الاول الى حرب وجود الان ضد العدو الاسرائيلي. ذلك ان المقاومة تدرك جيدا ان «اسرائيل» انتقلت الى مرحلة جديدة في حربها في الشمال، وان هدف الكيان العبري الدائم من اي حرب يشنها ضد حزب الله، هو استئصال الحزب وتصفيته. انما هذا الهدف غير قابل للنقاش، فهو غير واقعي ولن يحصل، لان اي توغل بري «اسرائيلي» في الاراضي اللبنانية، وتحديدا في الجنوب، سيكون له تداعيات كارثية على جيش الاحتلال، لما لحزب الله من خبرة في القتال الميداني، الى جانب قوته في ردع هذا الجيش وارجاعه من حيث اتى.

وتابع المصدر العسكري ان القيادة السياسية «الاسرائيلية» قد تظن انها قادرة على اقامة منطقة عازلة على الحدود، عبر عملية عسكرية تبعد فيها حزب الله الى مسافة بحيث لا يعود يشكل تهديدا لها ولمستوطناتها في الشمال، الا ان هذه التصورات يتداخل فيها الخيال والاوهام والحسابات الخاطئة والفاشلة.

وهنا، اشار المصدر العسكري الى ان محور المقاومة لم يهبّ لنصرة غزة بقرار عشوائي متسرع، بل تمتلك قياداته تصورات معينة للتعامل مع كل الاحتمالات. وتأكيدا على ذلك، ما كانت قيادة حزب الله لتضحي بالهدوء الذي خيم على الجنوب منذ العام 2006 لولا انها ادركت أن الاحزاب الصهيونية العنصرية وصلت الى الحكم على اساس برنامج عمل الغائي تهجيري سيستهدف اللبنانيين بقدر ما سيستهدف الفلسطينيين.

الحكومة «الاسرائيلية» تستعد
لدخول مرحلة جديدة من الحرب

الىى ذلك، يبدو ان عملية طوفان الاقصى في غزة، وما نجم عنها من تحركات عسكرية وسياسية واسعة النطاق اقليميا ودوليا، قد شارفت على مرحلة جديدة ستمهد لمراحل لاحقة خطرة، وذلك اعتمادا على التطورات الميدانية المتوقعة، وفقا لمصدر مطلع. فمع استمرار الدولة «الاسرائيلية» في حربها الوحشية لابادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتي تندرج ضمن المرحلة الاولى من مخططها، يرى المصدر ان الة القتل الصهيونية تحولت الى الضفة الغربية المحتلة، حيث يشارك المستوطنون العنصريون والمتطرفون وقوى الشرطة وجنود جيش الاحتلال في ارهاب الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم والتضييق عليهم في اراضيهم. وهذه هي المرحلة الثانية من مخطط الكيان العبري الذي يريد تهجير الفلسطينيين من الضفة، وبناء المستوطنات لتهويد الضفة بشكل كبير.

بعض المراقبين يعتقدون ان المتطرفين في حكومة بنيامين نتنياهو يحرضون على توسيع القتال في شمال فلسطين المحتلة –جنوب لبنان، اي البدء بالمرحلة الثالثة التي ستكون في حال تجرأ «الاسرائيليون» على خوضها، الاكثر عنفا والاصعب مراسا. والحال ان «تل ابيب» ابلغت واشنطن انه يجب تنفيذ القرار 1701 وفقا لشروطها، والا ستذهب باتجاه توسيع الحرب ضد حزب الله في جنوب لبنان.

في الوقت ذاته، لفت المصدر المطلع الى ان هناك اصواتا وازنة في المؤسسة الامنية والعسكرية «الاسرائيلية»، تحذر من المغامرة بوجه معسكر المقاومة في لبنان. فاذا كانت العملية العسكرية «الاسرائيلية» على قطاع غزة، المحاصر والمعزول، لم تحقق ابرز اهدافها حتى بعد سنة تقريبا، فكيف سيكون الوضع مع حزب الله وحلفائه الذين كان لديهم حوالى عشرين سنة لتطوير قدراتهم القتالية على كل الاصعدة، بعد الاستفادة من تجارب انتصار حرب تموز عام 2006؟ ويضاف الى ذلك، ان لبنان مفتوح على مداه القومي برا وبحرا وجوا، ولا تستطيع أي قوة اغلاق خطوط الامدادات بالكامل.

وعليه، من الصعب في هذه الفترة بالذات التكهن بما ستؤول اليه اوضاع الاشتباكات في جنوب لبنان-شمال فلسطين المحتلة، اذ ليس في الافق السياسي والعسكري ما يؤشر الى وجود مبادرة تكسر الدائرة المغلقة التي وصلت اليها مفاوضات وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى. ومهما ارتكبت «اسرائيل» من المجازر في سياق الابادة ضد الفلسطينيين، فانها ستبقى عالقة في رمال غزة المتحركة. وسيزداد الطين بلة بالنسبة الى المستوطنين المحتلين اذا تطورت المواجهات في الضفة الغربية المحتلة، الامر الذي سيفضي الى انتفاضة شعبية عارمة. ولا يمكن ان نتجاهل دور الشعب الفلسطيني في الداخل (فلسطينيو 1948).

نتنياهو لن يقدم «هدية» بوقف اطلاق النار وتبادل الاسرى في عهد بايدن

في سياق الاقتراح الاميركي من قبل ادارة بايدن لوقف اطلاق النار في غزة واتمام عملية تبادل الاسرى، وتحديدا تحرير الاسرى الاسرائيليين لدى حماس، اشارت اوساط ديبلوماسية رفيعة المستوى الى ان رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو، لن يفاوض لتحرير المحتجزين الاسرائيليين عند كتائب القسام، ولا يريد وقف الحرب في هذه المرحلة. وتابعت ان نتنياهو ينتظر موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، مراهنا على فوز دونالد ترامب. عندئذ سيبادر نتنياهو الى اجراء مفاوضات جدية عبر الوسطاء القطريين والمصريين مع حماس، والقبول بالتهدئة في غزة، فضلا عن تحقيق صفقة تبادل الرهائن.

مصرع ادمغة استخباراتية بارزة و... اسرار «اسرائيل» العسكرية مكشوفة

في غضون ذلك، ‘طرح مراقبون اسئلة بعد الرد الذي نفذه حزب الله على قاعدة غليلوت :»هل سقطت رؤوس استخباراتية هامة في غليلوت؟ وهل يعني ضرب القاعدة ان اسرارا عسكرية «اسرائيلية « باتت مكشوفة «للاعداء»؟

ضرب حزب الله لوحدة 8200
هو السبب وراء استقالة شارئيل

من جهته،اعلن قائد الوحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» العميد يوسي شارئيل، استقالته من منصبه، مقراً بفشله وتحمله المسؤولية إزاء هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وما ترتب عنه.

لكن مصدرا عسكريا مطلعا كشف للديار ان السبب الحقيقي وراء استقالة العميد شارئيل، هو تمكن حزب الله من استهداف وحدة 8200، الامر الذي اعتبره فشلا استخباراتيا «اسرائيليا» وعجزا في صد الهجوم.

هذا وذكرت مصادر أمنية أوروبية موثوق بها أمس الأول لـ»الديار»، أن الضربة التي نفذها حزب الله في إطار عملية «الأربعين» استهدفت مواقع استراتيجية حساسة، حيث تركز الهجوم على الوحدة 8200 الإسرائيلية في منطقة «غليلوت» وقاعدة «عين شيمر». وأكدت المصادر أن العملية حققت نجاحاً كبيراً، مما أدى إلى خسائر بشرية فادحة في صفوف القوات المستهدفة.

ووفقاً للتقارير، فإن عدد القتلى جراء الضربة بلغ 22 شخصاً، بينما وصل عدد الجرحى إلى 74، وهو ما يعكس حجم الأضرار التي لحقت بالوحدة 8200، التي تعتبر أحد أهم الوحدات الاستخباراتية والتكنولوجية في الجيش الإسرائيلي.

ويعد نجاح هذه العملية ضربة موجعة للقدرات الاستخباراتية الإسرائيلية، بعدما اتبعت الحكومة الإسرائيلية سياسة التعمية الاعلامية لحجب خسائرها الفادحة.

مصادر مسيحية معارضة ترد على كلام السيد نواف الموسوي

على صعيد اخر، رأت مصادر مسيحية معارضة ان كلام السيد نواف الموسوي على ان البعض في لبنان يرى ان المرحلة الحالية تشبه مرحلة 1982 التي اوصلت بشير الجميل رئيسا للجمهورية وان هذا الامر قد يتكرر، أن الظروف الحالية لا تشبه بتاتا مرحلة الحرب الاهلية، وتحديدا عام 1982. ذلك انه في ايام الحرب الاهلية المشؤومة، الجميع قاتل حفاظا على مبادئه وتطلعاته الوطنية، وتمحورت الحرب بين المسيحيين الذين تمسكوا بلبنان وطنا نهائيا لهم وبين الفلسطينيين الذين خرج بعضهم عن قضية تحرير فلسطين، والسعي لاخذ لبنان وطنا بديلا لهم.

واضافت المصادر المسيحية المعارضة ان كلام الموسوي بعيد كل البعد عن الواقع السياسي الحالي، نافية نفيا قاطعا وجود اي زعيم مسيحي يطمح للوصول الى قصر بعبدا خارج الية الدستور واللعبة الديموقراطية التي تحصل في البرلمان اللبناني.

ولفتت الى ان القوات اللبنانية والكتائب والتيار الوطني الحر اذا عارضوا الحرب التي يشنها حزب الله من الجنوب ضد «اسرائيل»، فهذا لا يعني ان هذه الاحزاب باتت مؤيدة للكيان الصهيوني الذي صلب المسيح ونصب كمينا للبنانيين المسيحيين في حرب الجبل، ما اسفر عن حصول مجازر بهم.

الأكثر قراءة

حزب الله يردع جيش الاحتلال ويقصف مقرات قيادية عسكرية في عمق «الشمال» هوكشتين في «اسرائيل» الاثنين وعلى الارجح سيزور لبنان في مسعى اميركي لمنع التصعيد