اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يشكل تمرد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة معضلة دبلوماسية لدولتي مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى نظرا للدور المحوري الآخذ في التعاظم الذي تلعبه تلك المجموعة ‭‭‬‬‬في صراعات داخلية قائمة منذ فترة طويلة.

ومع انطلاق مقاتلي مجموعة فاجنر صوب العاصمة الروسية موسكو بعد الاستيلاء على مدينة في جنوب البلاد الليلة الماضية، رفض متحدثان باسمي حكومتي مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى التعليق على الاضطرابات ومدى تأثيرها على الاستراتيجيات الأمنية لبلديهما في مواجهة الجماعات المتشددة.

وسعى البلدان إلى توثيق العلاقات مع روسيا والحصول على دعم عسكري لقتال المتشددين، وقالا في السابق إن اتفاقيات التعاون العسكري الخاصة بهما كانت مع روسيا وليس مع فاجنر.

وقال بصيرو دومبيا، وهو محلل سياسي في مالي "وجود (فاغنر) في مالي يرعاه الكرملين وإذا كانت فاغنر على خلاف مع الكرملين ... فإن مالي ستعاني بطبيعة الحال من تبعات ذلك على الجبهة الأمنية".

وفي مالي، حيث استولى عسكريون على السلطة في انقلابين في 2020 و2021، تخوض الدولة قتالا ضد متشددين إسلاميين منذ سنوات. وتقول إن القوات الروسية الموجودة على أراضيها ليست من المرتزقة التابعين لمجموعة فاجنر ولكن مدربين يساعدون القوات المحلية بعتاد اشترته البلاد من روسيا.

لكن التحالف بين مالي وروسيا تسبب في توتر العلاقات مع الأمم المتحدة وأدى إلى استعداء قوى غربية تقول إن المقاتلين هناك ينتمون إلى فاغنر وإن من المحتمل أنهم ارتكبوا جرائم حرب بمشاركة قوات من مالي.

ونفت حكومة مالي وروسيا هذه المزاعم.

وقد يشكل استمرار وجود فاجنر في مالي في ظل التمرد القائم في روسيا مشكلة بالنسبة لعلاقات باماكو مع موسكو التي تعهدت العام الماضي بإرسال شحنات من الوقود والأسمدة والمواد الغذائية إلى مالي بقيمة تبلغ حوالي 100 مليون دولار.

وقال إيفان جيشاوا المحاضر في جامعة بروكسل للدراسات الدولية "العواقب المحددة بالنسبة لمالي تعتمد في الواقع على عوامل غير معروفة إلى حد كبير مثل الاستقلالية التنظيمية لفاجنر وتسلسل قيادتها، وبالطبع ما إذا كانت الأمور تتصاعد أم لا بين (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وفاجنر".

وأضاف أنه لم ترد أنباء عن تحركات مفاجئة للقوات في مالي حتى صباح يوم السبت.

‭-‬ حركات متمردة

قد يكون للصراع في روسيا تداعيات كبيرة أيضا على جمهورية أفريقيا الوسطى حيث يقوم مئات العناصر من روسيا، ومن بينهم العديد من مقاتلي مجموعة فاجنر، بمساعدة الحكومة في محاربة العديد من الحركات المتمردة منذ عام 2018.

وتزايد ارتباط جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي بروسيا في السنوات الأخيرة إذ سعى الكرملين لكسب نفوذ أكبر في دول أفريقيا الناطقة بالفرنسية مما أثار استياء فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، التي تواجه احتجاجات مناهضة لها في المنطقة وسط تدهور علاقاتها مع العديد من حكومات غرب أفريقيا.

وفي فبراير شباط، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نشر قوات مجموعة فاجنر في أفريقيا بأنه "تأمين على الحياة للأنظمة الفاشلة في أفريقيا" وسيؤدي فحسب إلى نشر البؤس.

وقد يؤثر تعليق عمليات فاجنر في أفريقيا على الأوضاع المالية للمجموعة. واتهمت الولايات المتحدة في أكتوبر تشرين الأول الماضي المجموعة العسكرية الخاصة باستغلال الموارد الطبيعية في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وأماكن أخرى لتمويل القتال في أوكرانيا وهي تهمة رفضتها روسيا في ذلك الوقت.

ووفقا لما ورد في وثائق أمريكية مسربة فقد رسخت المجموعة علاقات قوية مع العديد من الحكومات الأفريقية على مدى العقد الماضي من خلال عمليات في ثماني دول أفريقية على الأقل منها مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا.

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تواصل التهويل: انسحاب حزب الله او الحرب الشاملة تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية» لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية»