اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على طريق الجلجلة يحمل يسوع صليبه، ويقع تحته، والجنود يضربونه بوحشية بالسياط، ليقوم وهو منهك بعد ليلة من الجلد واكليل الشوك واللطم والسخرية، ويتقدم سمعان القيرواني ليساعده على حمل صليبه.

الانسان يساعد الله في العمل الخلاصي. التيولوجيا والانتربولوجيا تتشاركان هناك correspondance . اختبار مساعدة يسوع وقت صعوبة حمل الصليب، واختبارنا وقت العاصفة التي ستغرق المركب، ايقظنا يسوع لينقذنا ويساعدنا ويخلصنا. ونحن اليوم نغرق في لبنان فخلصنا يا يسوع.

هكذا هي العلاقة بين يسوع وبيننا. هو يحتاج ان يستند الى الانسان ليبني كنيسته كما فعل مع بطرس، او ليأكل كما فعل عندما سأل التلاميذ قائلاً: يا فتيان هل عندكم شيء ليؤكل؟ الذي يطعم طير السماء ودودة في صخر، يسأل الانسان ان يطعمه ،وقد اعطى جسده زادا للحياة الابدية.

السيد المسيح ارسل التلاميذ ليعدّوا له مكاناً للعشاء. هكذا هو دوماً يتعاون بحبه للانسان مع الانسان، ليرفع من وضعه البشري الى المساهمة في عمل الله الخلاصي. ومن هنا عظمة حرية الانسان، وعظمة مسؤوليته الانسانية والبشرية. هل ادركنا اهمية وعظمة هذا الوضع الوجودي الانساني بنظر الله؟

التيولوجيا ترتكز على الانتريولوجيا لتتم رسالة الخلاص. هكذا ومن خلال عدة احداث في الانجيل، نرى هذا التناسق بين حاجة الانسان ليسوع والله، وحاجة يسوع للانسان، اي ان التيولوجيا تتجسد في الانتربولوجيا، اي الوجود البشري، لبنان قوة حب الله وعظمة قدرته وعنايته بالانسان. انه لاهوت الفيلوكاليا philocalia اي لاهوت الجمال والمحبة.

وفي عملية الكفاءات، كان هناك سؤال وطلب الى يسوع الذي يسأل ماذا تريد، وكان يأتي الجواب من الانسان. وبعد هذا التخاطب بين الله والانسان كانت ارادة الله تتم عمل المحبة والخلاص، بفعل شفائي عجيب للابرص والاعمى والمخلع والاخرس والاطرش، وحتى قيامة الميت. هناك correspondance قوية بين الله والانسان.

من هنا يقال دوماً الله بحاجة الى الانسانDieu a besoin des hommes ، وان لاهوت التجسد يعطي القيمة الجسدية للانسان ، وليتم الخلاص بالموت على الصليب بعد كل المسار العجائبي والخلاصي والآلامي الفدائي، المستند الى الجسد حتى الموت على الصليب، والقيامة والبقاء مع الكنيسة بفعل قوة الروح القدس وخدمة الاسرار المقدسة والبركة والنعمة.

على البئر يسأل يسوع المرأة ان تعطيه ليشرب. وعلى الصليب ما زال صوته يدوي في الكون: انا عطشان. ومع المرأة الكنعانية ابنتنا ارضنا اللبنانية، اختبر ايمانها ليشفي ابنتها، وهي اعطته الجواب الشافي، الذي جعل يسوع يشفي ايمانها لكثرة ايمانها.

هكذا هي العلاقة بيننا وبين يسوع. نحن نسأل ونطلب وهو يستجيب ، او يطلب منا ونحن نستجيب. فاستجب يا رب طلبنا، وانقذ بلدنا الحبيب لبنان، وخفف عنا صعوبات الحياة وغلاء المعيشة والادوية والمرض والجوع والكآبة والقلق. 

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟