عندما سُدّت كل السبل التي تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، ارتفع الخطاب الطائفي من جديد، وكاد المجلس النيابي، لولا قرار الحزب "التقدمي الإشتراكي" تأييد جهاد أزعور للرئاسة، أن ينقسم انقساماً طائفياً بين جزء كبير من المسلمين واغلبية المسيحيين، وقد ساهم هذا الصراع بعودة مشاريع التقسيم والفدرلة الى الواجهة، عُبر عنها بعبارات كـ "الطلاق".
وبعد أن كان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أول من بادر إلى الحديث عن إعادة النظر سياسياً في كل التركيبة اللبنانية وتركيبة الدولة، اذا تمكن حزب الله من الإتيان برئيس للجمهورية يريده، كان لافتاً البيان الصادر عن تكتل "الجمهورية القوية" أول من أمس، الذي أشار فيه إلى أن "الحوار الذي تُريده الممانعة، لا يهدف إلا إلى الإنقلاب على إتفاق الطائف ونسف الدستور اللبناني"، مؤكداً إلتزام "القوات" بوثيقة الوفاق الوطني وبالمؤسسات الدستورية.
من وجهة نظر مصادر متابعة، هذا الموقف يأتي على وقع الحديث المتكرر عن رسائل خارجية وصلت إلى بعض الأفرقاء اللبنانيين، في ظل الحديث عن ضرورة الذهاب إلى حوار حول الإستحقاق الرئاسي، بأن بنود أي حوار لا ينبغي أن تطال إتفاق الطائف، نظراً إلى أن هذا الأمر يعتبر من الخطوط الحمراء، لا سيما أنه قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة في ظل إنشغال غالبية الأفرقاء المؤثرين بالساحة اللبنانية، بملفات أكثر أهمية بالنسبة لهم.
خلال الفترة الماضية، برزت مطالب حزب الله الداعية الى البحث بتعديلات دستورية بحال رغب اللبنانيون بتسوية رئاسية توصل رئيساً للجمهورية لا لون سياسيا له ولا نكهة، تعديلات تتيح للطائفة الشيعية الحصول على مكاسب مكتوبة وواضحة في السلطة التنفيذية بشكل أساسي، حيث يُعتبر الشيعة طرفاً ضعيفاً فيها، وهذا ما أثار حفيظة كثيرين على رأسهم البطريركية المارونية التي تلقت نصائح من الفاتيكان وفرنسا، خلال زيارة الراعي الأخيرة لهما، بضرورة التحاور مع حزب الله في الملف الرئاسي وغيره، لكي لا نصل الى تسوية بالمستقبل يدفع المسيحيون ثمنها، على غرار ما حصل بعد الحرب الأهلية في لبنان. لذلك يحاول معارضو الحزب اليوم التنصل من كل دعواتهم السابقة الى تغيير النظام أو تعديل بنود رئيسية فيه، متهمين الحزب بأنه يسعى لإبقاء الفراغ من خلال "تكبير الحجر".
إنطلاقاً من ذلك، لا تستبعد المصادر نفسها أن يكون موقف "القوات" يعبّر، في مكان ما، عن رسالة سعودية، على إعتبار أن الرياض هي من أبرز الجهات التي ترفض الذهاب إلى أي مسّ بالطائف، في حين أن حزب "القوات" يُعتبر أحد أبرز حلفاء المملكة في لبنان، مشيرة الى أن هذا الموقف الأخير لـ "القوات" قد يكون بمثابة رسالة طمأنة إلى السعودية، بأنها لن تنجرف إلى الدعوات التي كانت قد تصاعدت في الآونة الأخيرة، ولو أنها اطلقت مواقف سياسية واضحة بهذا الإتجاه، تحمل مطالب ذات طابع تقسيمي أو فيدرالي، مع التأكيد على التزام "القوات" لوثيقة الوفاق الوطني.
يتم قراءة الآن
-
بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية
-
ملف الرئاسة: اللجنة الخماسية تحشر نفسها بالوقت فهل تنعى مهمتها في آخر أيار؟ قطر تجدد مساعيها من دون أسماء وجنبلاط الى الدوحة اليوم بدعوة رسمية جبهة الجنوب مرشحة للتصعيد... ومفاجآت حزب الله تنتظر العدو
-
أردوغان ضدّ "إسرائيل"... هل نصدّق؟
-
المرحلة الثالثة انطلقت: أولويّة الحزب "جويّة"
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
11:01
إطلاق صاروخين باتجاه موقعي زبدين والرمثا الإسرائيليين" في مزارع شبعا المحتلة جنوبي لبنان
-
10:48
إعلام روسي: هجوم أوكراني بـ 6 مسيّرات على مصفاة نفط في سلافيانسك
-
10:34
متظاهرون إسرائيليون يغلقون المدخل الرئيسي لمدينة القدس مطالبين بصفقة تبادل وعزل نتنياهو
-
09:35
التحكم المروري: 7 جرحى في 4 حوادث خلال ال ٢٤ ساعه الماضيه
-
09:34
يديعوت أحرونوت: يجتمع مجلس الحرب اليوم لبحث العملية في رفح ومواقف إسرائيل التي سيتم عرضها على مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الذي يصل تل أبيب اليوم
-
09:33
القناة 12 عن رئيس بلدية شلومي: نتنياهو دعانا لاجتماع لبحث الوضع الأمني ونأمل الحصول على إجابة بشأن الشمال