اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
اختتمت امس أعمال قمة حلف شمال الاطلسي بحضور زعماء دول الحلف في عاصمة ليتوانيا فيلنيوس، حيث أكد الأعضاء على التزامهم بتقديم دعم عسكري لكييف يمتد لسنوات، في وقت كانت الاراضي الاوكرانية تشهد معارك عنيفة،خصوصا على جبهة باخموت التي تحاول القوات الاوكرانية تطويقها، فيما عاشت كييف تحت نيران المسيرات الروسية.

فقد قال ينس ستولتنبرغ الأمين العام للناتو إن الحلف وافق على حزمة لتطوير قدرات أوكرانيا الدفاعية «تمتد لسنوات»، قائلا إن «العالم يواجه تحديات كبيرة».

وفي السياق ذاته، أفاد الرئيس الأميركي جو بايدن أن قادة الحلف اتفقوا على أن تكون أوكرانيا عضوا «بعد الحرب».

وعلى هامش القمة، أصدر قادة مجموعة دول السبع بيانا عبروا فيه عن الدعم لأوكرانيا في دفاعها عن نفسها ضد العدوان الروسي مهما طال أمدُه، وفق البيان. كما أعلنت مجموعة الدول السبع عن خطتها للضمانات الأمنية لأوكرانيا تشمل تقديم مساعدات أمنية ومعدات عسكرية حديثة، وتؤكد أن كييف تعهدت بتعزيز الشفافية والمساءلة.

وأعلنت دول مجموعة السبع عن إطار عمل دولي يمهد الطريق لضمانات أمنية على المدى الطويل لأوكرانيا من أجل تعزيز دفاعاتها ضد روسيا ولردع موسكو عن أي عدوان في المستقبل.

دعم مطلق

وفي إعلان مشترك يمكن للدول الأخرى الانضمام إليه، قالت الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وفرنسا وكندا وإيطاليا وبريطانيا وكذلك الاتحاد الأوروبي، إن هذا الإطار يشمل توفير عناصر من بينها المعدات العسكرية المتطورة والحديثة والتدريب وتبادل معلومات المخابرات والدفاع الإلكتروني.

وفي المقابل، ستتعهد أوكرانيا بتحسين تدابير الحكم، بما في ذلك إجراء إصلاحات قضائية واقتصادية وتعزيز الشفافية.

من جهته، قال بايدن إن مجموعة السبع أصدرت بيانا واضحا بأن دعمها لأوكرانيا سيستمر لفترة طويلة في المستقبل بعد إعلان حدد إطارا متعدد الأطراف لدعم أوكرانيا، موضحا «سنظل كذلك طالما استلزم الأمر».

وفي تصريحات بجانب بايدن، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الاتفاق متعدد الأطراف الذي يمهد الطريق لمفاوضات ثنائية مع الدول يمثل «نصرا أمنيا مهما» لبلاده. كما كشف زيلينسكي أن نتائج قمة حلف شمال الأطلسي جيدة، وكانت ستصبح مثالية إذا تلقت كييف دعوة للانضمام للحلف العسكري الغربي. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن اعتراف الحلف بأن أوكرانيا لا تحتاج إلى اتباع خطة عمل بشأن العضوية أمر مهم، موضحا أن كييف أحرزت تقدما ملحوظا في توافقها مع الحلف.

وصرح أن «النتيجة المهمة هنا هي الاعتراف بأن أوكرانيا لا تحتاج لخطة عمل العضوية في مساعيها للانضمام (للحلف).

قمة «شبه مثالية»

وقال ستولتنبرغ إن أعضاء الناتو أكدوا أن أوكرانيا ستصبح عضوا في الحلف، موضحا التزامهم بتقديم دعم أمني إليها ليكون رادعا لروسيا بعد الحرب.

ودرّب شركاء كييف في الغرب قوات أوكرانية يقدر قوامها بالألوف، كما تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على إمدادات الأسلحة الغربية في محاربة القوات الروسية منذ شباط 2022.

وكان حلف شمال الأطلسي أوضح أن أوكرانيا مُرحب بها في الحلف، لكنه لم يحدد تاريخا أو يضع شروطا محددة لانضمامها.

كما تخلى الحلف عن شرط وفاء كييف بخطة عمل بشأن العضوية وقائمة من الأهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية يتعين على دول شرق أوروبا أن تفي بها قبل الانضمام للحلف، وبهذا أُزيلت واقعيا عقبة أمام انضمام أوكرانيا للحلف.

وأكد زيلينسكي أنه تلقى أنباء إيجابية عن حزم دفاعية جديدة في أثناء وجوده في فيلنيوس، حيث اجتمع مع قادة بريطانيا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وهولندا. وقال «يمكننا القول إن نتائج القمة جيدة، لكنها كانت ستصبح مثالية لو تم توجيه دعوة (للانضمام للحلف).

في السياق ذاته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن «الرئيس بايدن مستعد للدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو إذا اختارت روسيا اختبار المادة الخامسة». وأضاف سوليفان أن «انضمام فنلندا والسويد يعني أن ما فعلته روسيا في أوكرانيا واستجابة الغرب أديا إلى تعقيد وضع موسكو».

وفي رد فعل روسي، قال الكرملين إن الضمانات الأمنية التي يعتزم الغرب تقديمها لأوكرانيا ستكون خطأ فادحا من شأنه أن يؤثر على أمن روسيا ويُعرّض أوروبا لمخاطر أكبر لسنوات عديدة قادمة.

ميدانيا كثفت القوات الأوكرانية محاولاتها لتطويق مدينة باخموت في دونيتسك شرقي البلاد في إطار الهجوم المضاد المتواصل منذ أسابيع، في حين تعرضت كييف لهجوم بالطائرات المسيرة لليوم الثاني على التوالي. وقد اشتدت حدة المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني على طول المحاور في الجبهتين الشرقية والجنوبية، مع استمرار سعي الجانب الأوكراني لإحراز تقدم بري في معركة استعادة الأراضي.

في المقابل، قالت القوات الروسية إنها تمكنت من اجتياز بعض الخطوط الدفاعية الأوكرانية في جبهة إقليم دونباس (شرق أوكرانيا).

وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية إن قواته حققت مزيدا من التقدم شمال وجنوب باخموت التي سيطرت عليها قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في أيار الماضي بعد قتال استمر أشهرا طويلة.

وقبل ذلك، قال المتحدث نفسه إن القوات الأوكرانية صدت تقدما روسيا مدعوما بقصف مدفعي بالقرب من بلدتين شمال باخموت المدمرة بشكل شبه كامل.

بدورها، أعلنت الدفاع الروسية أن قواتها صدت 9 محاولات أوكرانية للتقدم في مقاطعة دونيتسك، مشيرة إلى أن إحداها بالقرب من بلدة كليشيفكا الإستراتيجية التي تقع على مرتفعات بالأطراف الجنوبية لباخموت.

حصار باخموت

وقد أكد الناطق باسم عمليات المنطقة الشرقية في الجيش الأوكراني سيرغي تشيرفاتي أن القوات الأوكرانية باتت قريبة من السيطرة على المرتفعات الإستراتيجية في محيط باخموت، قائلا إن القوات الروسية تعاني مشكلة في الأفراد بعد الخسائر التي تعرضت لها خلال المعارك.

وقالت القوات الأوكرانية إنها سيطرت على جزء من هذه المرتفعات، مما مكنها من قصف أهداف في باخموت نفسها.

ونقلت وكالة رويترز عن محللين أن السيطرة على بلدة كليشيفكا ستمكن الأوكرانيين من حصار القوات الروسية في باخموت. وبينما تحاول القوات الأوكرانية استعادة باخموت لتحقيق نصر معنوي تشن القوات الروسية هجمات متكررة بالقرب من المدينة وأيضا في محاور أخرى بدونيتسك، خاصة محوري ليمان وأفدييفكا.

وفي هذا الإطار، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها صدت محاولات تقدم للقوات الروسية في جبهات باخموت وليمان وباخموت وأفدييفكا ومارينكا (دونيتسك) وكوبيانسك (خاركيف)، مضيفة أن قواتها نفذت 15 غارة جوية، وتحدثت عن إصابة 3 مراكز تحكم و10 وحدات مدفعية روسية.

في المقابل، أكد موقع «ريدوفكا» العسكري الروسي أن القوات الروسية كبدت القوات الأوكرانية خسائر كبيرة خلال صد هجماتها شمال وجنوب محور باخموت، وقال الموقع إن القوات الروسية بدأت هجوما معاكسا بعد صد هجمات القوات الأوكرانية في بلدتي كليشيفكا وبيرخوفكا جنوب وشمال باخموت.

أما موقع ريبار العسكري الروسي فقال إن قوات روسية اخترقت دفاعات الجيش الأوكراني شمال شرق مدينة ليمان بمقاطعة دونيتسك.

وبالتوازي، تتصاعد وتيرة المعارك في مقاطعة باتجاه مدينتي برديانسك وميلوتوبول بمقاطعة زاباروجيا، وقال الجنرال الأوكراني أولكساندر تارنافسكي إن قواته صدت 27 هجوما روسيا، متحدثا عن مقتل وإصابة المئات من الجنود الروس هناك.

ويقول الجيش الأوكراني إنه سيطر -منذ بدء المراحل الأولى من الهجوم المضاد في الرابع من حزيران الماضي- على بلدات وقرى في دونيتسك وزاباروجيا، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين آخرين أقروا ببطء الهجوم وصعوبة تحقيق تقدم سريع بسبب التحصينات الروسية القوية، مطالبين الحلفاء الغربيين بأسلحة متطورة إضافية.

هجوم جوي جديد

وفي تطورات ميدانية أخرى، تعرضت العاصمة الأوكرانية لهجوم جوي روسي لليوم الثاني على التوالي دون تسجيل إصابات.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 11 مسيّرة «انتحارية» إيرانية الصنع من طراز «شاهد» من أصل 15 شاركت بالهجوم على كييف وضواحيها.

وانطلقت صفارات الإنذار في العاصمة الأوكرانية ومناطق أخرى وظلت تدوي لوقت طويل، وطُلب من السكان الاحتماء في الملاجئ.

وقال قائد الجيش في منطقة تشيركاسي (جنوب شرق كييف) إن هجوما بطائرة مسيرة أدى لاندلاع حريق في إحدى منشآت البنية التحتية غير السكنية وتسبب في إصابة شخصين. وكانت القوات الأوكرانية قد أعلنت أن القوات الروسية شنت هجوما جويا واسعا بالمسيّرات استهدف كييف ومدنا شمالي البلاد وجنوبها.

في الجانب الآخر، قالت الإدارة المدنية والعسكرية الروسية في زاباروجيا إن القوات الأوكرانية قصفت مدينة بيرديانسك على بحر آزوف جنوبي المقاطعة مرتين.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس إن القوات الأوكرانية لم تحقق أيا من أهدافها خلال هجومها المضاد. وأضاف شويغو أن خسائر القوات الأوكرانية تجاوزت 26 ألف عسكري منذ الرابع من حزيران الماضي، حيث تم تدمير أكثر من 1200 دبابة وآلية عسكرية تابعة لها.

من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الروسي إن قواته ستستخدم الذخائر العنقودية ضد القوات الأوكرانية إذا زودت واشنطن كييف بهذه الذخائر، مضيفا أن بلاده لم تستخدم هذا النوع من الأسلحة في أوكرانيا إدراكا منها للخطر الذي تشكله على حياة المدنيين، بحسب تعبيره.

الأكثر قراءة

العباءة الملكيّة على كتفيّ جعجع