اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ما الذي سيحققه المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في جولته الثانية في لبنان الاسبوع المقبل ؟ الاجواء التي تسبق وصوله الى بيروت يوم الاثنين المقبل، لا تؤشر الى انه سيتمكن من احداث خرق جدي في جدار الازمة الرئاسية، لا سيما ان الحوار الذي نشط مؤخرا لعقده بين الاطراف اللبنانية مستبعد في الوقت الحاضر، بسبب رفض «القوات اللبنانية» المشاركة فيه.

ووفقا للمعلومات المتوافرة، فان لودريان طرح هذا الموضوع مع الافرقاء اللبنانيين قبل مجيئه الى لبنان، كما اثاره خلال لقاءاته وتواصله مع اللجنة الخماسية المنبثقة عن دول «اللقاء الخماسي» المتابعة للملف اللبناني والاستحقاق الرئاسي، ولم يتمكن من المحورين اخذ «جرعة» دعم لمسعاه.

وتضيف المعلومات ان الانتقال الى ما يسمى الخيار الرئاسي الثالث، هو مجرد كلام غير مسند للواقع القائم حتى الان، وبالتالي من غير الممكن القول ان البحث انتقل الى ما يسمى «الخطة ب» او الى هذا الخيار . ويقول مصدر نيابي في «الثنائي الشيعي» ان لا شيء يسجل حتى الآن، ونحن ننتظر الوزير لودريان وما سيحمله في جَعبته.

وحول الحديث عن الخيار الثالث، يؤكد المصدر ان مثل هذا الخيار لم يطرح، كما انه ليس واردا الانتقال الى «الخطة ب». ونحن عبرنا اكثر من مرة انه لا يوجد لدينا مثل هذه الخطة، وما زلنا على موقفنا وقناعتنا بدعم ترشيح سليمان فرنجية .

وعن الخيار الثاني في وجه فرنجية بعد الجلسة 12 الاخيرة، ووفقا للنتائج التي اسفرت عن هذه الجلسة والمواقف التي تلتها  يجيب المصدر ان الاستمرار في ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور لم يعد ممكنا او واقعا. وهناك اطراف شاركت في التقاطع عليه لم تعد مقتنعة بالتمسك به، وهي لم تتردد في اعلان هذا الموقف. ومن ابرز هذه الاطراف «اللقاء الديموقراطي» و«التيار الوطني الحر».

ويضيف المصدر ان من يصر على اظهار التمسك به هو «القوات اللبنانية»، رغم قناعتها ضمنا ان هذه الورقة سقطت، ولم يعد بالاماكن الرهان عليها او استخدامها بعد الجلسة الاخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية. وباعتقاد المصدر انه اذا بقي الوضع على حاله من دون فتح الباب امام انعقاد طاولة الحوار، فانه من الصعب جدا ان يحرز لودريان اي تقدم يذكر باتجاه تحسين فرص انتخاب رئيس للجمهورية في الفترة القريبة.

ويقول المصدر «كنا وما زلنا نرحب بمهمة لودريان والمسعى الفرنسي، لكن بعض الاطراف اللبنانية تمارس العرقلة باصرارها على رفض الحوار الذي لا بديل عنه». ويرى ان هذا التعنت في مواقف البعض هو الذي يؤخر انتخاب الرئيس، ويساهم بشكل اساسي في تصعيب مهمة المبعوث الفرنسي. لذلك، فان الاعتقاد السائد قبل جولته الثانية هو انها لن تكون المحطة الاخيرة في مهمته.

وفي ظل هذه الاجواء التشاؤمية التي يتشارك الفريقان اللبنانيان في الحديث عنها، تبرز بعض الوقائع والمعطيات التي يمكن البناء عليها في المرحلة اللاحقة، ومنه عودة التواصل والحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر. ووفقا لاجواء الطرفين، فانه من الصعب القول انه سيسفر عن نتائج فورية، لكن حصوله بحد ذاته يعزز فرص الحوار بين سائر الاطراف، بدلا من الاستمرار في سياسة اقفال الابواب امام الحديث المباشر في الاستحقاق الرئاسي.

ورغم تمسك الطرفين اليوم بموقفهما من انتخاب الرئيس وشخصه، فان عودة الحرارة الى خط التواصل بين الحزب والتيار، تعتبر مؤشرا مهما ويمكن ان يشكل نموذجا ناجحا للحوار غير المشروط، كما عبّر عضو المجلس المركزي لحزب الله الشيخ نبيل قاووق امس.

وبرأي مصدر سياسي مطلع، فان هذه الخطوة تجعل «القوات» في موقف صعب تجاه استمرار رفضها للحوار، خصوصا بعد الرسالة الصريحة والواضحة التي صدرت عن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بان لا سبيل لانتخاب الرئيس من دون الحوار، وتشديده على شخص الرئيس والثقة به.

الأكثر قراءة

الأميركيّون "الاسرائيليّون"... العرب الأميركيّون