اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أشارت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، خلال حفل اقيم في قصر الصنوبر بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، إلى أنّ "الوساطة الفرنسية ترمي إلى توفير الظروف الضرورية لاقامة حوار هادىء بين أفرقاء لا يتحدثون مع بعضم"، وذكرت متوجهة إلى اللبنانيين أنّه "يمكنكم في لحظة يقظة جماعية أن تطلقوا العنان للتغير".

ولفتت في كلمتها إلى أنّه "في هذا اليوم، الرابع عشر من تموز 2023، الذي يصادف آخر إحتفال لي بالعيد الوطني الفرنسي كسفيرة لفرنسا في لبنان، ألمُس قوّة الرابط الذي يجمعنا. أشعر به في أعماقي، بعد ثلاث سنوات أمضيتها إلى جانبكم، والطريق الطويل الذي قطعناه سويّاً في ظروف إستثنائيةّ للغاية. ولكن يجب أن أقول لكم إنني ألمس أيضاً، وبكلّ رهبة، حجم التحديّات التي ما زال ينبغي تخطّيها لكي يستعيد لبنان المكانة التي يجدر به أن يشغلها في الشرق الأوسط وإزاء شركائه وأصدقائه".

وشددت غريو على أنّ "لبنان ليس على ما يرام. يطيب للبعض أن يعتقدوا اليوم أنّه تمّ تجاوز الأزمة. غير أنّ الّاستقرار الحالي إستقرار خادع. النموذج المالي والإقتصادي بات مُنهَكًا. لبنان يخسر، وكأنّه يتعرّض للبتر، قواه الحيّة وشبابه الذين يغادرونه بحثاً عن آفاق أكثر رأفة بهم لأنهم ضاقوا ذرعاً بأن تتمّ التضحية بهم على مذبح الإبقاء على نظام غير قادر على أن يتجددّ".

أضافت "منذ ثلاث سنوات، لم يكفّ رئيس الجمهوريّة عن حشد الجهود وحمل قضيّة لبنان ودعمه، وتجنيد طاقاته من أجل لبنان ومن أجل شعبٍ وقع ضحيّة تسويف حكّام. كنّا وما زلنا حاضرين على كافة الجبهات، على الرغم من كلّ شيء، ونحن نقوم بذلك بكلّ وعي وإدراك، ولكن أيضاً بكلّ نبُل، فاللبنانيّون يستحقوّن نبُل القلب. أنتم تستحقّونه فعلاً".

وسألت "ما كان ليصُبح عليه وضع لبنان اليوم لو أنّ فرنسا إستسلمت، ولو أنّ إلتزامها إلى جانبكم، بمساعدة من دول صديقة، تلاشى وتوقفّ؟ أين كنتم اليوم لو أنّ فرنسا لم تحتضن مع شركائها، قواكم الأمنية؟ لو أنّ قوات اليونيفيل، لم تكن تؤمّن الّاستقرار في جنوب لبنان؟ أين كنتم لو أنّ فرنسا لم تحشد جهود المجتمع الدولي ثلاث مرّات متتالية لتجنّبكم إنهياراً عنيفاً تحت وطأة الإفلاس المالي وتدهور الليرة والإنفجار في مرفأ بيروت؟ أين كنتم لو أنّ فرنسا لمّ تهبّ على وجه السرعة لدعم مدارسكم كَيلا تغلق أبوابها،لا سيمّا المدارس الخاصّة، والمسيحيّة منها بشكل خاص.أين كنتم اليوم لو لم تساهم فرنسا في تمويل عمل المستوصفات والمستشفيات وبرامج الأمن الغذائي كي يستمرّ اللبنانيّون الذين يعانون من الأزمة بالحصول على رعاية صحّيّة ذات جودة وتغذية صحيحة؟

وأفادت بأنّ "الخطوة التي قام بها رئيس الجمهورية عبر إقتراح وساطة جان إيف لودريان، إنمّا تتوجّه إليكم، وإلى لبنان هذا بالذاّت. هي خطوة تهدف إلى جمع بلدان المنطقة والمجتمع الدولي التي ما زالت تهتمّ بمستقبل لبنان، وقد أصبح وجودها نادرًا. كما ترمي إلى توفير الظروف الضرورية لإقامة حوار هادئ بين فرقاء لا يتحدثّون مع بعضهم البعض علماً أنه يقع على عاتقهم جميعاً إنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة ليعملا لمصلحة لبنان واللبنانيين. الهدف ليس الحلول مكانهم بل محاولة مواكبة إعادة إطلاق عجلة مؤسساتكم، فهذا شرط مسبق لا بدّ من توافره لكبح إنهيار لبنان ودولته".

الأكثر قراءة

بكركي ترفض «دفن الديمقراطية وخلق السوابق» وبري يعتبر بيان «الخماسية» يُـكمل مبادرته شرف الدين يكشف لـ«الديار» عن لوائح للنازحين تنتظر موافقة الامن الوطني السوري تكثيف معاد للإغتيالات من الجنوب الى البقاع... والمقاومة مستمرة بالعمليات الردعية