اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منذ فترة نصحت قطر الفرنسيين بضرورة التخلي عن مبادرتهم في لبنان التي تستهدف وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى قصر بعبدا مقابل وصول السفير نواف سلام الى السراي الحكومي، لكن الفرنسيين لم يقتنعوا بذلك، فجاءت زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى الرئيس الفرنسي، مدعوماً بشبه إجماع مسيحي على رفض المبادرة الفرنسية، لتكون نقطة التحول التي أدت الى استلام جان إيف لودريان لدوره الجديد في لبنان، فالرجل الذي استطلع مواقف القوى اللبنانية، لم يعلم التخلي عن المبادرة، لكنه في الوقت نفسه ارسل اكثر من إشارة لكونها تبدّلت.

كان من المفترض أن يزور لودريان بيروت الأسبوع الماضي، لكن تدخل القطريين على الخط، بالتنسيق مع السعوديين، أجّل الزيارة، وبحسب مصادر سياسية مطّلعة فإن نصيحة تلقاها لودريان جعلته يؤخر زيارته الى لبنان، دون تحديد موعد واضح لها، مفادها أن «المبادرة فرنسياً، دون الحصول على دعم وتفويض من اللجنة الخماسية سيعني الفشل بكل تأكيد، فتأجلت الزيارة».

بنظر القطريين فإن المبادرة الفرنسية انتهت، فبحسب مصادر سياسية مطّلعة ينطلق القطريون في مساعيهم الجديدة من ثابتة أساسية هي فشل المرشحين الأساسيين الحاليين في الوصول الى بعبدا، وبالتالي فإن البحث في تسوية يجب ان ينطلق من فكرة المرشح الثالث.

بحسب المصادر تواصل القطريون خلال الساعات الماضية مع مرجعيات سياسية كبيرة في البلد بغية استطلاع الآراء حول الموقف من الحوار وجدول أعماله، حيث عادت الى الواجهة من جديد فكرة البحث بسلة كاملة متكاملة تتضمن رئاسة الجمهورية والحكومة ووظائف الفئة الأولى وبعض الملفات الاقتــصادية الحــساسة، وهذا الأمر بحسب المصادر هو سيف ذو حدّين، فإما يكون سبباً لحل سريع، وإما يكون سبباً لفراغ طويل.

سمع القطريون من المرجعيات الشيعية كلاماً واضحاً بخصوص الموافقة على الحوار، بغض النظر عن المكان والزمان، كذلك تمسك الشيعة باتفاق الطائف، وعدم نية طرح التعديلات الدستورية في أي حوار مفترض، وبحسب المصادر فإن المرجعيات الشيعية لمست خلال حديثها مع القطريين الدعم القطري لفكرة وصول مرشح ثالث الى قصر بعبدا، هو قائد الجيش بشكل أساسي، ولو لم يسمّ القطريون العماد جوزاف عون بالاسم، لذلك كان خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الأخير الذي اعلن خلاله تمسكه بدعم ترشيح سليمان فرنجية، على اعتبار أن الضمانات التي يريدها حزب الله يؤمنها وصول فرنجية.

ينطلق القطريون بدعمهم لاسم قائد الجيش للرئاسة من الوقائع الاتية:

اسم قائد الجيش قادر داخلياً على جمع عدد كبير من أصوات المسيحيين، كما أنه قادر على جمع نواب من كل الكتل، ما عدا الكتلة الشيعية التي تبقى بحاجة الى ضمانات خلال المفاوضات للسير بخيار قائد الجيش المرفوض من قبلها حالياً.

اسم قائد الجيش مقبول خارجياً بشكل كبير وواسع، فهو يحظى بالموافقة الأميركية، والدعم العربي الكامل، ويمكنه أن يشكل حلاً وسطياً للصراع القائم في لبنان حالياً.

يؤمن القطريون بقدرتهم على إقناع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل باسم قائد الجيش، لذلك هم يتحركون اليوم على خط «الحوار» المفترض، بانتظار الفرصة المناسبة لتقديم طرحهم بصورة مباشرة.

الأكثر قراءة

كوفيّة فلسطينيّة بدل نجمة داود