اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

حذّر البيت الأبيض الأميركي من أن روسيا قد توسع استهدافها لمنشآت الحبوب الأوكرانية ليتضمن هجمات على سفن الشحن المدنية في البحر الأسود، في وقت اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية باستخدام اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية أداة «للابتزاز السياسي».

في غضون ذلك تبادلت أوكرانيا وروسيا التهديد بقصف السفن التجارية في البحر الأسود بوصفها أهدافا عسكرية بعد انتهاء اتفاق الحبوب، وفي حين وجهت موسكو المزيد من «الضربات الانتقامية» لجنوب أوكرانيا ردا على استهداف جسر القرم، نفى الجيش الأوكراني تقدم القوات الروسية بمقاطعة خاركيف شمال شرق.

فقد قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض آدم هودجإن هناك معلومات تُشير إلى أن روسيا نشرت ألغاما بحرية إضافية عند مداخل الموانئ الأوكرانية، لافتا إلى أن موسكو أعلنت أن جميع السفن المتجهة إلى موانئ أوكرانيا عبر مياه البحر الأسود ستُعتبر ناقلات محتملة لشحنات عسكرية. وأضاف هودج «نعتقد أن هذا جهد منسق لتبرير أي هجمات على السفن المدنية في البحر الأسود وإلقاء اللوم على أوكرانيا في هذه الهجمات».

كما أوضح المتحدث الأميركي أن بلاده لاحظت أن «روسيا استهدفت موانئ تصدير الحبوب الأوكرانية في أوديسا بالصواريخ والطائرات المسيرة في 18 و19 تموز الجاري، مما أدى إلى تدمير بنية تحتية زراعية و60 ألف طن من الحبوب».

ابتزاز سياسي

في الأثناء، اتهم الرئيس الروسي الدول الغربية باستخدام اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية -الذي انسحبت منه موسكو هذا الأسبوع- أداة «للابتزاز السياسي» مشيرا إلى أن موسكو ستعود للاتفاق على الفور إذا لُبّيت كل شروطها.

وقال بوتين خلال اجتماع لحكومته «بدل مساعدة الدول التي في حاجة ماسّة، استخدم الغرب اتفاق الحبوب لأغراض ابتزاز سياسي، وجعله أداة لإثراء (الشركات) المتعددة الجنسية والمضاربين بالسوق العالمية». وأضاف الرئيس الروسي أن بلاده تستطيع تعويض الحبوب الأوكرانية في السوق العالمية، سواء كان ذلك مجانا أو على أساس تجاري.

شحنات عسكرية

وأمس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ستعتبر جميع السفن المبحرة إلى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود حاملة لشحنات عسكرية، وأن الدول التي ترفع السفن المتجهة للموانئ الأوكرانية أعلامها ستُعتبر أهدافا محتملة وأطرافا بالصراع إلى جانب كييف. وأضافت أن روسيا تعلن أيضا الأجزاء الجنوبية الشرقية والشمالية الغربية من المياه الدولية في البحر الأسود غير آمنة مؤقتا للملاحة.

يُذكر أنه في تموز 2022، وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا، في إسطنبول، اتفاقا لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية، والتي توقفت مؤقتا بعد بدء الحرب الروسية في شباط 2022.

ومددت الاتفاقية 3 مرات، حيث سهلت نقل أطنان من الحبوب والمواد الغذائية في إطار محاولات معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تصاعدت إلى مستويات قياسية بعد بدء شن موسكو عملياتها العسكرية.

وقد سمحت صفقة حبوب البحر الأسود إلى 3 موانئ أوكرانية بتصدير 33 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى إلى العالم، منذ تحرك أول سفينة أول آب 2022.وتعد روسيا وأوكرانيا الموردين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس، وغيرها من المنتجات الغذائية التي تعتمد عليها الدول النامية.

تطورات ميدانية

على الصعيد الميداني قالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إنه بداية من اليوم ستعتبر السفن المتجهة إلى روسيا في البحر الأسود «سفنا (أهدافا) عسكرية محتملة». وأضافت الوزارة، في بيان لها، أن «جميع السفن المبحرة في مياه البحر الأسود في اتجاه الموانئ الروسية والموانئ الأوكرانية الواقعة على الأراضي التي تحتلها روسيا مؤقتا، قد تعتبر أنها تحمل بضائع عسكرية مع جميع المخاطر المرتبطة بذلك».

كما منعت وزارة الدفاع الأوكرانية، الإبحار في المنطقة الشمالية الشرقية من البحر الأسود ومضيق كيرتش قبالة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها في 2014.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت إن المياه الواقعة جنوب شرقي وجنوب غربي البحر الأسود تم إعلانها مؤقتا مناطق خطيرة للملاحة، وأضافت أنه بدءا من الليلة الماضية سيتم التعامل مع جميع السفن المبحرة إلى موانئ أوكرانيا على البحر الأسود باعتبارها تحمل شحنات عسكرية.

ونددت الخارجية الأوكرانية بشدة بالتهديدات الروسية باستخدام القوة ضد السفن المدنية في البحر الأسود، ودعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا من إسلام آباد إلى تجديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود لمواجهة انعدام الأمن الغذائي في العالم، لكنه أكد أن قصف روسيا للموانئ والبنى التحتية الأوكرانية يصعّب عملية العودة إلى التصدير.

وقال مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية إن روسيا مستعدة لمهاجمة سفن بالبحر الأسود وتحميل المسؤولية لأوكرانيا.وفي نيويورك، أعلنت البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي سيعقد الجمعة جلسة مفتوحة لبحث وقف روسيا العمل باتفاق الحبوب.

ليلة ثالثة من القصف

في غضون ذلك، قصفت القوات الروسية لليلة الثالثة مقاطعتي أوديسا وميكولايف بجنوب أوكرانيا، مستهدفة منشآت حول ميناءين رئيسيين كانت تنطلق منهما صادرات الحبوب الأوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها واصلت ما وصفتها بهجمات انتقامية على أوكرانيا ردا على تفجير قاربين ملغمين مسيّرين في الجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.

وأضافت الوزارة أن الضربات الجديدة دمرت مستودعات للقوارب المسيّرة في أوديسا وإليتشيفسك ومخازن للذخيرة والوقود في ميكولايف.

من جانبه، أعلن سلاح الجو الأوكراني إسقاط 5 صواريخ كروز و13 طائرة مسيرة هجومية أطلقتها القوات الروسية الليلة الماضية على ميكولايف وأوديسا، مشيرة إلى استخدام موسكو لصواريخ كاليبر وإسكندر وأونيكس في القصف.

وأكدت السلطات المحلية مقتل شخص وإصابة نحو 20 آخرين في هذه الهجمات، وفي حين أكدت كييف أن القصف الروسي استهدف منشآت لوجيستية ومستودعات ومناطق سكنية، تحدثت موسكو عن استهداف مواقع للقوات الأوكرانية بالمقاطعتين الجنوبيتين.

وبعد أن أكدت كييف أن الضربات الروسية السابقة دمرت مخازن للحبوب، قالت الرئاسة الأوكرانية إن الهجمات الروسية على أوديسا وميكولايف محاولة لتدمير سلسلة الإمداد الغذائي لدول جنوب العالم.

في الجانب الآخر، أعلن حاكم شبه جزيرة القرم الروسي مقتل فتاة بهجوم أوكراني بالمسيّرات على بلدة شمال غربي شبه الجزيرة. وقالت سلطات القرم إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت مسيّرة معادية وسط شبه الجزيرة دون وقوع خسائر.

الجبهة الشرقية

وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية أندريه كوفاليف إن قوات بلاده تواصل هجومها في مناطق باخموت بدونيتسك (شرق) وميليتوبول وبيرديانسك بزاباروجيا (جنوب شرق).

ونفى كوفاليف تقدم القوات الروسية في اتجاه كوبيانسك بخاركيف (شمال شرق) وليمان في دونيتسك، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية صدت جميع الهجمات الروسية هناك.

وكانت موسكو أعلنت أن قواتها سيطرت على محطة السكك الحديد في كوبيانسك، وهي مركز مهم للمواصلات بشرق أوكرانيا.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت 16 هجوما للقوات الأوكرانية في دونيتسك.

وفي وقت سابق، أكد الجيش الأوكراني أن موسكو حشدت 100 ألف جندي سعيا لاختراق دفاعاته في أجزاء من دونيتسك وخاركيف.

الأكثر قراءة

كلام خطير لوزير المهجرين