اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أمهلت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، أمس، قادة الانقلاب العسكري في النيجر أسبوعا واحدا لإعادة السلطة إلى الرئيس محمد بازوم وإلا واجهوا عقوبات، وهددت باحتمال استخدام القوة ضدهم، في حين وصل رئيس جمهورية تشاد إلى العاصمة نيامي.

والأربعاء الماضي، أطيح بالرئيس بازوم في انقلاب قاده رئيس الحرس الرئاسي الجنرال عمر عبد الرحمن تياني الذي أعلن نفسه رئيسا للبلاد.

يأتي هذا في وقت تظاهر فيه الآلاف من مؤيدي المجلس العسكري أمام السفارة الفرنسية في نيامي، في حين هددت باريس بالرد فورا على أي هجوم يستهدف رعاياها.

كما دعت إيكواس خلال قمة طارئة خُصصت لبحث تداعيات الانقلاب، إلى استعادة النظام الدستوري بالكامل في النيجر.

وقال زعماء "إيكواس" المجتمعون في العاصمة النيجيرية أبوجا، "إن الإجراءات العقابية ضد القادة العسكريين الجدد في النيجر ربما تتضمن عقوبات مالية وأخرى تتعلق بتقييد السفر ومنطقة حظر طيران".

وأضافوا في بيان "أن وزراء دفاع المجموعة سيجتمعون على الفور في ظل احتمال شن عمل عسكري، ونددوا بدعم بعض الدول والمتعاقدين العسكريين الانقلاب".

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي "إن الانقلاب العسكري في النيجر يتجاوز إطار النيجر، ويشكل إنذارا بشأن مخاطر زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها".

وشدد فكي في كلمته بقمة إيكواس "على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرئيس محمد بازوم وإعادة الحكومة المنتخبة".

تنديد دولي

وندد بانقلاب النيجر عدد كبير من دول الجوار وشركاء دوليون، منهم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وفرنسا.

لكن رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين أشاد بانقلاب النيجر، ووصفه بالنبأ السار، عارضا تقديم خدمات مقاتليه.

وكان المجلس العسكري الذي شكله الانقلابيون، قد اتهم دول إيكواس بالتخطيط لتدخل عسكري في نيامي، وقال في بيان "إن قمة أبوجا مخصصة للتصديق على خطة للعدوان على النيجر وُضعت بمشاركة دول أفريقية من خارج المجموعة، إضافة إلى دول غربية".

وشدد الانقلابيون على العزم الصادق على الدفاع عن الوطن، حسب تعبير البيان.

مبادرة تشادية

وفي سياق متصل، وصل رئيس تشاد محمد إدريس ديبي إلى نيامي أمس، لبحث فرص المساعدة في حل الأزمة بالنيجر.

وقال المتحدث باسم الحكومة التشادية عزيز محمد صالح لوكالة الصحافة الفرنسية "ديبي توجه إلى النيجر بمبادرة شخصية ليرى ما يمكن أن يقدمه في سبيل تسوية الأزمة".

من جهة أخرى، قال مصدر بالرئاسة التشادية: "إن ديبي سيقدم مبادرة لحل الأزمة في النيجر".

أضاف المصدر "أن ديبي التقى قادة إيكواس في إطار المبادرة التشادية، وسيلتقي قادة المجلس العسكري في النيجر".

من جانبها، قالت مصادر في رئاسة نيجيريا "إن رئيس تشاد تطوع بالحديث إلى قادة الانقلاب بالنيجر وإبلاغ رئيس إيكواس بشأن المحادثات".

مظاهرات مؤيدة

وفي سياق متصل، تظاهر آلاف من مؤيدي المجلس العسكري النيجيري، أمس، أمام السفارة الفرنسية في نيامي.

تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين للانقلاب العسكري في النيجر أمام السفارة الفرنسية في العاصمة النيجيرية نيامي وأصر بعضهم على دخولها، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وأفادت الوكالة بأن بعض المتظاهرين انتزعوا اللوحة التي تحمل عبارة "سفارة فرنسا في النيجر" وداسوا عليها ووضعوا مكانها علمي روسيا والنيجر. وصاح بعض المتظاهرين "تحيا روسيا" و "لتسقط فرنسا"، قبل أن تفرقهم الشرطة بواسطة القنابل المسيلة للدموع.

ونددت وزارة الخارجية الفرنسية بـ"أي عنف ضد المقرات الدبلوماسية التي يعتبر أمنها من مسؤولية الدولة المضيفة"، ودعت القوات النيجيرية إلى الاضطلاع بواجب "ضمان أمن المقرات الدبلوماسية والقنصلية بموجب القانون الدولي".

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده "لن تتسامح مع أي هجوم على مصالحها" في النيجر، وأن فرنسا سترد "فورا وبشدة" في حال تعرض رعاياها في النيجر لهجوم، حسبما ورد في بيان للإليزيه.

تعليق المساعدات الغربية

وقرر الاتحاد الأوروبي وفرنسا وقف الدعم المالي المقدم إلى النيجر، كما هددت الولايات المتحدة بفعل الشيء نفسه.