اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أعلنت فرنسا أنها بدات في إجلاء رعاياها من النيجر حيث أطاح انقلاب بالرئيس محمد بازوم، فيما حذرت بوركينا فاسو ومالي، الدولتان المجاورتان اللتان يحكمهما عسكريون أيضا، من أي تدخل مسلح يهدف إلى إعادة الرئيس المنتخب ديموقراطيا إلى منصبه.

وقال مصدر مطلع على عملية الإجلاء الفرنسية إن أول طائرة أقلعت من باريس ، ووصلت بالفعل إلى النيجر لنقل أولى أفواج مواطنيها في رحلة مباشرة نحو فرنسا.

كذلك، أعلنت إيطاليا أنها مستعدة لإجلاء 90 رعاياها من نيامي في طائرة مستأجرة خصيصاً، علما بأن عدد الرعايا الإيطاليين في النيجر يصل إلى حوالي 500، معظمهم جنود.

وبدورها، نصحت ألمانيا رعاياها في نيامي عاصمة النيجر بالمغادرة.

وجاء في رسالة وجهتها السفارة الفرنسية إلى مواطنيها "مع تدهور الوضع الأمني في نيامي وفي ظل الهدوء النسبي في نيامي، يتم التحضير لعملية إجلاء جوي انطلاقا من نيامي" موضحة أنها "ستجرى قريبا جدا وفي فترة وجيزة جدا".

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية لاحقا أن باريس قررت إجلاء رعاياها من النيجر اعتبارا من الثلاثاء "نظرا إلى الوضع في نيامي".

وبررت الوزارة هذا القرار "بأعمال العنف التي تعرضت لها سفارتها يوم الأحد، وإغلاق المجال الجوي الذي يحرم رعاياها من أي إمكانية لمغادرة البلاد بوسائلهم الخاصة".

وأوضحت أن "الإجلاء سيبدأ اليوم" الثلاثاء مضيفة أن فرنسا قد تجلي أيضا "رعايا أوروبيين يرغبون في مغادرة البلاد".

لا يردون المغادرة

ويقيم نحو 600 فرنسي حاليا في النيجر، وسيتم الإجلاء على أساس طوعي وفي طائرات نقل عسكرية صغيرة غير مسلحة، ولكن الحكومة الفرنسية لم تحدد ما إذا كانت العملية ستتم على مدى عدة أيام، كما لم تعرف بعد عدد المواطنين الذين يريدون في مغادرة البلاد.

وفي هذه الأثناء، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أنه وبعد هطول أمطار غزيرة صباحا في نيامي، استؤنفت الأنشطة تدريجيا ولم يظهر سوى عدد قليل من سيارات قوات الأمن.

وقال كثير من الفرنسيين لوكالة الصحافة الفرنسية إنهم لا يريدون مغادرة النيجر في هذه المرحلة. وكتب مواطن فرنسي يعمل في منظمة إنسانية في البلاد لم يرغب في كشف اسمه في رسالة "في الوقت الحالي، سأبقى هنا!"، في حين بدأ آخرون حزم أمتعتهم.

"إعلان حرب"

واتهم عسكريو النيجر فرنسا بالسعي إلى "التدخل عسكريا" في النيجر الأمر الذي نفته وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا.

وصرحت كولونا لمحطة بي إف إم "هذا خاطئ". وتعليقا على الشعارات المناهضة لفرنسا والتي رفعت خلال تظاهرة أمام السفارة الفرنسية في نيامي ، قالت "ينبغي عدم الوقوع في الفخ".

وأراد آلاف المتظاهرين المؤيدين للانقلاب دخول السفارة قبل أن يفرقوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

وأكد الانقلابيون في النيجر أن إطلاق الغاز المسيل للدموع "أدى إلى إصابة ستة أشخاص، نقلوا إلى مستشفيات" في العاصمة.

وتوعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الانقلابيين بالرد "فورا وبحزم" على أي هجوم يستهدف مواطني فرنسا ومصالحها في النيجر.

وتنشر فرنسا نحو 1500 جندي في النيجر بينما تنشر الولايات المتحدة 1100 جندي يشاركون في القتال ضد الجماعات الإسلامية المسلحة، لكن بعض السكان المحليين يقولون إنهم يرغبون في أن تتوقف فرنسا عن التدخل في شؤونهم.

وتعد النيجر من أفقر دول العالم على الرغم من مواردها من اليورانيوم. غير أن المفوضية الأوروبية اعتبرت أنه "لا يوجد خطر" على إمدادات الاتحاد الأوروبي من اليورانيوم بعد الانقلاب في النيجر، الدولة التي تمثل ربع الإمدادات الأوروبية، بسبب المخزونات الموجودة بالفعل.

وفي مؤشر على التوتر الإقليمي، حذرت السلطات في واغادوغو وباماكو  في بيان مشترك من أن أي تدخل عسكري في النيجر لإعادة بازوم إلى الحكم سيكون بمثابة "إعلان حرب على بوركينا فاسو ومالي".

كذلك، عقدت قمة استثنائية للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والنيجر عضو فيها إلى جانب 14 بلدا آخر، الأحد في أبوجا برعاية رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى رئاسة التكتل منذ مطلع تموز.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»