اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تعيش النيجر حالة من الترقب في انتظار ما سيكون عليه رد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التي ستعقد قمة جديدة يوم الخميس لبحث الوضع، بعدما تجاهل قادة الانقلاب في نيامي المهلة التي حددتها لهم المجموعة لإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم إلى منصبه، في حين أعلن قادة الانقلاب في نيامي تحديهم للمجموعة الأفريقية وحذروها من أي مغامرة عسكرية. في وقت أصدرت فيه فرنسا تحذيرا لمواطنيها في النيجر، كما صنفت كل مناطق البلاد حمراء.

وقال متحدث باسم إيكواس إن القمة الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوعين ستعقد في العاصمة النيجيرية أبوجا. يذكر انه في القمة السابقة التي عقدت في 30 الماضي في أبوجا أيضا، أمهلت المجموعة الأفريقية -التي تضم 15 دولة- الانقلابيين أسبوعا لإعادة بازوم إلى منصبه، وفرضت عقوبات على النظام الجديد في نيامي.

بيد أن المهلة انتهت مساء الأحد دون أن تكون هناك أي مؤشرات على تدخل عسكري وشيك من قبل إيكواس لوضع حد للانقلاب في النيجر، وهو السابع الذي تشهده المنطقة خلال 3 سنوات.

وأبدت دول أعضاء في المجموعة -بينها نيجيريا والسنغال- استعدادها لإرسال قوات إلى النيجر، لكن اثنتين من الدول الأعضاء، هما مالي وبوركينا فاسو اللتين يقودهما عسكريون، أعلنتا رفضهما خيار القوة وقررتا إرسال وفد مشترك إلى نيامي للتعبير عن تضامنهما مع الحكام الجدد في النيجر.

كما أن دولا جارة للنيجر من خارج إيكواس -في مقدمتها الجزائر- أعلنت رفضها التهديد بالتدخل العسكري.

لا نية للتراجع

ومع انتهاء المهلة لم يبد الانقلابيون الذين تولوا السلطة في 26 تموز حتى الآن أي نية في التراجع. وفي ردهم على انتهاء هذ المهلة، أعلن قادة الانقلاب إغلاق المجال الجوي وقالوا في بيان إنه: في مواجهة التهديد بالتدخل الذي بدأت تتّضح معالمه انطلاقا من استعدادات البلدان المجاورة، أغلق المجال الجوي اعتبارا من اليوم الأحد أمام جميع الطائرات وحتى إشــعار آخر».

وأضاف بيان قادة انقلاب النيجر أن أي محاولة لخرق المجال الجوي ستواجه «برد قوي وفوري».

وفي بيان منفصل، قال «المجلس الوطني لحماية الوطن» -الحاكم الآن والذي يضم العسكريين الذين استولوا على السلطة- «إن انتشارا مسبقا استعدادا للتدخل جرى في بلدين وسط أفريقيا» من دون تحديد هذين البلدين، وحذر من أن «أي دولة مشاركة ستعتبر طرفا في القتال».

مهلة وردود

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤول رفيع في إيكواس، قوله إن جيوش المنطقة بحاجة إلى مزيد من الوقت للاستعداد وتعزيز قوة الوحدات العسكرية قبل دخول النيجر، مؤكدا أن هذا العمل العسكري يعتمد على التحضير الجيد.

كما أكد المسؤول ذاته أن مجموعته ستواصل الضغط على المجلس العسكري في نيامي بالعقوبات الاقتصادية والمالية، وستسعى للحصول على دعم للحظر التجاري من هيئات أخرى مثل الاتحاد الأفريقي.

وفي آخر المواقف الدولية، طالب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني «إكيواس» بتمديد المهلة التي منحتها لقادة الانقلاب في النيجر للتراجع عن الانقلاب وإعادة الرئيس بازوم. وقال تاجاني إن الديبلوماسية هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة.

تصنيف فرنسي أحمر

من جهتها، رفعت الخارجية الفرنسية من سقف تحذيراتها لمواطنيها المتبقين في النيجر، ودعتهم لاعتماد أقصى درجات الحذر. كما صنفت كل مناطق البلاد حمراء في تحديثها على موقعها البارحة.

ودعت الخارجية الفرنسية من تبقى من مواطنيها بالنيجر إلى تقليص تنقلاتهم، والابتعاد عن مناطق التجمعات ومتابعة التطورات.

يشار إلى أن فرنسا أجلت أغلب مواطنيها من النيجر خلال الأيام الماضية في 5 رحلات جوية نظمتها وزارة الدفاع، لكن عملية الإجلاء لم تشمل العسكريين الذين يتمركزون بقاعدة عسكرية في نيامي ويبلغ عددهم 1500 عسكري.

الأكثر قراءة

هل هو القضاء والقدر فقط ؟