اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

 صورة واسم وحيد صعق على ما يبدو الإدارة الأميركية وهي تشاهد أواخر تموز وجوه العسكريين الذين أعلنوا الانقلاب على السلطة في النيجر، حيث استثمرت الولايات المتحدة الكثير من الجهود مع غيرها من الدول الغربية من أجل لجم القاعدة والتنظيمات المتطرفة في الساحل الإفريقي.

فقد شكلت صورة العميد موسى صلاح برمو بين مدبري الانقلاب، صدمة في كواليس الإدارة الأميركية.

إذ اعتبر بارمو حليفاً للجيش الأميركي منذ ما يقرب 30 عامًا. فقد أرسلته الولايات المتحدة قبل سنوات إلى جامعة الدفاع الوطني المرموقة في واشنطن العاصمة من أجل التدرب.

كما أن هذا الرجل العسكري دعا العديد من الضباط الأميركيين إلى منزله مرارا لتناول العشاء.

فقد شغل لسنوات بالنسبة للأميركيين منصب المسؤول عن قوات النخبة الحاسمة في وقف تدفق مقاتلي القاعدة وداعش عبر غرب إفريقيا.، بحسب ما نقلت واشنطن بوست

وقبل بضعة أشهر فقط وصفه مسؤول دفاعي أميركي بـ "رجل المهمات".

لكن لربما لا يزال رجل المهمة الصعبة بالنسبة لأميركا، رغم ما حصل في النيجر، إذ برز خلال الأسبوعين اللذين أعقبا انقلاب النيجر ، كقناة دبلوماسية رئيسية بين الولايات المتحدة والمجلس العسكري.

كما أن الضباط والدبلوماسيين الأميركيين يحملون رقمه في هواتفهم المحمولة، ويعتبرونه الفرصة الأفضل لاستعادة الديمقراطية ومنع اندلاع حرب إقليمية فوضوية من شأنها أن تغرق أحد أفقر مناطق العالم في أزمة عميقة.

وقد التقى هذا الرجل يوم الاثنين ولمدة ساعتين الموفدة الأميركية، وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، التي لم تتمكن من مقابلة الرئيس النيجري المعزول محمد بازوم، بعد رفض المجلس العسكري طلبها، في مفاوضات وصفتها الضيفة الأميركية بالصعبة.

إلا أن نولاند التي تدرك مدى تقارب بارمو الذي يتقن اللغة الإنجليزية والفرنسية والهوسا، مع الولايات المتحدة، حثته على التوسط في صفقة من شأنها أن تسمح للنيجر وحلفائها الغربيين القدامى بالعودة إلى محاربة القاعدة وتنظيم داعش ومقاتلي بوكو حرام ومنع البلاد من أن تصبح موقعًا أفريقيًا آخر لتلك النظيمات الإرهابية.

محبوب العسكريين

وفي هذا السياق، قال الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية مارك هيكس، الذي ترأس قوات العمليات الخاصة الأميركية في إفريقيا من 2017 إلى 2019، إن العديد من العسكريين والمسؤولين الأميركيين ممن يحبونه يأملون بأن ينجح في وضع نهاية سعيدة لتلك القضية"، في إشارة إلى الانقلاب العسكري.

بل أكثر من ذلك، قاد بارمو القوات الخاصة في النيجر ومهمتها مطاردة التنظيمات المتطرفة، إلى أن قام المجلس العسكري بترقيته إلى منصب رئيس الأركان.

فقد عمل رجاله جنبًا إلى جنب مع القوات الأميركية حتى لحظة انقلاب 26 تموز ضد بازوم، بعد أكثر من عامين بقليل من تولي الأخير منصبه.

ولعل أهمية هذا الرجل كوسيط وحليف سابق تزداد بعد معرفة أن الولايات المتحدة أنفقت حوالي 500 مليون دولار لبناء القوات الأمنية في النيجر، بما في ذلك 110 ملايين دولار، لبناء قاعدة طائرات بدون طيار في بلدة أغاديز، ومحطات تضم حوالي 1100 جندي أميركي في البلاد.

كما أن قوات الكوماندوز الأميركية تشاركت المواقع الأمامية مع قوات بارمو في بلدة أولام، حيث قاتلوا فروع محلية للقاعدة وداعش، وفي ديفا أيضا حيث تركزت العمليات القتالية على مقاتلي بوكو حرام الذين يشنون هجمات حول بحيرة تشاد.

يدرك بارمو بلا شك أن الانقلاب قد يكلفه دعمًا قتاليًا مهما وحاسمًا -فلا مزيد من التدريبات المشتركة أو النصائح التكتيكية من الولايات المتحدة أو الطائرات المسيرة التي ترسل للمراقبة.

وقد قال بعد أيام قليلة من الانقلاب، لصحيفة وول ستريت جورنال "إذا كان هذا هو الثمن الذي يجب دفعه مقابل سيادتنا، فليكن".

إلا أن التعويل الغربي والافريقي حتى عليه لا يزال مستمراً، حيث يرى مسؤولون أمنيون من غرب إفريقيا أن نجاح واشنطن في إقناع بارمو بالبقاء إلى جانبهم سيكون محوريًا.

وفي هذا السياق، رأى ضابط إفريقي كبير أن الجهود الدبلوماسية الأميركية تعتبر الأمل الأفضل في التوصل إلى نتيجة "دون إراقة دماء".

"العربية"

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تواصل التهويل: انسحاب حزب الله او الحرب الشاملة تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية» لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية»