اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أقرّ الجيش السوداني بمقتل 6 من ضباط المخابرات في معارك شرسة بأم درمان، ضد قوات الدعم السريع، وسط تضارب بيانات الطرفين بشأن حقيقة الوضع الميداني.

وقد أعلنت وزارة الدفاع السودانية أن 6 من ضباط جهاز المخابرات قُتلوا في مدينة أم درمان.

وفي الوقت ذاته، قالت قوات العمل الخاص التابعة للجيش السوداني إنها "كبّدت قوات الدعم السريع خسائر في الآليات القتالية"، وأنها تمكّنت من السيطرة على مقر مَن وصفتهم بالمليشيا المتمردة في حي الدوحة بأم درمان، في معركة دارت منذ صباح أمس الثلاثاء.

وقال بيان للجيش السوداني إن قواته "كبّدت قوات الدعم مئات القتلى والجرحى في معارك أم درمان، ومشّطت أحياء عدة في المدينة"، مشيرًا إلى أن قواته "أكملت مهامها المخطّطة بنجاح".

وفي المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها حقّقت ما سمّته نصرًا جديدًا على قوات الجيش في العديد من المحاور بأم درمان.

وذكر بيان للدعم السريع أن قواته قتلت 174 من الجيش، وأصابت نحو 300 آخرين. "كما أسرتْ 83 في المعارك التي جرت بين الطرفين بأحياء عدة في أم درمان بالخرطوم".

وأشار البيان إلى إحباط محاولة تسلّل للجيش السوداني في مواقع تمركز قواتها، في أحياء ود نوباوي والثورات والسوق الشعبي والمهندسين.

مشاهد مرعبة وتحذير أممي

في الأثناء، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن "وكالة اللاجئين تحذّر من تدهور الأوضاع الصحية في السودان، خاصة في مخيمات اللاجئين ومراكز العبور".

وأضاف حق أن أكثر من 4 ملايين شخص أُجبروا على الفرار داخل السودان والبلدان المجاورة، منذ بدء الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقد شهدت الساعات الـ24 الماضية معارك عنيفة بين طرفي القتال في مختلف الأحياء في مدن العاصمة الخرطوم.

وقال مصدر طبي سوداني إن مستشفى "النو" بضاحية الثورة شمالي أم درمان استقبل عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين، جراء المواجهات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأوضح المصدر أن الاشتباكات حالتْ دون وصول العديد من الإصابات في أحياء أبو روف وود نوباوي والشرفية والقماير إلى المستشفى.

وكانت الطائرات الحربية التابعة للجيش قصفت مواقع الدعم السريع حول المدينة الرياضية جنوبي الخرطوم.

وذكرت مصادر محلية أن الجيش وجّه قصفًا مدفعيًا متتاليًا استهدف مواقع الدعم السريع في أحياء بري والمنشية والمعمورة والرياض شرقي الخرطوم.

واستمرت المواجهات بين طرفي الأزمة في منطقة السوق الشعبي وحول مقر قوات "الاحتياط المركزي" التابع للشرطة.

تزامن ذلك مع تحليق مكثف لطائرات الجيش في سماء وسط أم درمان وحي أبو روف والقماير شرقي أم درمان، ردّت عليها قوات الدعم السريع بالمضادات الأرضية.

موجة نزوح جديدة

وقد أُجبر سودانيون في منطقة أبو روف السكنية بمدينة أم درمان ضاحية غرب الخرطوم الكبرى على مغادرة منازلهم  بسبب احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأفاد أحد سكان أبو روف في وسط أم درمان بوقوع اشتباكات وصفها بأنها "الأعنف" للسيطرة على المنطقة.

وقال آخر يُدعى نادر عبد الله "الوضع مرعب في أم درمان، إطلاق رصاص وأصوات مدفعية وقصف بالطيران… الضرب من كل الاتجاهات".

وأضاف "الجيش يقصف بالمدفعية والطيران باتجاه جسر شمبات (الذي يربط بين أم درمان وبحري شمال الخرطوم)، لوقف الإمداد عن قوات الدعم السريع".

وفي هذا الصدد، أفادت لجان مقاومة أبو روف بأن المنطقة شهدت "إخلاء عامًا لكل المنازل بأمر من القوات المسلحة من ناحية، والدعم السريع من ناحية أخرى، وإعلانها منطقة عمليات".

ودعت لجان المقاومة "جميع سكان الأحياء المجاورة إلى مساندة أهالي أبو روف".

وتحدث آخرون عن تواصل "القصف المدفعي والصاروخي" على مناطق وسط مدينة أم درمان وشمال الخرطوم وجنوبها.

وأكّد مواطنون بحي الشهداء وسط أم درمان "سقوط قذائف على المنازل".

ويشهد السودان منذ منتصف نيسان الماضي صراعًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتتركّز المعارك في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية.

وأسفرت هذه الحرب عن مقتل 3900 شخص على الأقل، كما أجبرت نحو 4 ملايين آخرين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم، سواء إلى ولايات أخرى لم تشهد أعمال العنف، أو إلى خارج البلاد.


الأكثر قراءة

نصرالله يُحرج المزايدين باختبار «السيادة» : إفتحوا البحر للنازحين! خطة أمنيّة في بيروت الكبرى... و«الخماسيّة» في عوكر «مكانك راوح» جبهات المساندة تنسّق للتصعيد... وإخلاء مُستوطنات جديدة في الشمال