اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هدأت الأوضاع في عين الحلوة ، وقابلها تحذيرات من قبل بعض السفارات الخليجية لرعاياها إلى ضرورة توخي الحذر والتقيّد بالإجراءات الأمنية اللازمة، والابتعاد عن المناطق التي تشهد صراعات مسلّحة، لا بل ومغادرة الأراضي اللبنانية. فهل لبنان أمام حدثٍ أمنيٍ يلوح في الأفق؟ أو حربٍ "اسرائيلية" على لبنان؟

يبدو أن ما يحصل له عدة أسباب، ومنها المتغيرات في المنطقة، حيث التسوية التي كانت منتظرة في الآونة الأخيرة تبددت اجواؤها ومفاعيلها بسبب عوامل متعددة، منها الحرب الداخلية في الكيان والتي تستفيد من أي اشتباكات داخليةٍ لبنانية، لا سيما كالتي حصلت في المخيم، لذا فإن هذه الاجواء تريح الداخل "الاسرائيلي"، في ظل الاوضاع المتشنجة لدى الكيان الصهيوني، وبالتالي هناك معطيات تشير الى أن المملكة تتريث بسبب ضغوطات أميركية عليها في المنطقة، بعد أن توقفت عملية التفاوض بخصوص الملف النووي.

وبالتالي التشديد على العقوبات كقانون قيصر على سوريا، والأخذ بعين الاعتبار هذا القرار الذي اتخذته الادارة الاميركية منذ عدة سنوات، والتي تطلب من جميع الأفرقاء لا سيما الحلفاء ومنها المملكة بالتقيد به، معتبرة بأن الرئيس بشار الأسد لم يلتزم بأي قرارات طلبت منه، لاسيما في القمة العربية الاخيرة التي حصلت في السعودية. وبالتالي، هناك استفادة مما يحصل في داخل المخيمات الفلسطينية، منها الاستفادة الداخلية التي تحاول بعض القوى رمي الفتنة والانشقاق ما بين قيادة حزب الله ومنظمة فتح، مع العلم بأن منظمة فتح وبحسب معلومات خاصة اصدرت بياناً اوضحت فيه ملابسات ما جرى في الآونة الاخيرة واستبعدت ان يكون لحزب الله أي علاقة بما حصل في المخيم.

وتشير بعض المعلومات الى أن هناك خلافات حصلت بين ايران والسعودية والكويت حول حقل الدر، ويعرف الحقل البحري باسم آرش في إيران، والخلاف الناشب بينهما عما اذا كانت خليجية أم ايرانية، لكن السعودية والكويت قالتا إنهما وحدهما تمتلكان حقوق السيادة المطلقة فيما يتعلق باستغلال الثروة في تلك المنطقة، لكن المصادر خففت من هذه الاحتمالات، لتشير الى ان السبب الاساس هو ان الادارة الاميركية وما يحصل في المنطقة ومن ورائه الكيان "الاسرائيلي"، الذي يعتبر الولد المدلل للادارة الاميركية. ناهيك عن مخاوف من قبل الولايات المتحدة نتيجة الحلف الصيني - الروسي - الايراني الذي له علاقة بموضوع طريق الحرير، الذي فيما لو نفذ سيلحق ضرراً بالادارة الاميركية وسياستها في المنطقة ، لذلك فان اميركا تتحرك باتجاه دول الخليج والضغط عليها، لإقفال معبر البوكمال – القائم على الحدود السورية العراقية.

اما بالنسبة للخماسية وعرقلتها لما جرى من قرارات اتخذتها في الاجتماع الأخير، تشير المصادر الى انه "لا يطال حزب الله وتعطيل ما لديه من معطيات، والمرحلة المقبلة سوف تظهرُ بأن ذلك ليس له اي علاقة بما يحصل، انما الأمور تتجلى في التغيرات الإقليمية والدولية. كما تعتبر المصادر ان "ما حصل نتج عن ضرر مباشر بوجه الاليزيه ولودريان عقب وصوله الى بيروت، وانتظار عودته الى بيروت في ايلول القادم، ليكون الفرنسي محرجاً وخارج اللعبة الداخلية الفرنسية، الا بتفاصيل وتنسيق كامل مع الادارة الاميركية".

كما ان المؤشرات تشير الى ان ما صرح به الرئيس نبيه بري، ما هو الا دليل على تمسك "الثنائي الشيعي" بالمبادرة الفرنسية، وما سيطلقه لودريان خلال زيارته المرتقبة الى لبنان في ايلول، والانطلاق بإتجاه مؤتمر حواري بين اللبنانيين.

ويؤكد مصدر مقرب من حزب الله أن " كل هذه التحذيرات لا معنى لها أبداً، وأنها فقاقيع من أجل ارباك الناس وتخويفهم"، ويتابع المصدر أن "كل ما يجري الحديث حوله عن حرب اسرائيلية تلوح في الأفق على لبنان هو مجرد كلام، خاصة وان الداخل "الاسرائيلي" يعاني الكثير من الصعوبات ".

لا شكَّ أن انعكاسات الصراعات في المنطقة تلقي بذيولها على الداخل اللبناني المثقل بأزماته، ناهيك عن عدم التقدم في الملف الايراني - السعودي ، كل هذا يشكل أرضاً خصبةً للصراع في لبنان، والتي تأتي بشكل وبآخر نتيجة تعارض المصالح بينها، ليكون لبنان بأرضه وشعبه ولاجئيه أدوات في هذه الصراعات.

الأكثر قراءة

إعادة تركيب الشرق الأوسط