اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يختلفُ اثنان أن تباعداً حصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر وعلى مراحل عديدة، بسبب الاوضاع السياسية المتلاحقة والملف الرئاسي، ومما زاد الطين بلة حادثة الكحالة التي زادت الأمور سوءاً، مع انطلاق بعض الشعارات والعبارات التي تناولت الطرفين .

يعلمُ مقربون من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن لديه رؤية ثابته وواضحة ، جعلته ينتقل من مرحلة الإعداد والتفكير، إلى وضع خطط مسبقة ينتهجها بعد مشوار طويل مع حلفائه، وبالتحديد مع حزب الله .

ويقول مصدر سياسي ان "الانحياز المؤقت خلال الأشهر السابقة التي اعتمدها باسيل، ما هي الا ردة فعل شخصية تعود الى عوامل لا تتعدى القهر الذاتي والشخصي مع بعض التجاوزات، إضافة الى انحيازه الى مقربين منه من خلال أفكار تعود المصلحة فيها لقوى تريد للتيار الابتعاد عن الثوابت الاساسية، ظنا منها أن ذلك سوف يبعده عن كل ما يجري في المنطقة، ناهيك بأن بعض الوعود التي سمعها من بعض المقربين بقطع علاقاته بحارة حريك، ستكون في معرض إزالة العقوبات المفروضة عليه، وحصوله على إجماع مسيحي حول اسمه ليكون المرشح الأبرز لرئاسة الجمهورية".

ويتابع المصدر "أن نتائج جلسة الاقتراع الأخير التي تمحورت حول المرشح جهاد أزعور كانت كافية لتبيان المشهد الحقيقي لقوى حاولت بكل قواها وتقاطعاتها أن تربح ، فلم تفلح آنذاك سوى في الحصول على 59 صوتًا ، وهذا ما جعل البعض يستفيد من هذا المشهد، و بروز الغايات التي كان خصوم الماضي يستغلونها في التباعد المبني على بعض التفاصيل وغيرها من المحاولات مترافقة مع الدس الخارجي، مع فشل ذريع في المقاربة التي كانت تريد الفصل بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، وهو الابتعاد عن الواقع السياسي المحلي القائل ان الحوار هو الحل الأمثل لكل الصراعات الداخلية ، وهذا ما أرساه اتفاق مار مخايل، بدليل الهجوم الذي شُنَّ على التيار عقب فشل حصول أزعور على ما يضمن وصوله الى سدة الرئاسة".

ويؤكد المصدر أن الزيارات لم تنقطع بين حارة حريك و ميرنا الشالوحي بعيداً عن الإعلام، في انتظار نضوج التسوية الخارجية التي ستنعكس على الداخل، علمًا أن كل محاولات التسويات كانت مطمئنة للوزير باسيل، وكان يوضع بتفاصيلها عبر أحد المقربين الذي يزور الرئيس ميشال عون بشكل دوري في حضور باسيل نفسه ، وهذا الزائر أبلغ الرئيس عون بعد لقاءاته مع الحلفاء بأن التسوية (السورية - السعودية - الايرانية ) تسير باتجاه الحل، كاشفًا له أن الرئيس الإيراني سيلبي دعوة العاهل السعودي في الأيام القليلة المقبلة.

ثمة أهداف يريد تحقيقها البعض في لبنان الذي يعتمد على الخارج ، لكن التسوية في المنطقة تحتاج الى بعضٍ من الوقت حتى نضوجها ، وهذا ما يجعل من الوضع الداخلي اللبناني في ظل الاجواء السياسية الخانقة والتراشق الكلامي، ناهيك  ببعض القنوات التي تشعل نار العداء بين فترة وأخرى ، تجعل من الداخل اللبناني ينتظر … لكن على صفيحٍ من نار .

الأكثر قراءة

سيجورنيه يُحذر: من دون رئيس لا مكان للبنان على طاولة المفاوضات الورقة الفرنسيّة لـ«اليوم التالي» قيد الإعداد حماس تؤكد: لا اتفاق من دون وقف نهائي لإطلاق النار!