اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

عوّلت قوى المعارضة وعلى رأسها "القوات" و"الكتائب"، على ان يكون تسلّم النائب تيمور جنبلاط رسميا رئاسة الحزب "التقدمي الاشتراكي" بوابة لوجود دائم وكامل للحزب في الحضن المعارض. الا ان مقاربة جنبلاط الابن لكل احداث واستحقاقات الاشهر الماضية خيبت ظن هؤلاء، باعتبارها أتت مطابقة تماما لمواقف ورؤية جنبلاط الأب، سواء لجهة عمل حكومة تصريف الاعمال ام تشريع مجلس النواب بغياب رئيس للجمهورية، وصولا لطرح الحوار بالشأن الرئاسي... كلها ملفات بدا فيها تيمور أقرب لـ "الثنائي الشيعي" منه الى المعارضة.

ولا ترى هذه الأخيرة اي مصلحة راهنا بانتقاد الأداء الجنبلاطي، كونها تعي انها بذلك تطلق رصاصة في رجلها، فـ "الاشتراكيون" حتى الساعة ما زالوا على الاقل، وكما هو معلن، يتقاطعون معها ومع "التيار الوطني الحر" على اسم الوزير السابق جهاد أزعور. فسواء كان هذا التقاطع شكليا ام جديا، ففي كلتا الحالتين لا تزال هناك رجل "اشتراكية" في الارض المُعارضة، ولا مصلحة اطلاقا لهذه القوى بطردها منها، ما دام لا بديل آخر تتكىء عليه.

ولم تفض النقاشات المستمرة بين قوى المعارضة حتى الساعة، الى تحديد اي ادوات او آليات للانطلاق في المواجهة التي أعلنتها منتصف الشهر الحالي، بردها على رسالة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان من خلال ورقة سياسية وقعها ٣١ نائبا. فهذا العدد المحدود من النواب ، بالاضافة الى عاملين اساسيين: الاول تمسك "الاشتراكيين" بالحوار ورفضهم سلوك مسار المواجهة، والثاني عودة النقاش بين التيار الوطني الحر وحزب الله بزخم، بعد مرحلة من القطيعة، كلها لا تجعل مروحة خيارات المعارضة واسعة او طريقة عملها مريحة.

ولعل ما صدر عن النائب في حزب "القوات" جورج عقيص مؤخرا لجهة انتقاده بشراسة "النواب الرماديين"، يؤكد حجم الازمة التي ترزح تحتها هذه القوى. اذ قال: "الناس اللي بالنص شو ناطرين؟ نحن اخدنا موقف وهوديك اخدين موقف، اللي بالنص شو موقفن بالتحديد؟ الحل في لبنان بيد حفنة من الرماديين، المائعين، المرتبكين، الحائرين، المترددين، الخانعين.

‏يا شعب لبنان ركز على هؤلاء، انهم لا يتجاوزون ال ٢٠ نائباً، امقتهم والفظهم كالمياه الفاترة".

وتعتبر مصادر معنية عن كثب بالشأن الرئاسي، ان "مسارعة نواب المعارضة الى الرد السلبي على دعوة لودريان للحوار في ايلول ، مردها بشكل اساسي الى استشعارها بأن الرياح الاقليمية، وبالتحديد الزخم في التقارب الايراني- السعودي، لن يخدم مصالحها السياسية وبخاصة بالملف الرئاسي" ، مرجحة ان يكون السبب الرئيسي وراء تصعيد المعارضة هو "محاولة حجز مكان في التسوية المقبلة ".

وتشير المصادر الى انه "بات محسوما ان النواب ال20 الرماديين لن يحسموا قرارهم الرئاسي، بانتظار ان يحين موعد لبنان على الاجندة الايرانية - السعودية"، معتبرة ان "حزب الله وباسيل ايضا لن يعلنا عن نتائج محادثاتهما، الا بعد اتضاح الصورة الاقليمية. فحتى لو كان "الثنائي الشيعي" قادرا على جمع ٦٥ صوتا لمرشحه سليمان فرنجية بعد اقناع باسيل بالسير به، فهو لن يجازف بتكرار تجربة الرئيس ميشال عون، اي انه يريد ان يضمن مسبقا دعم الرياض لعهد فرنجية او اي رئيس آخر".

وقد لا يحسم شهر ايلول مصير الانتخابات الرئاسية، الا انه لا شك سيحدد اذا كنا نؤسس لفراغ رئاسي طويل الامد، او لحل قريب كأحد أقصى مطلع العام الجاري. مع العلم ان الاحوال المالية لا تسمح بحالة استرخاء طويلة الامد، وقد تكون هي الدافع الاساسي لخرق رئاسي في نهاية عام 2023.

الأكثر قراءة

اسرائيل تُدمر وتُحرق الجنوب اللبناني والمقاومة تلحق خسائر كبيرة بالكيان الصهويني قصف قاعدة تجسسية وإحراقها بالصواريخ توصيات جاهزة تصدر اليوم عن جلسة المزايدات البرلمانية