التلويح بالعقوبات؟!
سياسيا، ضرب المواعيد وربطها بعودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان في ايلول، او بكلمة مرتقبة للرئيس بري في 31 آب ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، واخرى مماثلة لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في 2 ايلول، اشبه بملء الفراغ بأوهام لن تكسر الحلقة المفرغة المرشحة للاستمرار طويلا. وجاءت التسريبات الاميركية عبر مصادر مقربة من عوكر حيال عقوبات جديدة ستصدر قريبا حول شخصيات لبنانية مدنية وسياسية، ليزيد من تعقيدات المشهد المعقد اصلا، خصوصا ان تلك المصادر لوحت بوجود قرار حاسم في واشنطن بإدراج رئيس مجلس النواب نبيه بري على لائحة العقوبات، لكن يبقى الخلاف قائما حول التوقيت بين الخزانة الاميركية والخارجية حيث ترغب الثانية في الاستثمار الجيد لهذا الامر، سواء من خلال ابقائه سيفا مصلتا لاستعماله «كفزاعة» تلجم من خلاله اندفاعة «الثنائي الشيعي»، او استخدامه عندما يكون مفيدا بحيث يخدم الحلفاء ومصالح الادارة الاميركية ولا يضر بها.
بري «لا يروض»
وفي هذا السياق، لفتت مصادر نيابية بارزة الى ان العودة مجددا الى نغمة تهديد رئيس المجلس بالعقوبات لن تثنيه عن مواقفه الثابتة رئاسيا ووطنيا، «ويلعبوا مع غيره». فهو سبق وابلغ السفيرة الاميركية دوروثي شيا «رسالة» واضحة بهذا الخصوص وابلغه على طريقته بانه «بري لا يروض». ولهذا فان العودة الى هذه التسريبات عشية خطابه في ذكرى تغييب الامام الصدر ستجعله اكثر تشددا في خطابه من خلال التمسك بمواقفه التي تمثل صوت «الاعتدال» الوطني والحوار في مواجهة كل من يريد الانغلاق على نفسه ووضع «العصي» في «دواليب» التسوية الممكنة التي يمكن ان تخرج البلاد من النفق المظلم. وهو سبق وردد كلاما فهم الكثير معناه عندما قال «لا تجربونا». والمكتوب هنا يقرأ من عنوانه!
«باسيل» يقلق المعارضة؟
داخليا، لا جديد الا انتظار ما ستؤول اليه جلسات الحوار البعيدة عن الاضواء بين حزب الله والتيار الوطني الحر، حول «السلة» الرئاسية المرتبطة بالاصلاحات والتي بدات تقلق المعارضة على نحو جدي، على الرغم من بطء تقدمها. ووفقا لمصادر معارضة، فان هذا الحوار لا يمكن تجاهله او التقليل من شأنه، ومن السذاجة التعامل معه بخفة لانه قد «تقلب الطاولة» على الجميع، ولهذا يجري العمل بجدية لبناء استراتيجية موحدة للتعامل مع احتمال حصول خرق بين «الحزب» و«التيار»، خصوصا ان بعض التسريبات الجدية تفيد بان رئيس تكتل لبنان القوي بصدد القيام بخطوة متقدمة باتجاه حزب الله عبر توقيت اعلان التخلي عن التقاطع مع المعارضة على تأييد ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية. بالتزامن مع عودة لودريان الى بيروت، طبعا دون الاعلان عن تاييد ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. لكنه بهذه الخطوة يعيد «خلط الاوراق»، فمن جهة يحرج موقف المعارضة، ومن جهة اخرى يضع حزب الله امام اختبار اقناع حلفائه وفي مقدمتهم الرئيس بري بمنح «التيار» خطوة في المقابل باعتباره قدم مبادرة حسن نية على طاولة التفاوض، وينتظر مقابلها الموافقة على رزمة المطالب الخطية التي تقدم بها وبعدها يمكنه ان يسوق امام جمهوره انه نجح في تحصيل ارباح وطنية تسهل نزوله عن شجرة رفض انتخاب فرنجية. هذا السيناريو، تتعامل معه المعارضة بجدية مطلقة، وهي باتت على قناعة بان خروج باسيل من «مظلة» التقاطع مسألة وقت، وهي في سباق مع الوقت، لوضع خطة اعلامية وسياسية قادرة على التعامل مع الواقع المستجد.
سجال القوات- التيار
هذا التوتر على خط المعارضة- «التيار» انعكس سجالا بداه عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب بيار بو عاصي، الذي رد على حسابه عبر منصة «إكس» على قول جبران باسيل «اتركونا نبنِ معمل الكهرباء، ومحطّة الغاز وسد المياه». وغرد قائلا «جبران، كنّا في الحكومة نفسها، وجُلّ ما حاولت القيام به هو استئجار بواخر جديدة. اتحدّاك ان تعود لمحاضر الجلسات، كفى كذباً. من جهته ردّ عضو تكتل لبنان القوي النائب سيزار أبي خليل، فكتب على حسابه عبر منصة «إكس»: «كنا سوا في حكومة عملت مراسيم النفط، وقّعت عقود يتم الإحتفال بنتائجها اليوم أناس كانوا ضدها، دشّنت معملين كهرباء و3 سدود وعملت قانون انتخاب رجّع صحة التمثيل». وأضاف «بعرف ما بتعصى عليك، لكن من الممكن أن تركيزك كان يصب على تخريب خطة عودة النازحين السوريين وكانت اولويتك تنفيذ ارادة المفوضية العليا للاجئين، كرمال هيك ما بتتذكر.
تحذيرات امنية
امنيا، تم رفع مستوى الاجراءات الاحترازية في اكثر من منطقة، بعد وصول تقارير استخباراتية اهمها مصرية، حذرت من قرارات تنفيذية منحها المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للأذرع الاسرائيلية المختلفة لتنفيذ عمليات اغتيال كبيرة وواسعة لأبرز القادة الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة والخارج، والساحة اللبنانية من ضمنها. ووفقا لتلك المصادر، فان حجم عمليات الاغتيال لا يمكن لأحد أن يتوقعه، لكن الحكومة الإسرائيلية تسعى لتنفيذ هذه الخطوة للهروب من الأزمات الداخلية، ومحاولة استعاد الردع، وإظهار نتنياهو أنه الرجل الأقوى المسيطر على الوضع بعد العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية في الضفة خلال الأيام الماضية، والتي هزت الحكومة الاسرائيلية وقواها الامنية التي تتعرض ايضا لانتقادات كبيرة نتيجة التهاون مع حزب الله على الحدود الشمالية.
رفع مستوى التأهب
وفي هذا السياق، تشير اوساط مطلعة الى ان الاجهزة الامنية اللبنانية الرسمية والتابعة للمقاومة تأخذ هذه التحذيرات على محل الجد، وتم رفع مستوى التأهب خشية من أي عملية اغتيال إسرائيلية، في ضوء التهديدات التي أطلقها مسؤولون في الجيش والحكومة الإسرائيلية. علما ان حزب الله عبر امينه العام السيد حسن نصرالله سبق وحذر الاسرائيليين من ان اي اعتداء على اي شخصية لبنانية او فلسطينية على الاراضي اللبنانية سيتم الرد عليه فورا ودون تردد.
رد فعل من غزة ولبنان
وتجدر الاشارة الى ان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي عقد اجتماعا طارئا يوم الثلاثاء، بعد العمليات الفلسطينية في حوارة والخليل واتخذ سلسلة من القرارات لمهاجمة الفلسطينيين ومن «يقف خلفهم ويدعمهم»، وفوض رئيس الوزراء ووزير الحرب بالتصرف في هذا الشأن. ووفقا لقناة «13» الاسرائيلية يبحثون في اسرائيل عن طريقة لتدفيع حركة حماس والفصائل المقاومة الثمن، وإذا حدث ذلك، هناك تخوف من رد فعل من قطاع غزة أو حتى من لبنان. ويُفترض أن تقر الخطة النهائية بشأن مسألة الاغتيالات، من منتدى أصغر من الوزراء، نظراً لعدم ثقة نتنياهو بأعضاء في مجلس الوزراء ونقل موقع «والا» الإسرائيلي عن مصدر في المؤسسة الأمنية، قوله انه في ما يتعلق بتصريحات نتنياهو الأخيرة، بأن إسرائيل ستردّ على المسلحين والمسؤولين عن إرسالهم لتنفيذ هجمات، فهو كان يلمح إلى استهداف إيران!
مفاجآت في حادثة الكحالة؟
في هذا الوقت، لا يزال التحقيق مستمرا في حادثة الكحالة دون ان يتم بعد الوصول الى كامل الخيوط المرتبطة بما حدث يومذاك، الا ان استخبارات الجيش تقترب من تجميع «البازل» وهي استمعت الى افادة سائق الشاحنة الذي تماثل ، والى اربعة شبان من اهالي الكحالة، ويجري التحقق من معلومات افادت بنقل احد الاشخاص الى مستشفى اوتيل ديو مع ساعات مساء وقوع الحادثة، وتتحدث بعض المصادر عن اقفال الكاميرات من ساعة دخوله حيث تلقى علاجات طبية حتى خروجه صبيحة اليوم التالي. واذا صحت هذه التسريبات يبقى السؤال الاهم لدى المحققين عن اسباب التعتيم على هويته؟
مسح زلزالي في البلوك «8»
وفيما بدا الحفر بالامس في البلوك رقم 9 على ان تتوضح كميات الغاز المتوافرة بعد نحو 70 يوما، «العين» على الرقعة رقم 8 حيث أعلن وزير الطّاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، منح رخصة استطلاع للقيام بمسح زلزالي ثلاثي الأبعاد في هذه الرقعة وأكّد، خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الطاقة في حضور ممثلين عن تحالف الشركتين برايت سكايز وجيوكس نزار ابو اسماعيل وجان فيليب روسي، أنّ «الآمال كبيرة لناحية إطلاق المسح لجمع البيانات في البلوك رقم 8، حيث تمّ منح الرّخصة إلى اتحاد شركات عالمي معني بهذا الأمر، مبيّنًا أنّ البلوك رقم 8 كان في مكان متنازع عليه، ولم يكن من الممكن إطلاق المسح قبل ترسيم الحدود مع «إسرائيل» الّذي حصل، الأمر الّذي يزيد التّنافس على إمكان حصول لبنان على أفضل شروط تجاريّة له، في ما يتعلّق باقتسام الأرباح والموارد من جرّاء مشاركة القطاع الخاص والشّركاء المستقبليّين؛ كما يعطي مدخولًا للدّولة مقتطعًا من الإيرادات التي ستجبيها الشركة من تسويق هذه الداتا.
هل يقفل المطار ليلا؟
في هذا الوقت، يلف الغموض امكان اقفال مطار رفيق الحريري الدولي ليلا، وسط تجاذبات بين المراقبين الجويين اللبنانيين في المديرية العامة للطيران المدني، ورئيس المطار فادي الحسن، فبعد بيان للمراقبين أعلنوا فيه انهم بدءاً من تاريخ 2023/9/5 ضمناً سيعملون بجداول مناوبة يؤمّن فيها العمل في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة الثامنة مساءً، نفى الحسن ذلك مؤكدا ان البيان لا يمثل راي كافة المراقبين الجويين ونفى اعادة جدولة اي رحلة جوية. وكان بيان صادر عن المراقبين قد حذر مما آلت اليه الأوضاع من نقص حاد في عدد المراقبين العاملين في المصلحة حيث أصبح عددهم 13 مراقباً من ضمنهم رؤساء الدوائر والأقسام والفروع نعمل ضمن مركزين منفصلين». وقال البيان انه حرصا على سلامة الحركة الجوية وسلامة الركاب، نفيد بأننا سنلتزم بدءاً من الخامس من ايلول بجداول مناوبة نؤمّن فيها العمل في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة الثامنة مساءً على ان تتم جدولة الرحلات بما يتناسب مع القدرة الاستيعابية للمراقب الجوي، وهي جداول تتناسب مع عددنا الحالي وتراعي وتحافظ على سلامة الحركة الى حين تنفيذ الإصلاحات الضرورية في مصلحة الملاحة الجوية لإعادة العمل في المطار على مدار 24 ساعة بشكل آمن وسليم.
الذهب «مطابق»
اقتصاديا، وعشية مؤتمر صحافي يعقده حاكم المركزي بالانابة وسيم منصوري اليوم، نشر مصرف لبنان في بيان، خلاصة تقرير التدقيق بمخزون الذهب لديه والتي تؤكد أنه مطابق للكميّات الموثّقة في بيانات المالية. واعلن أنه بناءً على تواصل حاكم مصرف لبنان بالإنابة مع شركة التدقيق العالمية»انسبكش ال س»بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، حصل مصرف لبنان بتاريخ ٢٤ آب ۲۰۲۳، على الموافقة بنشر خلاصة تقرير التدقيق بمخزون الذهب لديه. وعليه، نشر المصرف المركزي الخلاصة المذكورة والتي تؤكد أن مخزون الذهب الموجود في خزائن المصرف المركزي هو مطابق للكميات الموثقة في بيانات المالية.
يتم قراءة الآن
-
واشنطن تريد رئيسا بين تموز وايلول وكلمة السر بين بري وهوكشتاين جلسة «النازحين»: العبرة بالتنفيذ وتجاهل الهبة وتوصية من 9 نقاط مفاوضات القاهرة فشلت والمقاومة تدك القواعد العسكرية بعشرات الصواريخ
-
الشيطان النووي في الكابيتول
-
توقيت لقاء نصرالله – الحيّة... هل من استراتيجيّة جديدة؟ خشية "إسرائيليّة" من الأسوأ بعد "العمى" على الحدود!
-
المسيحيّون في مُواجهة باريس... هل تكون الرئاسة الثمن؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:39
اعلان قمة البحرين: نشر قوات حفظ سلام دولية في فلسطين حتى تنفيذ حل الدولتين
-
21:51
البنتاغون: لا ندعم احتلالا لقطاع غزة وتقديرنا أن العملية "الإسرائيلية" في رفح محدودة ولكننا لا ندعمها
-
21:47
وزير النقل الإسباني يقول إن بلاده رفضت السماح لسفينة تحمل أسلحة متجهة إلى "إسرائيل" بالرسو في ميناء قرطاجنة بجنوب شرق اسبانيا
-
21:38
مخاوف "إسرائيلية" من تركيز حزب الله على استهداف أنظمة التجسس والمراقبة
-
21:31
إذاعة الجيش "الاسرائيلي": مقتل جندي "إسرائيلي" بغلاف غزة
-
21:30
حزب الله: الهجوم طال مصنع ديفيد كوهين بتل حي (شمال كريات شمونة) المتخصص بإنتاج المنظومات الإلكترونية لجيش العدو