اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تظهر لقطات جديدة أن المركبة الفضائية الهندية بدأت في استكشاف سطح القمر، بعد يوم واحد فقط من وصولها إلى القطب الجنوبي للقمر.

وتتكون Chandrayaan-3، التي هبطت على القطب الجنوبي للقمر يوم الأربعاء، من مركبة هبوط ثابتة ذات أربع أرجل ومركبة جوالة أصغر بداخلها.

يُظهر المقطع الجديد العربة الجوالة ذات العجلات الأربع وهي تسير على منحدر الهبوط وتبدأ في التجول على السطح المترب، تاركة علامات المسار في أعقابها.

وأخذت Chandrayaan-3 فعلًا أول صورة لها لسطح القمر أمسِ، بالإضافة إلى أربع لقطات مذهلة للقمر من الأعلى في أثناء الهبوط.

وأكدت منظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO) أن مهمتها التاريخية تسير وفقا للمخطط، وأن الأنظمة تعمل كما ينبغي.

وهناك أداتان علميتان في المركبة الجوالة وثلاث أدوات على متن مركبة الهبوط، وقد تم تشغيلها جميعا بالتسلسل.


وستدرس التركيب الجوي والمعدني للقمر، بما في ذلك بقع الجليد المائي الشائعة حول جنوب المنطقة القمرية.

وستكون الأدوات العلمية نشطة لمدة يوم قمري واحد تقريبا، أو 14 يوما أرضيا، قبل أن تفقد طاقتها، وهي مهمة قصيرة نسبيا.

واعترف رئيس ISRO، سريدهارا سوماناث، بوجود "العديد من المشكلات" على سطح القمر، مثل الغبار القمري ودرجات الحرارة الشديدة البرودة، والتي يمكن أن تؤثر على الأجزاء المتحركة للمركبة خلال فترة 14 يوما.

وقال سوماناث لقناة CNN News 18 التلفزيونية الهندية: "الآليات والأشياء المتحركة يمكن أن تتشابك مع الغبار هناك. ويمكن أن يصل الغبار إلى الأجزاء المتحركة ويتسبب في تشويشها، وقد لا تعمل محامل النظام، وقد لا تعمل المحركات. كل هذا يخلق مشاكل في تلك الآليات، لذلك دعونا نرى كيف ستسير الأمور. سنواجه الأمر... ولهذا السبب نقوم بالاستكشاف".

لا يزال القطب الجنوبي منطقة مجهولة بالنسبة للبشرية، وبعيدا عن المنطقة الاستوائية التي استهدفتها بعثات القمر السابقة مثل هبوط أبولو المأهول في الستينيات والسبعينيات. كما أن المنطقة ليست مليئة فحسب بالحفر الهائلة والخنادق العميقة، بل هناك أيضا درجات حرارة شديدة البرودة (تصل إلى -410 درجة فهرنهايت / -246 درجة مئوية وفقا لوكالة ناسا)، يمكن أن تمارس ضغطا على أنظمة الطاقة في أي مركبة فضائية.

لكن درجات الحرارة هذه تعني أيضا أن القطب الجنوبي لديه وفرة خاصة من احتياطيات المياه المتجمدة على شكل جليد، وهو أمر ذو أهمية كبيرة للعلماء.

وهذه الجيوب من الجليد المائي، والمعروفة باسم "الفخاخ الباردة"، لديها القدرة على البقاء لآلاف السنين على "أجرام خالية من الهواء" ليس لها غلاف جوي، مثل القمر.

لذلك، يمكنها تقديم سجل للحياة الميكروبية، والبراكين القمرية، والمواد التي وصلتها المذنبات والكويكبات إلى الأرض، أو أصل المحيطات السابقة.

ويمكنها أيضا توفير مصدر مياه لأي مواقع بشرية مستقبلية على القمر، إما للشرب أو لري المحاصيل.

وعلى الرغم من أن الهند التي تهبط بمركبة فضائية بأمان على سطح القمر هي الدولة الرابعة بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين، إلا أنها دخلت التاريخ كأول دولة تفعل ذلك على القطب الجنوبي للقمر.

وقد غادرت Chandrayaan-3 الأرض فعلًا منذ أكثر من شهر، على متن صاروخ من مركز ساتيش داوان الفضائي شمال تشيناي في 14 يوليو.

واستغرقت المركبة الفضائية الهندية وقتا أطول للوصول إلى القمر مقارنة ببعثات أبولو، التي وصلت في غضون أيام، لأن هذه الدولة الآسيوية تستخدم صواريخ أقل قوة بكثير.

وهذا يعني أنه توجب على Chandrayaan-3 الدوران حول الأرض عدة مرات بعد إطلاقها لتكتسب السرعة المطلوبة قبل الشروع في مسارها القمري الذي يستمر لمدة شهر.

وظلت Chandrayaan-3 في مدار حول القمر لأكثر من أسبوعين قبل هبوطها بنجاح يوم الأربعاء.

وتبلغ تكلفة المهمة الأخيرة 74.6 مليون دولار، وهو أقل بكثير من تكاليف البلدان الأخرى، ما يمثل شهادة على هندسة الفضاء المقتصدة في الهند.

وتعمل الهند أيضا مع وكالة الفضاء اليابانية (JAXA) على Chandrayaan-4، والتي ستهبط أيضا في جنوب القمر ولكن سيكون لها عمر أطول بكثير.

من المقرر مبدئيا إطلاق Chandrayaan-4 في عام 2025 أو 2026.

المصدر: ديلي ميل 

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه