اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في الوقت الذي كان مِن المفترض أن نشهد فيه حراكاً داخلياً استثنائياً باتجاه الاستحقاق الرئاسي قبل عودة الموفد الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان نهاية الشهر المقبل، لا يزال الجمود سيّد الموقف إن لم نقل لا يزال هناك استمرار في تضييع المزيد من الوقت باستثناء الحوار الذي يَجري بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يُعوَّل عليه من بعض الداخل وبعض الخارج وتحديداً الفرنسي.

مقابل هذا المشهد هناك مَن يقوم بخطوات وقائية بوجه المبادرة الفرنسية التي لا تزال نافذة المفعول ما دامت لم تُطرَح مبادرة جديدة أو بديلة عنها، فالفريق المعارض لها، لا يزال يُصِر على فكرة منع وصول أي مرشح يدعمه الثنائي الشيعي، وبما أنه لا يفصلهما عن بعضهما يوجِّه سهامه باتجاه الدور الفرنسي ويرفع الصوت بوجهه عند كل فرصة والتي كان اخرها رسالة لودريان الى النواب...

فريق "المعارضة" المتعدِّد المرجعيات الخارجية، يحاول أن يُروِّج أنه حقّق إنجازين بهذا الإطار:

الأول: أنه استطاع تعطيل المبادرة الفرنسية.

والثاني: أنه لديه القدرة على امتلاك زمام المبادرة. وبالتالي فهو يُكمِل في محاولاته للملمة نفسه لإظهار صورة متماسكة يتسلَّح بها بعض الخارج وتحديداً الأميركي الذي عاد الى الواجهة مجدداً في الملف اللبناني، وبعودته يَضيق الهامش الفرنسي بالتحرّك في الساحة اللبنانية.

فبين الرسالة الفرنسية وبيان المعارضة خطّان متوازيان يصعب التقائهما حتى اللحظة، ما  دام النهج التعطيلي يسيطر على المشهد الرئاسي بين الخارج والداخل...

الرسالة لم تُزعِج طرفاً واحداً وإنما أغلب الأطراف ولكن لأسباب مختلفة، فالتيار الوطني الحر اعترض على الشكل وليس على المضمون إلا أن اللافت هو انزعاج رئيس مجلس النواب نبيه بري منها لمخالفتها للاتفاق الذي تم بينه وبين لودريان خلال زيارته الأخيرة الى بيروت، حيث كان الاتفاق أن يشمل الحوار ١٥ شخصية فقط بينما الرسالة شملت ٣٥ شخصية...

أمام هذا المشهد فإن كل القوى السياسية تُجد نفسها أمام الضغوط المرافِقة للمقترح الفرنسي الذي يتضمن كتابة معايير ومواصفات الرئيس المقبل ومن ثم الذهاب الى جلسات مفتوحة في المجلس النيابي لاختيار أحد المرشحين، مع ممارسة المزيد من الضغط أنه بحال عدم التعاون تُفرَض عقوبات، لذا فإن السرعة في إنجاز الحوار بين التيار والحزب يُخرِج حتى فريق الحوار من الحرج الذي تريد فرنسا أن تضعه فيه...

أما على المقلب الآخر، وعلى عكس ما يَظهر من جمود أو تراجع في الحماسة الخُماسية، فإن الاتصالات الخارجية جارية وراء الكواليس، بظل تشابك الأوضاع في المنطقة والتحديات الجديدة، فالتعقيد في الملف السوري وعدم الحلحلة في الملف اليمني، مدّد المهلة التي كانت معطاة بعد الإتفاق الإيراني- السعودي لإرساء الاستقرار في المنطقة، بحيث نجح الأميركي في العرقلة التي نتج منها التأجيل، فاعتمد سياسة التصعيد إقليمياً وصولا الى لبنان الذي يساعده الجو الداخلي المنقسم على الإستمرار بسياسة الحصار وتباطؤ الحل، إلا أن بدء لبنان بالتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم ٩ يرسم حدود التصعيد الأميركي الذي يقف عند هذا الحد دون الانزلاق الى خيارات عسكرية تُورِّطه قبل أي أحد آخر، ما يعني أننا سندخل في فترة استقرار طويلة في المنطقة بشكل لا يُلغي بعض المناوشات التي ممكن أن تحصل بمناطق محدَّدة، فالهدف الأميركي اليوم هو تعديل الميزان بين الشرق الأوسط وغرب افريقيا دون إدخال المنطقة بحرب عسكرية جديدة..

في ظل كل ما يحصل، فالمبادرة الفرنسية حتى الآن مستمرة إلا أنها تسير ببطء كبير جداً لدرجة من غير المعروف متى ستصل الى خواتيمها أو إن ستصل حتى!!! تماماً كما عودة لودريان الى بيروت التي لا تُعتبر محسومة في موعدها لأنها مرتبطة بتطورات ووضع المنطقة وبنتيجة المشاورات بين اللجنة الخماسية وايران وروسيا والصين، ما يعني أن في المرحلة المقبلة والى أن يحين الوقت، سيكون الانتظار سيّد الموقف..

الأكثر قراءة

مفوضية اللاجئين لن تسلم «داتا» النازحين واجتماع في بكركي وتحركات شعبية الورقة الفرنسية كتبت «بالإنكليزية» وتجاهلت «الرئاسة» و14 ملاحظة لبنانية صواريخ بركان تلاحق غالانت وعمليات نوعية للمقاومة و30 غارة للطيران المعادي