اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نصب يفغيني بريغوجين، قبل اغتياله في ظروف غامضة بتحطم طائرته في سماء موسكو، نفسه على أنه زعيم فاغنر الذي لا يمكن استبداله، وسط شبكة معقدة من المرتزقة، وشركات التعدين، والمستشارين السياسيين، ونشطاء التضليل.

كما بنى علاقات مع حكومات إفريقية، ما سمح لمجموعة المرتزقة بتقديم خدمة كبيرة لمصالح موسكو في جميع أنحاء القارة السمراء، وغالبًا ما يكون ذلك تحت تهديد السلاح.

وكشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، أن روسيا كانت تخطط بالفعل لمستقبل هؤلاء المرتزقة في مرحلة ما بعد بريغوجين.

وقال الصحفي الروسي الذي قدم تقارير عن فاغنر على مدى العقد الماضي، دينيس كوروتكوف إن "هناك بعض الأشخاص الأكفاء الذين يرغبون في الدخول على الخط وكسب ميزانية فاغنر، لكن لا توجد شخصية مثل بريغوجين، لديها تدفق هائل من المال، أو كفاءة وحماس مماثلين".

ويُعتقد أن أندريه تروشيف، المقرب من الرئيس الروسي فلادمير بوتين وهو مقدم سابق في وزارة الشؤون الداخلية الروسية، والذي كان جهة الاتصال الرئيسية بين بريغوجين ووزارة الدفاع، خلال الحرب في أوكرانيا هو المرشح الأقوى لخلافة زعيم فاغنر الراحل.

وكان تروشيف الذي يلقب باسم "سيدوي" أي "ذو الشعر الرمادي"، من قدامى المحاربين الذين شاركوا في حروب متعددة مثل الغزو السوفيتي لأفغانستان، وشمال القوقاز، وخصوصًا في الحرب الشيشانية.

وخلال الأسابيع الأخيرة، قالت قنوات في تلغرام ومدونون عسكريون مرتبطون بفاغنر، إنه تم طرد تروشيف من المجموعة، زاعمين أنه خان بريغوجين بعد تمرده الفاشل على الجيش الروسي في حزيران الماضي، وكان تروشيف حريصًا على إبرام صفقة مع وزارة الدفاع.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن تروشيف يعد أحد الشخصيات العامة القليلة في فاغنر، التي لم تكن مدرجة في قائمة ركاب الطائرة التي سقطت شمال غربي موسكو، الأربعاء، وأودت بحياة بريغوجين.

ويُعد تروشيف من المقاتلين المخضرمين في القوات الروسية وشارك في حروب روسيا في أفغانستان والشيشان، وهو يتحدّر من مدينة سان بطرسبرغ، مسقط رأس بوتين، والتقطت له عدة صور برفقة الرئيس.

ووصف الاتحاد الأوروبي في وثيقة صادرة عام 2021 تروشيف بأنه المدير التنفيذي لمجموعة فاغنر وأحد الأعضاء المؤسسين لها.

وقال الاتحاد الأوروبي في حينها إن أندريه تروشيف متورط بشكل مباشر في العمليات العسكرية لمجموعة فاغنر في سوريا.

كما قال خبير الشؤون العسكرية بمجلس الشؤون الدولية الروسي، أنطون مارداسوف، إن تروشيف قد يكون أحد القادة المستقبليين لفاغنر الجديدة؛ لأن فاغنر القديمة لن تكون موجودة.

وبحسب شبكة الـ"سي إن إن"، نال "سيدوي" وسام النجمة الحمراء، وهو وسام الاتحاد السوفيتي "للخدمة الاستثنائية"، وشغل منصب قائد في وحدة القوات الخاصة للرد السريع التابعة لوزارة الداخلية الروسية.

وعام 2016، حصل على أعلى وسام روسي لقيادته اقتحام مدينة تدمر في سوريا ضد تنظيم الدولة، كما أدار عمليات لمجموعة فاغنر في سوريا، وإفريقيا، وأوكرانيا، وفق تقرير لصحيفة تليغراف.

وطلب بوتين خلال اجتماعه مع بريغوجين بعد محاولة التمرد الفاشلة تعيين أندريه تروشيف على رأس فاغنر ولكن مؤسس فاغنر رفض الفكرة بشدة آنذاك.

وعندما رفض بريغوجين عرض بوتين، اتهمه بوتين بـ"مخالفة رغبات مقاتليه"، مدعيًا أنهم "هزوا رؤوسهم" بالموافقة خلال الاجتماع.

في مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت" الروسية نُشرت تفاصيلها في وقت سابق، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه عرض على مجموعة فاغنر للمرتزقة فرصة لمواصلة القتال بعد تمردهم الفاشل، لكن مع تنحية قائد المجموعة يفغيني بريغوجين.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟