اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

شهد لبنان في السنوات الأخيرة إرتفاعا لافتا بنسبة الجرائم، ويكاد لا يمرّ يوم دون سقوط ضحية أو أكثر، جريمة هنا أو إشكال هناك، إطلاق نار أوقع ضحايا أو مرّ على خير بدون إصابات. وأصبحت كلمة أو إشارة واحدة كفيلة بإشعال خلاف قد يتحوّل الى عنف دموي.

وجريمة القتل ليست دائما نتيجة عمل منظّم أو عن سابق تصور وتصميم، قد تكون وليدة اللحظة، تبدأ بإشكال صغير يكون الهدف منه تخويف الآخر فقط، وردةّ فعل عفوية غاضبة جاهلة فيتطور الإشكال ويؤدّي الى القتل بعد فقدان السيطرة على الأمور.

ولم يعد ارتكاب الجريمة مقتصرا على "شخص غريب" عن العائلة، بل أصبحت تشمل أفراد الأسرة أو الأقارب، وذلك نتيجة لعدة عوامل منها تعاطي المخدرات، وخلافات متعلقة بالميراث، وصراعات عاطفية، وحتى الخوف من افتضاح أمور شخصية كما هو الحال في جرائم السرقة والإغتصاب.

للإضاءة على هذا الملف الخطير، تحدّث المعالج النفسي الدكتور أحمد عويني لموقع "الديار" عن دوافع الجريمة، قائلا انّ "الوضع الإقتصادي الصعب هو المتهم الأساسي في ارتفاع نسبة الجرائم على صعيد أي بلد أو حتى مدينة، وتفاقم الفقر والإدمان على المخدرات". وأضاف أن "ضعف السلطة الرسمية والأجهزة الأمنية في تطبيق القانون هو من العوامل الإضافية التي تزيد من انتشار الجريمة في مجتمعنا، خاصة في المناطق التي يغيب فيها تأثير الدولة نتيجة القرارات والتدخلات السياسية والحزبية وانعدام الأمن".

الحلول

بالنسبة الى حلول هذه المشكلة، يجب مراعاة أن العنف والجريمة تتفاوت وفقًا للظروف الشخصية والبيئة المحيطة. في البيئات الفقيرة، حيث يسود البطالة وانتشار المخدرات والانحراف، يُعزّز الإنسان من العنف كوسيلة للبقاء.

من هذا المنطلق، شدّد عويني على "أهمية تحسين الوضع الإقتصادي، فكلّما تحسّن كلّما قلّت الجرائم بطبيعة الحال، إضافة الى ضرورة توفير فرص عمل، وتقديم برامج تأهيل للشباب لتحفيزهم على تطوير مهاراتهم وتوجيه طاقاتهم نحو بناء المجتمع بعيدا عن العنف".

الجرائم المنزلية

تزايدت في الفترة الأخيرة الجرائم المنزلية وبالتحديد جرائم القتل ضدّ المرأة على يد زوجها أو طليقها.

وفي هذا السياق، إعتبر عويني انّ "هذا النوع من الجرائم ليس جديدا، وقد يكون نتيجة ثقافة مرسخة في بعض المجتمعات، حيث ينشأ بعض الرجال ويتربون في بيئة تعتبر العنف ضدّ النساء أمرًا طبيعيًا".

وأضاف: "أمّا العامل الثاني، فيكمن بوجود مشكلة لدى الرجل في ضبط غضبه حيث لا يمكنه حلّ المشاكل والنزاعات مع الطرف الآخر بشكل حضاري".

ولفت عويني إلى وجود أسباب أخرى مثل: "عدم تطبيق قوانين تردع الرجل من تعنيف المرأة، فبالنسبة اليه زوجته هي "حلاله" ويستطيع ان يفعل ما يشاء. أمّا المشكلة والعقبة الأكبر هي بعض رجال الدين الذين يقفون أحيانا بوجه ورشات التوعية، ومن هنا تكمن أهمية ضرورة وجود نظام مدني لتغيير هذه المفاهيم وتطبيق قوانين عادلة تحمي حقوق الجميع".

هل الجريمة مرض؟

ردا على هذ السؤال أجاب عويني أنه "في بعض الأحيان يقتل الإنسان محبة بالجريمة، كالقاتل المتسلسل وهذه الحالة منتشرة أكثر في الغرب وهي نادرة لكنّها موجودة. وأحيانا يكون مرتكب الجريمة مضطربا نفسيا لديه نقمة على المجتمع ويقوم بالإنتحار بعد تنفيذ جريمته".

إشكالات وجرائم حصلت خلال الأسبوع الفائت فقط في لبنان

وهنا لا بد من الإشارة الى انه خلال أسبوع واحد فقط، شهد لبنان ما لا يقل عن خمسة إشكالات بعضها تطور الى جرائم قتل أزهقت أرواح بريئين.

في التبانة- طرابلس، أطلق رجل النار على زوجته وفرّ، فأصابها في قدمها وأنقذتها العناية الإلهية من الموت.

وقبلها بأيام، تحوّل حفل زفاف في منطقة أبي سمراء بمدينة طرابلس إلى ليلة دامية، عندما نشب شجار عائلي، أسفر عن مقتل شقيق العروس.

وفي مخيم نهر البارد، أطلق رجل النار على شقيقه نتيجة خلاف عائلي بينهما.

كما شهدت مجدل عنجر جريمة مروعة أيضا حيث قتل رجل شقيقه وأصاب ازوجة الأخير

وفي مرجعيون أقدم رجل على ضرب ابنته وهي من ذوي الاحتياجات الخاصّة بطريقة وحشية ما أدّى إلى وفاتها.

وغيرها من الجرائم والإشكالات وأفظعها الجريمة التي هزّت لبنان والعالم العربي، جريمة إغتصاب الطفلة لين طالب من قبل خالها والتي أدّت الى مقتلها.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه