اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
شهد محيط القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة نيامي تظاهرة رفضا لبقاء سفير باريس في البلاد، كما طالب المتظاهرون بانسحاب كل القوات الفرنسية، في حين قال مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن في دول مجموعة غرب أفريقيا (إيكواس) عبد الفتاح موسى، إن المجلس العسكري ليس من حقه طرد السفير الفرنسي.

ورفع المحتشدون أعلام النيجر وروسيا، وشعارات تندد بمواقف فرنسا، واتهموها بزعزعة أمن البلاد، رددوا شعارات تندد بالعقوبات الاقتصادية التي فرضتها «إيكواس» على النيجر، كما أعربوا عن تأييدهم لقادة الانقلاب.

واكدت السلطات الانتقالية في النيجر امس، بأنها لا تتحمل مسؤولية ما قد ينجم في حال رفض السفير الفرنسي مغادرة البلاد، وذلك مع قرب انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي منحته إياها السلطات. يأتي ذلك، بعدما أعلن المجلس الوطني لحماية الوطن في النيجر، طرد السفير الفرنسي سيلفان إيتي لعدم استجابته لدعوة من وزارة الخارجية من أجل مقابلة، بالإضافة إلى «تصرفات أخرى من الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح النيجر»، فيما رفضت فرنسا مطالبة السلطات العسكرية في النيجر بمغادرة سفيرها معتبرة أن «الانقلابيين ليست لهم أهلية» لتقديم طلب كهذا.

من جهته، تعهد المجلس العسكري الانتقالي في النيجر، أمام حشد من نحو 20 ألف نيجري تجمعوا مساء السبت في العاصمة نيامي، بمواصلة النضال للوصول إلى «اليوم الذي لن يكون فيه هناك أي جندي فرنسي في البلاد».

«إيكواس» والسفير الفرنسي

في المقابل، قال مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن في «إيكواس» عبد الفتاح موسى، إن مجموعة إيكواس تعتقد أن المجلس العسكري ليس من حقه طرد السفير الفرنسي في النيجر. وأضاف أن «إيكواس» غير مستعجلة لاستخدام الخيار العسكري في النيجر، لكنها لم تر حتى الآن أي خطوات ملموسة من المجلس العسكري ولن تنتظر بلا نهاية، ودعا المجلسَ العسكريَّ بالنيجر لإطلاق سراح الرئيس محمد بازوم كبادرة حسن نية.

وأقر موسى بأن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها «إيكواس» أثرت سلبا على شعب النيجر، ولكنه أكد أن هذا ليس هدف دول المجموعة. وجدد دعوته لقادة الانقلاب في النيجر بالاجتماع مع قادة مجموعة «إيكواس» في مكان محايد.

تهديدات غير مبررة

على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء محمد الأمين الزين إن التهديدات التي تواجهها النيجر غير مبررة، وتعتبر تدخلا في شؤونها الداخلية. كما رحب الزين بقرار المجالس المحلية والإقليمية تأييد المجلس العسكري، والمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه المجلس. بدورها، قررت المجالس البلدية والإقليمية بالنيجر تأييد المجلس العسكري والمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني، بهدف وضع أسس المرحلة الانتقالية.

تهديدات «إيكواس»

وفي سياق متصل، كشفت وسائل إعلام في نيجيريا تفاصيل جديدة عن الاجتماع المغلق الذي عقده رئيس نيجيريا الرئيسُ الحالي لمجموعة دول مجموعة غرب أفريقيا (إيكواس) مع وفد علماء الوساطة الذي غادر إلى نيامي للمرة الثانية.

ونُقل عن تينوبو تحذيره من أن عدم تجاوب قادة الانقلاب مع إيكواس سيفتح الباب لتحرك أطراف أخرى خارجة عن سيطرة المنظمة، كما حمّل المجلس العسكري المسؤولية عن تعريض شعب النيجر للخطر. وطالب رئيس نيجيريا بالتزامات من المجلس العسكري في النيجر لاستعادة النظام الدستوري قبل فوات الأوان.

وكشف تينوبو عن ضغوط يتلقاها، تتمثل في مكالمات هاتفية مكثفة بشأن استعداد بعض الدول للتدخل عسكريا، مؤكدا أنه ما زال يعمل على ثني هذه الأطراف ومجموعة إيكواس عن استخدام القوة.

وكان رئيس مفوضية «إيكواس» عمر علي توراي قد قال إن المجموعة لم تعلن الحرب على شعب النيجر، وليس لديها خطة لغزو هذه البلاد. لكنه أوضح أن اللجوء إلى خيار استخدام القوة لا يزال مطروحا على الطاولة.

تحركات ديبلوماسية

وفي أحدث التحركات الديبلوماسية، بدأت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية «مولي في»، جولة تستمر 4 أيام في دول أفريقية منها نيجيريا، تناقش خلالها أزمة النيجر وسبل حلها. وذكرت الخارجية الأميركية أن مولي ستشدد في محادثاتها على ضرورة الحفاظ على ديمقراطية النيجر، وإطلاق سراح الرئيس المحتجز محمد بازوم وأفراد أسرته.

من جانبها، دعت الجزائر السلطات الغانية إلى توحيد الجهود للوصول إلى حل سلمي يجنب النيجر والمنطقة تداعيات التصعيد المحتمل. وقال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إن الرسالة التي سلمها إلى رئيس غانا «نانا أكوفو أدو» تضمنت مبادرة الرئيس عبد المجيد تبون تجاه الأزمة في النيجر.

الأكثر قراءة

أردوغان ضدّ "إسرائيل"... هل نصدّق؟