اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الصحة النفسية، وملاحقة الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، باتت من أكثر المواضيع المتداولة اليوم، مع ازدياد تحدّيات وضغوطات الحياة التي يتعامل معها البعض بطريقة سلسة، والتي تؤدي لدى البعض الآخر الى مشاكل نفسية او العقلية أو ما يعرف بالـ "Mental Disorder".

ومع العلم أن العالم يتطور و"العقلية القديمة" لم تعد هي العامل المسيطر، إلا أنه وفي هذا الموضوع، ما زال العديد من الناس يتعامل مع صحتهم النفسية باستخفاف بسبب عدم إدراكهم أهميتها وتأثيرها على معظم نشاطاتنا وقرارتنا في الحياة.

ولموضوع الصحة النفسية نقاط عدة مهم أن نطلّع عليها، ومن ضمنها طرق علاج الاضطرابات العقلية، والتي تصل أحيانا الى تناول الأدوية.

ومن هنا أسئلة عديدة تطرح، فماذا يقول الطب عن هذا النوع من الأدوية، وما هي عوارضه الجانبية؟

في حديث خاص لموقع الديار، أكّد الطبيب علي حمادة، المختص في الصحة العامة، على "وجود أبحاث ودراسات عديدة أثبتت أن الأدوية التي تستخدم لمعالجة الاضرابات العقلية والاكتئاب، مثل الـ"Anti-depressant"، ضرورية للوصول الى النتيجة المطلوبة للعلاج. ولكن هذا لا يعني أن هذه الأدوية كافية، فمتابعة من قبل اخصائي في علم النفس مهمة جدا وهي الجزء الأهم للعلاج".

وأشار الى أن "هناك عدة أنواع أدوية لمرض الاكتئاب حسب كل حالة، وهنا يختلف مدى خطورة العوارض الجانبية. وهناك أدوية تعالج اضرابات أخرى مثل اضطراب "القلق والهلع" وغيرهما".

ولفت د. حمادة الى أن "المشكلة الأكبر هي في تشخيص حالة الاكتئاب، فنحن اليوم نواجه صعوبات وتحدّيات يومية عديدة أصبحت تجعلنا نشخّص حالتنا كلما شعرنا بقلق وعدم ارتياح، من دون استشارة مختص في الاضطرابات النفسية. فكلمة "اكتئاب" كبيرة وتتطلب متابعة دقيقة قبل اللجوء الى وصف الدواء. أما الحالات التي نمر بها نتيجة ما يحصل في لبنان طبيعية جدا، وأمر عادي أن تؤثر على صحتنا الجسدية، لذا يجب أن ندرك الفرق بين تأثيرات عادية تحصل وبين الحالات النفسية التي تتطلب معالجة ومتابعة".

ورأى أنه "لا يوجد "دراسة حاسمة" عن إعطاء أو عدم إعطاء أدوية الأعصاب. فكل حالة تتطلب متابعة معينة، فهناك حالات تتحسن مع معالجة الطبيب النفسي ولا تحتاج الى أدوية أعصاب وهناك حالات تتطلّب".

وأشار د. حمادة الى أن "هذا النوع من الأدوية يأخذ بين 4 الى 8 أسابيع للبدء بإعطاء مفعوله. طبعا خلال هذه الفترة يجب على المريض مراجعة الطبيب ليقدّر ما اذا كان الدواء يعمل بالشكل المطلوب أم لا، ومتى يمكن ايقافه. واذا ناسب العلاج المريض، من المفضّل ألا يتم توقيفه بشكل فوري بل أن يستمر بأخذه لمدة 6 و9 أشهر. وهناك حالات تطلب فترة زمنية أطول وبالأخص اذا كان المريض يعاني من مشاكل في النوم او أفكار انتحارية. وأشدد هنا على مراقبة الطبيب طوال فترة العلاج".

وقال د. حمادة إنه "مثل معظم الأدوية، هناك عواض جانبية لأدوية الاضرابات العقلية والأدوية التي تحارب "الاكتئاب"، ومع العلم أننا نركز على الشق الايجابي والذي يعالج المشكلة الأساسية، لكن من المهم أن ندرك أن هذا النوع من الأدوية يستهدف الجهاز العصبي بشكل مباشر، والذي هو من أكثر الأجهزة الحساسة في جسم الانسان. ومن عوارض أدوية الـ"Anti Psychotic" والتي تعطى لحالات مثل "اضطراب ثنائي القطب"، هي الانخفاض بضغط الدم، عدم انتظام كهرباء القلب، زيادة افرازات من الثدي في وقت غير مناسب لها، وانقطاع في الدورة الشهرية."

وتابع "أدوية الـ”Anti Depressant” والتي تعالج مرض الاكتئاب، لها عوارض مثل ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، والتأثير على الحالة النفسية في بعض الأحيان. هناك بعض الأدوية التي تؤدي الى ضعف جنسي، لذا يجب أن يعي المريض على كل العوارض الجانبية."

وأضاف د. حمادة: "ومن المهم الانتباه الى أنواع الأدوية التي نأخذها في الفترة الزمنية نفسها, فهناك تركيبات كيمائية تؤدي الى تفاعل سلبي في الجسم."

وشدد على أهمية "عدم "التوقيف الفجائي" لأدوية الأعصاب والأدوية التي تعالج الاضطرابات العقلية. فالتوقيف من دون استشارة طبيب سيزداد حالتنا النفسية سوءاً وتدهوراً وقد يؤدي الى أفكار انتحارية".

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تواصل التهويل: انسحاب حزب الله او الحرب الشاملة تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية» لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية»