رصاص الإبتهاج "القاتل"… متى يتم وضع حدّ له؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اثارت وفاة الطفلة نايا حنا بعد 23 يوماً قضتها في المستشفى جراء إصابتها في ملعب مدرستها برصاصة طائشة، أطلقها إنسان "طائش" قاتل بعد صدور نتائج الامتحانات الرسمية، ردود فعل غاضبة عارمة دعا خلالها الجميع الى وضع حد لهذه الظاهرة القاتلة.

وكانت نايا تشارك في المخيم الصيفي داخل ملعب مدرستها (القلبين الاقدسين في الحدث)، لتصاب برصاصة استقرت في رأسها وأدخلتها في غيبوبة تامة لمدة 23 يوماً.

وهي ليست الحادثة الأولى التي تتسبب فيها رصاصة طائشة بمقتل أحد الاشخاص، إذ سجل العديد من هذه الحالات، ومنها مقتل لاعب كرة القدم محمد عطوي برصاصة طائشة وهو يهم بدخول سيارته في منطقة الكولا، وورد كنجو التي أصيبت برصاصة طائشة قاتلة في شاتيلا وهي تحمل طفلها.

ويجرّم القانون رقم 71/2016، الذي أقره مجلس النواب اللبناني عام 2016 إطلاق عيارات نارية في الهواء ويعاقب بالحبس من 6 أشهر إلى 3 سنوات.

وتصل العقوبة إلى الأشغال الشاقة لمدة 10 سنوات ولا تتجاوز 15 سنة، وبغرامة من 20 إلى 25 ضعف الحد الأدنى للأجور، في حال أدّى إطلاق النار إلى الموت.

ورب قائل ان قوى الأمن حاولت الحد من هذه الظاهرة، بيد أن اللبناني "لم يتعلم الدرس" وظل يحتفل باطلاق الرصاص المبتهج، حتى في المناسبات الصغيرة، مستغلاً عدم فعالية إجراءات قوى الأمن، وإصابة نايا حنا ووفاتها أكبر دليل على ذلك.

وبحسب "الدولية للمعلومات"، فإن المتوسّط السنوي لضحايا الرصاص الطائش في لبنان بلغ 8 ضحايا و 15 جريحاً، وذلك من خلال البحث في وسائل الإعلام، والبيانات الصادرة عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، من عام 2013 إلى عام 2023.

وبحسب بعض الدراسات تنطلق الرصاصة من فوهة السلاح الناري بسرعة عالية جدا، تصل إلى عدة مئات من الأمتار في الثانية. وتحت تأثير الجاذبية الأرضية، تبدأ الرصاصة في الهبوط تدريجياً.

وتعتمد المسافة التي تقطعها الرصاصة في الهواء على عدة عوامل، منها: نوع السلاح الناري المستخدم، عيار الرصاصة، زاوية إطلاق الرصاصة، مقاومة الهواء للرصاصة.

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، يمكن أن تصطدم الرصاصات المتساقطة بالأرض بسرعات تزيد عن 61 متراً في الثانية. والرصاصات التي تتحرك بين 46 و61 متراً في الثانية يمكنها اختراق الجلد. والرصاصة الأسرع، يمكن أن تخترق الجمجمة.

وغالبا ما تسقط الرصاصات الطائشة على الأرض في أماكن بعيدة عن مكان إطلاقها. ولهذا السبب، يمكن أن تكون الرصاصات الطائشة خطيرة للغاية، حيث يمكن أن تصيب الأبرياء.

ويبقى السؤال: الى متى ستبقى هذه الظاهرة القاتلة مستمرة في لبنان، وهل سيتعلم اللبناني الدرس أخيراً؟...