اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تساؤلات كثيرة تطرح مؤخرا حول التموضع السياسي لـ "التيار الوطني الحر" بما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي والموقف من المسائل الحساسة والحيوية، فالتيار يخوض محادثات مع حزب الله تشمل التفاوض في الاستحقاق، بين رئاسة الجمهورية ومقايضة ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، بعناوين اللامركزية الإدارية والصندوق الإئتماني من جهة، كما يشارك في اجتماعات المعارضة لتنسيق الموقف الرئاسي، حيث شارك ممثلون عنه في اجتماع الصيفي بحضور ممثلين عن المعارضة و"الكتائب" و"القوات"، على الرغم من التباين الذي وقع اخيرا مع الأحزاب المسيحية، خصوصا في مسألة تلبية الدعوة الى حوار أيلول الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وترفضه "القوات" و"الكتائب" ويعارضانه بقوة، فيما يسير "الوطني الحر" نحو تأييده واعطائه فرصة.

الأداء السياسي للنائب جبران باسيل يطرح علامات استفهام حول الأهداف التي يسعى الى تمريرها من وراء التقاطع، والانفتاح على كل القوى السياسية، وعملية اسقاط "الفيتوات" على أي طرف.

يرى كثيرون ان رئيس التيار منفتح على الجميع، وهو ما تقتضيه تعقيدات المرحلة الحالية، فهو عاد الى تحسين علاقته مع حزب الله، ولم يبتعد او يخرج من جلباب المعارضة، بانتظار ظهور مؤشرات داخلية وإقليمية تمهّد لانتخاب رئيس للجمهورية. فيما يرى آخرون في خطوات رئيس التيار مناورة سياسية فقط، لكسب المزيد من الوقت واللعب على حرق أوراق ترشيح قائد الجيش جوزف عون وسليمان فرنجية، لتمرير ترشيح ثالث يأتي على حصان التسوية الكبرى.

بالمؤكد، فإن مسعى باسيل راهنا تحسين شروطه الرئاسية، بحسب معارضيه، فهو يحاول ان يكون المعبر الإلزامي لانتاج رئيس للجمهورية، ومن هذا المنطلق عاد الى التفاوض مع حزب الله مثيرا الشكوك حول مستقبل التقاطع مع المعارضة، والبقاء على التوافق مع المرشح الرئاسي للمعارضة.

مع ذلك، تتجه الأنظار الى نتائج الحوار بين حزب الله والتيار، الذي يتردد انه احرز تقدما كبيرا، فموقع باسيل في المعادلة الرئاسية أمر أساسي، نظرا لحجم التيار الشعبي، فهو الطرف المسيحي القادر ان يمنح الرئيس المتنازع عليه الميثاقية المسيحية. من هنا، قد يكون صحيحا القول ان باسيل الذي نفذ استدارة رئاسية شبه كاملة أصاب عدة أهداف، فهو عاد الى ترتيب علاقته مع حزب الله، بعد جولة طويلة من الخلافات السياسية والرئاسية، طارحا اللامركزية الإدارية والصندوق الائتماني، والطرحان يلاقيان استحسانا لدى الشارع المسيحي، وبالتالي فان باسيل يكون قد كسب نقاطا رابحة، وأعاد تصويب علاقته المترنحة مع الحزب، وحقق نقاطا رابحة لدى الجمهور المسيحي.

إذا كان رئيس التيار تخطى محطات كثيرة وتجاوز نتائج الانقلاب السياسي بعد "ثورة ١٧ تشرين"، والاعتراضات الداخلية على أدائه السياسي،  فان استحقاقات أخرى أهمّ تنتظره في المستقبل، لا سيما الاستحقاق الرئاسي الذي يشكل محطة أساسية في مسيرته ومستقبله السياسي، خصوصا انه يقف بين خيارين رئاسيين لا يريدهما، ويؤثران في حيثيته المقبلة وزعامته في الشارع المسيحي.


الأكثر قراءة

كلام خطير لوزير المهجرين