اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مما لا شك فيه أن إحياء ذكرى المصالحة المسيحية ـ الدرزية في الجبل في العام 2001، يؤكد على الجهود المبذولة من البطريركية المارونية في الدرجة الأولى، ومن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط باتجاه ترسيخ وتعميق جذور هذه المصالحة لكي تشمل كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي، التشديد على ترجمة المصالحة إلى واقع دائم، خصوصاً وأن اللحظة الداخلية تتطلّب تضافراً وتعاوناً من أجل الصمود وتقطيع الظروف الاجتماعية الصعبة، لا سيما في ظل معلومات تؤكد أن الوضعين المالي والاقتصادي سيشهدان تدهوراً كبيراً في حال عدم التوصل أواخر الجاري إلى انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية.

وفي هذا السياق، ورداً على سؤال عن تهميش بعض فاعليات الجبل عن هذه الزيارة، نفى عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب هادي أبو الحسن لـ"الديار" أن يكون هناك أي تهميش لأحد على الإطلاق، "فالبطريرك الماروني بشارة الراعي قام مشكوراً بهذه الزيارة، وهو الذي أعدّ برنامجها، وهو الزائر وهو الذي يحدِّد من يزور ومتى، ولكن ليس هناك استبعاد لأي فريق على الإطلاق، بالعكس، فقد تم توجيه دعوة للوزير طلال إرسلان وأرسل ممثلاً عنه وهو الوزير السابق رمزي مشرّفية، وكان موجوداً في الاستقبال وليس هناك أي إشكال على الإطلاق".

وعن موضوع الحوار قبل الرئاسة، سأل النائب أبو الحسن، "ما هي الغاية من الحوار دائماً؟ هي كسر الجمود وإحداث خرق في جدار الأزمة الناتج من عدم وجود رئيس للجمهورية، وبالتالي، بعدما وصلنا إلى مرحلة الإستعصاء، علينا كلبنانيين أن نتشاور ونتحدث مع بعضنا بعضا كي نجد حلاً ومخرجاً، ولهذا السبب حكماً سيكون الحوار قبل وليس بعد الانتخابات الرئاسية، ولاحقاً عندما تتشكّل الحكومة تكون كل القوى السياسية ممثّلة فيها، وتتشاور وتتحاور على كل الأمور، وفي المجلس النيابي كلنا موجودون ونتشاور ونتحاور على كل الملفات، أما الاستعصاء هو في ملف الرئاسة".

وبالنسبة لرأيه عما يحكى عن انهيار مالي كبير قد يحصل مع انطلاق فصل الشتاء وبداية العام الدراسي، أشار النائب أبو الحسن إلى أنه في حال لم نجد أي حل سياسي يؤدي إلى انتخاب رئيس الجمهورية، طبعاً إن الدولة ستتفكّك أكثر وتتحلّل، ولن يكون هناك برنامج إصلاحي ـ إنقاذي، كما لن يكون هناك خطوات إصلاحية بدءاً من ضبط عمليات التهريب والتهرّب الجمركي والمرافق المهمة كالكهرباء وغيرها، أي بالإضافة إلى عدم إقرار قوانين إصلاحية تؤمن واردات للدولة اللبنانية، بالإضافة إلى الإستقرار السياسي الذي يوفِّر الإزدهار بشكل أو بآخر، طبعاً إذا بقينا في هذا الاستعصاء وفي هذا الأفق المسدود، من المؤكد أننا ذاهبون باتجاه أزمة كبرى، وهذا قد يودي بالبلد إلى فوضى عارمة، ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بالنتائج، حكماً هذا موضوع خطير وهو عامل إضافي يفرض علينا من جديد أن نلتقي ونتحاور ونتّفق على مخرج ونتوافق على شخصية تؤمن باتفاق الطائف وتؤمن بالإصلاح.

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!