اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على وقع الـ 7 درجات على مقياس ريختر،اهتز المغرب ليل الجمعة – السبت، في وقت لم ينس العالم بعد المآسي التي خلفها الزلزال الذي ضرب كلا من سوريا وتركيا موقعا عشرات الالاف من الضحايا ومخلفا كارثة انسانية كبيرة.

فزلزال الامس لم يكن الزلزال الذي ضرب مناطق عديدة بالمغرب، حدثاً جديداً وغير مسبوق، إذ شهدت البلاد عبر تاريخها عشرات الزلازل، خلّف بعضها آلاف الضحايا والمصابين، فضلاً عن خسائر مادية جسيمة، فيما لم تنتج عن أخرى أي مآسٍ. فقد شهد المغرب عبر تاريخه العديد من الزلازل، أبرزها ذلك الذي ضرب أكادير، جنوبي البلاد، عام 1960، وأودى بحياة نحو ثلث سكان المدينة، بالإضافة إلى تشريد عشرات الآلاف وإحداث خسائر مادية فادحة.

وفي حصيلة أولية للزلزال الذي ضرب المغرب، ارتفع عدد الضحايا إلى 1037 وفاة و1204 إصابات بينها 721 في حالة حرجة، في وقت قدرت فيه منظمة الصحة العالمية عدد المتضررين بـ 300 الف شخص، حيث اطلقت السلطات المغربية عملية إيصال المساعدات للمناطق المتضررة. من جهتها قدمت دول عربية وغربية تعازيها إلى المغرب في ضحايا الزلزال، في وقت أعرب فيه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن استعدادهما لتقديم الدعم.

فقد أفاد التلفزيون الرسمي المغربي نقلا عن وزارة الداخلية ، بارتفاع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد مساء الجمعة، إلى 1037 قتيلا، و1204 مصابين، من بينهم 721 إصاباتهم خطرة.

وبينما ذكر المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب أن شدة الزلزال بلغت 7.2 درجات على مقياس ريختر، أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن شدته بلغت 6.8 درجات على المقياس نفسه.

وقال رئيس المعهد، إن الزلزال -الذي ضرب جنوب غربي مراكش وكان مركزه في إقليم الحوز- هو الأعنف منذ قرن.

بدورها، ذكرت وكالة الأنباء المغربية أن السلطات الصحية تناشد المواطنين التبرع بالدم لإنقاذ مصابي الزلزال، في الوقت الذي شرعت السلطات في عمليات بحث وإنقاذ للعالقين تحت الأنقاض.

ونقل عن بيان مقتضب للمعهد الوطني للجيوفيزياءأن الزلزال وقع حوالي الساعة الـ11 مساء أمس الجمعة، (الساعة الـ22 بتوقيت غرينتش)، جنوب غربي مراكش على عمق 8 كيلومترات.

انهيار أبنية

وفي مراكش أقرب المدن الكبرى لمركز الزلزال، انهارت بعض المنازل بالمدينة القديمة المزدحمة، ويعمل الناس جاهدين لرفع الأنقاض بينما ينتظرون وصول المعدات الثقيلة، حسبما ذكر أحد السكان.

وأظهرت لقطات لسور المدينة -الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى- شقوقا كبيرة في أحد أقسامه، وسقوط أجزاء منه وتناثر الأنقاض في الشارع.

وقال سكان بمراكش إن بعض المباني انهارت في المدينة القديمة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وعرض التلفزيون المحلي صورا لسقوط مئذنة مسجد وتناثر الأنقاض على سيارات مهشمة.

ونشرت مواقع محلية عددا من المقاطع المصورة التي بثتها منصات التواصل، تظهر انهيار أبنية سكنية بسبب الزلزال.

وتحدث المعلومات عن وجود إصابات وعالقين تحت الأنقاض في منطقة الحوز.

ونقل -عن أحد السكان من مراكش ويدعى إبراهيم هيمي- أنه رأى سيارات إسعاف تخرج من البلدة القديمة، وأن العديد من واجهات المباني تضررت. وأضاف هيمي أن الخوف يسيطر على الكثير من الأشخاص الذين ظلوا في الخارج تحسبا لوقوع زلزال آخر.

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت -عن أحد سكان الصويرة الواقعة على بعد 200 كيلومتر غرب مراكش- قوله عبر الهاتف «ليس هناك دمار كثير بل ذعر. سمعنا صرخات وقت الزلزال. الناس (الآن) في الساحات والمقاهي ويفضلون النوم خارجا. وثمة أجزاء سقطت من الواجهات».

في غضون ذلك وصف المعهد الوطني المغربي للجيوفيزياء هذا الزلزال بأنه الأعنف منذ قرن، في حين أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن الزلزال وقع على عمق 18.5 كيلومترا ومركزه جبال الأطلس، ولم يحدث مثله بالمملكة منذ عام 1900.

من جهتها أعلنت منظمة الصحة العالمية استعدادها لدعم المغرب في أعقاب كارثة الزلزال الذي أسفر عن مقتل المئات وتضرر أكثر من 300 ألف شخص. وأفاد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط، وفقاً لما ورد في حسابه في منصة «إكس»، بأنّ «الزلزال المأساوي في المغرب أودى بحياة المئات، وألحق أضراراً بأكثر من 300 ألف شخص في مراكش والمناطق المحيطة». وأعلنت المنظمة عن «استعدادها لدعم الاستجابة الوطنية وضمان سرعة تقديم الخدمات الصحية حيثما دعت الحاجة، بما في ذلك رعاية الإصابات الشديدة».

تعاز عربية

قدم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تعازيه في ضحايا الزلزال الذي ضرب عدة أقاليم ومدن مغربية، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.

في حين قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني -في اتصال مع نظيره المغربي عزيز أخنوش- إن الدوحة مستعدة لتقديم المساعدات للمناطق المنكوبة.

وأعربت السعودية - في بيان صادر عن الخارجية - عن مواساتها لحكومة وشعب المملكة المغربية جراء الزلزال الذي ضربها، مؤكدة وقوفها وتضامنها مع المغرب.

وقدم رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تعازيه عبر منصة «إكس» معربا عن تضامن بلاده مع الرباط «في هذه الأوقات الصعبة» ووجه بتسيير جسر جوي لنقل مساعدات إغاثية عاجلة إلى المتضررين من الزلزال.

وأرسل أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح ببرقية تعزية إلى ملك المغرب مقدما تعازيه في ضحايا الزلزال، كما دعت وزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية الجمعيات الخيرية في البلاد إلى إطلاق حملة إغاثة ومساعدات لمنكوبي زلزال المغرب على وجه السرعة.

وبعث سلطان عُمان هيثم بن طارق برقية تعزية لملك المغرب، أعرب فيها عن خالص التعازي لشعب المملكة وأسر الضحايا.

كما أعربت مصر عن خالص تعازيها للمغرب في ضحايا الزلزال، مؤكدة -في بيان للخارجية- تضامنها الكامل مع المملكة حكومةً وشعبا في مواجهة الآثار المدمرة لهذا الحادث المروع.

وأرسل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني برقية إلى الملك محمد السادس، مؤكدا تضامن العراق حكومةً وشعبا مع الرباط.

من جهتها، قدمت الخارجية الأردنية تعازيها إلى المغرب معلنةً تضامنها مع الرباط في مصابها الأليم، كما قدمت وزارتا الخارجية الجزائرية واليمنية تعازيهما للشعب المغربي وأسر ضحايا الزلزال.

وقالت الرئاسة التونسية إنّ الشعب التونسي يتقاسم مع شقيقه المغربي الأسى إثر الزلزال، مؤكدة وقوف تونس إلى جانب الرباط في محنتها، وأنها تضع كل ما لديها من إمكانيات لمعاضدة جهود المغرب.

وعبّر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة -عبر منصة «إكس»- عن تعازيه للمغرب وتضامنه الكامل مع أسر ضحايا الزلزال.

تضامن دولي

قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعازيه للشعب المغربي في ضحايا الزلزال، مؤكدا أن أنقرة تقف إلى جانب المملكة بكل الوسائل الممكنة.

وأعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني -في بيان- عن تعازيه لشعب المغرب وحكومته بعد الزلزال المروع.

وأبدى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعاطفه مع ضحايا زلزال المغرب عبر منصة إكس، قائلا «حزين جدا لفقدان أرواح نتيجة الزلزال في المغرب».

وفي الصين، نقلت وسائل إعلام محلية عن الرئيس شي جين بينغ تقديمه التعزية في ضحايا زلزال المغرب.

ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رسالة تعزية في ضحايا هذا الزلزال -عبر حسابه على منصة إكس- وأعرب عن التضامن مع المغرب خلال هذه الفترة المأسوية.

كما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - في بيان موجه إلى ملك المغرب - أن بلاده تشاطر الشعب المغربي الحزن والحداد، مقدما تعازيه.

ووجه المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم -عبر منصة إكس- التعازي إلى أقارب ضحايا زلزال المغرب، قائلا إن الأنباء الصادرة من هناك مروعة.

كما قدم وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم خالص التعازي لجميع ضحايا الزلزال وأسرهم في المغرب.

وفي إسبانيا، قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز -عبر منصة إكس- إن بلاده تقف إلى جانب ضحايا الزلزال، مقدما تعازيه إلى الشعب المغربي.

من جهتها، أعلنت السفارة الفرنسية في المغرب أنها فتحت وحدة استجابة للطوارئ، معربة عن تضامنها مع الرباط.

في حين عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساعدة بلاده في عمليات الإنقاذ بالمغرب.

وأعربت السفارة الأميركية بالمغرب عن خالص التعازي لضحايا الزلزال، قائلة إنها تتابع الوضع عن كثب، داعية مواطنيها إلى توخي الحذر.

أما الرئيس الأميركي جو بايدن فأبدى حزنه العميق على ضحايا الزلزال.

كما قدم رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي تعازيه إلى ملك المغرب وأسر ضحايا الزلزال.

استعداد للمساعدة

بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن الاتحاد الأوروبي على أهبة الاستعداد لدعم مملكة المغرب باللحظات الصعبة التي تمر بها بعد وقوع الزلزال.

في حين أفاد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن الاتحاد على استعداد لتقديم مساعدات للمغرب.

ومن جهتها، قالت الأمم المتحدة إنها على استعداد لدعم المغرب في جهوده لمساعدة متضرري الزلزال.

كما أفاد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بالاستعداد لدعم الاحتياجات الصحية العاجلة للمغرب.

وقدمت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» تعازيها، مؤكدةً تضامنها مع المملكة لمواجهة أضرار الزلزال، لا سيما ترميم الآثار التي تضررت في بعض المدن التاريخية.

وأبدى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي -عبر منصة «إكس»- استعداد بلاده لمساعدة المغرب بكل الوسائل الممكنة.

وأعلنت الخارجية السويسرية تفعيل «خلية أزمة» لدراسة إمكان إرسال مساعدة إلى المغرب.

وقد صرحت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني بعزم بلادها دعم المغرب في هذا الوضع الطارئ.

وفي «إسرائيل»، أعلنت الحكومة أن وزارتي الخارجية والدفاع تُعدّان فريقا لإرساله إلى المغرب لتقديم العون في عمليات إنقاذ وإسعاف ضحايا الزلزال، قائلة إنها تستعد لذلك بالتنسيق مع السلطات المغربية.

الأكثر قراءة

نصرالله يُحرج المزايدين باختبار «السيادة» : إفتحوا البحر للنازحين! خطة أمنيّة في بيروت الكبرى... و«الخماسيّة» في عوكر «مكانك راوح» جبهات المساندة تنسّق للتصعيد... وإخلاء مُستوطنات جديدة في الشمال