اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أعلنت وزارة الداخلية المغربية مساء أمس، عن ارتفاع عدد ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد إلى 2122 قتيلا و2421 جريحا، في وقت تسابق فرق الإنقاذ الزمن بحثا عن ناجين محتملين، في حين أعلن الديوان الملكي المغربي، ﺣدادا وطنيا لمدة ﺛﻼﺛﺔ أيام وﺗﻧﻛﯾس اﻷﻋﻼم ﻓوق اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟرسمية.

ولليوم الثاني على التوالي، تتواصل عمليات الإنقاذ في المناطق التي ضربها الزلزال ، لا سيما المناطق الجبلية والنائية. وتصعّب طبيعة المناطق المتضررة عمل فرق الإنقاذ، بسبب الوعورة وبُعد المسافات، وصعوبة إيصال المعدات اللازمة.

هذا، وأعلن الديوان الملكي المغربي، ﺣدادا وطنيا لمدة ﺛﻼﺛﺔ أيام وﺗﻧﻛﯾس اﻷﻋﻼم ﻓوق اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟرسمية. وجاء في البيان أن ملك المغرب محمد السادس وجه خلال اجتماع في القصر الملكي في الرباط، بـ»تشكيل ﻠﺟﻧﺔ وزارﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑوﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ مستعجل ﻹﻋﺎدة بناء المنازل المدمرة بسبب الزلزال».

كما توجه الملك المغربي بـ»اﻟﺗﻛفل بالأشخاص الذين صاروا بلا مأوى جراء الزلزال، إضافة إلى التعبئة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻟﻠﺗﺿﺎﻣن ﻣن أﺟل ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم للمواطنين ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة».

إنقاذ وإجلاء الجرحى

وكانت نقلت وكالة «الأنباء المغربية» عن وزارة الداخلية قولها: إن السلطات «تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى ومعالجة المصابين ، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة»، لافتة «إلى أن غالبية الوفيات تتركز في إقليمي الحوز (1293) وتارودانت (452) الأكثر تضرراً جنوب مراكش».

وقال وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي في مداخلة لقناة تلفزيونية: «إن عدداً من القرى الواقعة في محيط مركز الزلزال المدمر اختفت نهائياً»، لافتا «إلى أن عدداً من الأحياء القديمة وبعضها تاريخي في مدينة تارودانت تضرر بشكل كبير».

كما تعرضت عدة قرى في منطقة الحوز مركز الزلزال لدمار كبير، واضطرت السلطات إلى الاستعانة بالطائرات دون طيار لمساعدة الأطقم الميدانية على اكتشاف الجثث، إلى جانب استعمال الطائرات الجوية للقيام بمسح شامل لمختلف الخسائر المادية، ولإيصال المساعدات الإنسانية إلى القاطنين في المناطق الجبلية. وتعد ولاية الحوز مركز الزلزال والأكثر تضرراً حيث توفي 1293 شخصاً، تليها ولاية تارودانت حيث سجلت 452 حالة وفاة، وفي هاتين المنطقتين الواقعتين جنوب غربي مدينة مراكش السياحية دمر الزلزال قرى بأكملها.

تشييع الضحايا

وفي السياق، شيّع المغرب ضحاياه وفق حصيلة رسمية، من المتوقع أن ترتفع مع تواصل عمليات البحث، وفق التلفزيون الرسمي في الرباط.

بالتزامن، أجرى مدير مكتب «اليونيسكو» في دول المغرب العربي إريك فالت، زيارة لمدينة مراكش استغرقت ساعتين، وقال: «بعد كارثة كهذه، الأمر الأهم هو الحفاظ على حياة البشر، ولكن يجب علينا أيضاً التخطيط فوراً للمرحلة التالية».

وأوضح فالت أنّ «المرحلة التالية ستشمل إعادة بناء المدارس والبنايات الثقافية المتضررة من الزلزال»، مضيفاً أنّ «مراكش تضم الكثير من الأماكن التي أدرجتها اليونيسكو ضمن التراث العالمي». كما أفاد بأنّ «صومعة الكتبية (البناء الأكثر رمزية) شهدت تصدعات كبيرة، إضافة إلى الدمار شبه الكامل لصومعة مسجد خربوش بساحة جامع الفنا، كما تضررت أسوار المدينة في العديد من الأماكن».

دعوات إلى التبرع بالدم

الى ذلك، تقاطرت أعداد كبيرة من المغاربة على مراكز التبرع بالدم تلبية لنداء السلطات الصحية، التي حثت المواطنين على التبرع بالدم للمساعدة في إسعاف المصابين نتيجة الزلزال. وفتحت السلطات أكثر من مركز للتبرع بالدم في مختلف مدن البلاد، خصوصاً في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء.

مبادرات دولية لإغاثة المغرب 

في غضون ذلك، أطلقت الجزائر «حملة الأخوّة العاجلة» لمساعدة المتضررين من الزلزال، كما أعلنت فتح مجالها الجوي، المغلق منذ أيلول 2021، أمام الرحلات التي تنقل مساعدات إنسانية وجرحى من جرّاء الكارثة.

وفي طهران، أعلن الهلال الأحمر الإيراني استعداده لإرسال فرق إنقاذ وطبابة إلى المناطق المتضررة المغربية من جراء الزلزال. ومن تونس، غادر فريق من الحماية المدنية إلى المغرب لدعم جهود البحث والإنقاذ، بحسب ما أفادت وزارة الداخلية التونسية. وفي قطر، طلب أمير البلاد إرسال فرق إنقاذ ومساعدات طبية عاجلة من أجل دعم جهود الإغاثة.

وأفادت وسائل إعلام مغربية بوصول فريق إنقاذ تشيكي إلى المغرب للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ.

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، «إنّ واشنطن مستعدة لتقديم أي مساعدة ضرورية يحتاج إليها المغرب لمواجهة هذه المأساة». 

كذلك أعرب رئيس الوزراء الياباني «عن استعداد بلاده لتقديم كل المساعدة الممكنة التي قد يحتاج إليها المغرب».

وعلى مستوى المنظمات الأممية، قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي «إنّه مستعد لمساعدة المغرب على التعافي من المأساة الكارثية للزلزال المدمر الذي ضرب البلاد».

وأعلنت منسقة الأمم المتحدة في المغرب «أنّها تضع إمكانات المنظمة تحت تصرف الحكومة المغربية لتقديم كل المساعدة في هذه الظروف الصعبة».وأفادت منظمة الصحة العالمية ب»أن زلزال المغرب أدّى إلى تضرر أكثر من 300 ألف شخص في مراكش وضواحيها، بينما أعلن الصليب الأحمر الدولي أنّ «المغرب قد يحتاج إلى المساعدة طوال أعوام».

الأكثر قراءة

نصرالله يُحرج المزايدين باختبار «السيادة» : إفتحوا البحر للنازحين! خطة أمنيّة في بيروت الكبرى... و«الخماسيّة» في عوكر «مكانك راوح» جبهات المساندة تنسّق للتصعيد... وإخلاء مُستوطنات جديدة في الشمال