اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تساءلت صحيفة "فورين أفيرز" الأميركية في تقرير، عن احتمال تخلي الغرب عن أوكرانيا، مشيرةً إلى أنه يتعين على كييف أن تستعد لتغيير محتمل في موقف الولايات المتحدة وأوروبا.

وذكرت الصحيفة إنّ التحالف الذي يضم "أغنى دول العالم وأكثرها تقدماً من الناحية التكنولوجية"، يمنح أوكرانيا ميزة بنيوية كبرى.

ومع ذلك، فإنّ الدعم العسكري الغربي يأتي بمخاطره وتحدياته الخاصة، وأوله، اعتماد أوكرانيا الشديد على المساعدات العسكرية والمالية الغربية.

وبسببه، تحول الجيش الأوكراني بعيداً عن البنية الأساسية القديمة والمبادئ التي ميزته خلال حقبة ما بعد الاتحاد السوفييتي، وأصبح يعتمد بشكل كبير على المعدات الغربية والتخطيط الاستراتيجي.

ومن ناحية أخرى، تشن روسيا حرباً على الاقتصاد الأوكراني، الذي سيناضل من أجل أداء وظيفته من دون مساعدة دولية.

ورأت الصحيفة الأميركية أنه لا يمكن ضمان استمرار الالتزام الغربي تجاه أوكرانيا. وتلفت إلى تساؤلات الدوائر السياسية في أوروبا والولايات المتحدة عن الدعم طويل الأمد لأوكرانيا. فيما يظل الترويج لوجهات النظر المؤيدة لروسيا والمعادية لأوكرانيا بشكل علني "أمراً نادراً" على المستوى السياسي.

وبدلاً من ذلك، تميل الشكوك إلى ظهور المناقشات السياسية الداخلية المستمرة منذ فترة طويلة.

 أما في الولايات المتحدة، أصبحت الحرب في أوكرانيا أحدث نقطة اشتعال في الصراع الدائر حول مدى اهتمام الأميركيين بدعم الشركاء والحلفاء في الخارج، والإنفاق عليه.

أما في أوروبا، فرضت جائحة "كوفيد-19"، والتضخم المرتفع في أعقاب الحرب ضغوطاً اقتصادية. وقد بدأ التفاؤل بشأن نجاح أوكرانيا يتلاشى، الأمر الذي أدّى إلى الشعور بعدم الارتياح إزاء اندلاع حرب كبرى مفتوحة على الأراضي الأوروبية.

اقرأ ايضاً: مستشار سابق في البنتاغون: 120 ألف قبر حُفرت في أوكرانيا بعد الهجوم المضادّ

وتابعت أنه في الوقت نفسه، فإنّ التطورات على الخطوط الأمامية - وخاصة الوتيرة البطيئة نسبياً والمكاسب المتواضعة للهجوم المضاد الذي أطلقته أوكرانيا في وقت سابق من هذا الصيف - شجعت المتشككين في الدعم الغربي لكييف. وحتى لو اشتد الهجوم المضاد، فإنه لن ينهي الحرب في أي وقت قريب.

واعتبرت "فورين أفيرز" أنّ أنصار أوكرانيا لا يملكون نظرية واضحة ومتفق عليها لتحقيق النصر، الأمر الذي يشكل عائقاً سياسياً. وخارج أوكرانيا، تهيمن الآن قصص أخرى غير الحرب على الأخبار. وكلما طال أمد الصراع، كلما تراجع الصراع إلى الخلفية، الأمر الذي يغذي تصوراً بعدم الجدوى ويعزز الدعوات لإيجاد حل تجميلي على الأقل.

ووفق الصحيفة، فإنّ الخطر الرئيسي الذي يواجه أوكرانيا لا يتمثل في حدوث تحول سياسي مفاجئ في الغرب، بقدر ما يتمثل في التفكك البطيء لشبكة المساعدات الأجنبية المنسوجة بعناية. ومع ذلك، إذا حدث تحول مفاجئ، فسوف يبدأ في الولايات المتحدة، حيث سيتم طرح الاتجاه الأساسي للسياسة الخارجية الأميركية على ورقة الاقتراع في تشرين الثاني 2024.

وقبل يومين، أفادت صحيفة "برلينر تسايتونغ" الألمانية، في تقرير بأنّ القوات الأوكرانية تتكبد خسائر فادحة خلال الهجوم المضاد، رغم أنّ روسيا لم تستخدم كامل قوتها العسكرية، مشيرةً إلى أنّ قدرات القوات المسلحة الأوكرانية تضعف يومياً، في مختلف المدن والمناطق، تحت وطأة الضربات العسكرية الروسية.

وأقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الجمعة الماضي، بأنّ "التفوق الجوي الروسي يوقف الهجوم الأوكراني المضاد"، مبدياً "أسفه" للتباطؤ في المساعدة العسكرية الغربية، وفي العقوبات التي تستهدف موسكو.

كما نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، تقريراً تضمّن تقييم وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية للوضع الميداني الذي تشهده أوكرانيا، بعد ثلاثة أشهر من الهجوم المضاد، وبرز فيه تحليل للأسباب الأساسية التي أدّت إلى تعثّر الهجوم وتأخر تحقيق أي إنجازات حقيقية حتى الآن، وتوقعات بشأن المرحلة المقبلة. وأكدت استخبارات البنتاغون أنّهم فشلوا في تقدير عمق الدفاعات الروسية.

الأكثر قراءة

لا حرب شاملة والتهديدات لرفع معنويات الداخل «الاسرائيلي» وتماسكه