اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

من الصعب على المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان أن يحقق التقدم، بظل الرفض القاطع للحوار من قبل بعض القوى التي لم يتبدل موقفها، رغم زيارتها الى باريس ولقائها السعوديين، وما إشارة لودريان عن دعم بلاده لمبادرة رئيس مجلس النواب، سوى تأكيد إضافي على غياب أي مبادرة فرنسية جدية.

في الوقت الراهن، بات بحكم المؤكد التراجع الفرنسي عن طرح المقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة، التي كان من المفترض أن تقود رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى القصر الجمهوري، بسبب الضربات التي كانت قد تعرّضت لها المبادرة الفرنسية، نتيجة رفضها من قبل بعض الكتل النيابية اللبنانية.

انطلاقاً من هذا الواقع، لم يعد فرنجية قادراً على الرهان على الدور الفرنسي، على الأقل بالحجم الذي كان عليه هذا الرهان في الماضي، بل بات الإعتماد على إمكانية إقتناع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بالسير به، بناء على المسار التفاوضي الذي يخوضه مع حزب الله، بالرغم من التأكيدات بأن هذه المهمة لن تكون سهلة، أولاً بسبب سقف المطالب التي يريدها التيار، وثانياً بسبب عدم القدرة على حسم المعركة، في حال الوصول إلى تفاهم بين الجانبين.

بالإضافة إلى ما تقدم، لا يمكن تجاهل الرهان المستمر على إمكانية حصول تحولات في المواقف الدولية والإقليمية، الأمر الذي يصب في صالح فرنجية، بالرغم من أن هذا الرهان قد يكون هو الأصعب في الوقت الراهن، في ظل المعطيات التي تؤكد أن غالبية الجهات الخارجية المؤثرة، باتت تميل لصالح مرشح التسوية، حيث ترتفع الأصوات الدولية الداعية الى وصول مرشح جامع.

ما يمكن الحديث عنه اليوم، هو أن حظوظ فرنجية بالوصول إلى رئاسة الجمهورية تتراجع، أو الأقل لا تشهد أي تقدم منذ أشهر طويلة، لكن في المقابل لا يمكن حذفه من المعادلة بعد، طالما أن "الثنائي الشيعي" يصر على إعتباره المرشح الوحيد لديه، في حين أن الجميع يدرك أن الإنتخاب يتطلب التفاهم مع هذا الثنائي، وبالتالي لا رئيس للجمهورية من دون موافقته.

لا يمكن لفريق 8 آذار الاستمرار بالتمسك بالمبادرة الفرنسية، والقول أنها لا تزال قائمة وموجودة، فالواقع يؤكد عدم صحة هذا الإدعاء، والمبادرة ترنحت وسقطت منذ فترة طويلة، عندما رفض الجانب السعودي مبدأ المقايضة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، وبالتالي كل الأحداث التي تلت كانت تُشير الى ان الفرنسيين يحاولون التمسك بقشة مبادرتهم بسبب غياب أي قشة غيرها.

وبحسب مصادر سياسية في هذا الفريق، فإنه يجب عدم استمرار ربط ترشيح فرنجية بالمبادرة الفرنسية، والبحث عن وسائط أخرى تدعم هذا الترشيح، والذي لن يكون التخلي عنه مجانياً، مشيرة الى أن فرنجية أصبح في اجواء الصعوبات التي تواجهه، دون أن يصل الى نقطة التراجع بعد، لكنه يؤمن أن الظروف الحالية، الخارجية بشكل أساسي، ما لم تتغير وتتبدل بشكل مفاجىء وكبير، لن يتمكن من الوصول الى قصر بعبدا.

الأكثر قراءة

توقيف سلامة يطرح علامات الاستفهام وخاصة التوقيت