اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هو مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض، أو مطار القليعات كما كان يعرف سابقاً، يقع في شمال لبنان ويبعد عن الحدود اللبنانية - السورية حوالي 6 كيلومترات. في العام 1941 أنشأ الحلفاء مطار القليعات العسكري على الشاطئ الشمالي.

وفي العام 1960، بات تابعاً لشركة IPC النفطية، وكانت تستخدمه لأغراض مدنية في حركة نقل المهندسين والموظفين والعمال، ما بين لبنان والدول العربية.

وبعد 6 سنوات أصبح تحت إشراف الجيش اللبناني، الذي قام بتوسيعه وتطوير قدراته التكنولوجية، ليصبح من القواعد الجوية الأكثر حداثة في المنطقة حينئذ،.

ووفقا لإتفاق تم بين الدولتين اللبنانية والفرنسية، تم تزويد القوات الجوية اللبنانية بعدد من طائرات الميراج. وخلال الحرب اللبنانية جرى تجميد عمل المطار المذكور، ووضعت الطائرات في المخازن. لكن في العام 1989 كان له دور رئاسي، اذ اجتمع النواب في مطار القليعات وانتخبوا رينيه معوض رئيسا للجمهورية اللبنانية، وبعد اغتياله تمّ تغيير اسم المطار ليصبح مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض.

وفي العام 2010، أعلنت هيئة الطيران المدني في لبنان، أنه تقرّر إنشاء مبانٍ خدماتية في مطار القليعات في الشمال، بهدف تجهيزه لاستقبال وتصدير البضائع، وتسهيل تنقّل الأفراد من الشمال الى بيروت. وبعد سنتين قرّرت الحكومة استعادة المطار من القوات الجوية، وتوسيعه ليشمل منطقة حرة بمساحة 500 متر مربع، وشملت القرارات ربط المطار بطرابلس والشمال بسكك حديدية، ولكن كل هذه القرارات لم توضع موضع التنفيذ.

بإختصار هذه قصة مطار القليعات الشمالي، الذي عاد منذ فترة الى الواجهة ويبدو ان الملف وضع على النار، بسبب المُطالبات بإعادة تشغيله نظرا لأهميته الاقتصادية في منطقة الشمال، ولكونه يُشكّل حلاً لمعضلة الزحمة في مطار بيروت الدولي، مع الاشارة الى انّ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، اعلن عن جلسة خاصة لبحث إمكانية فتح مطار القليعات، الذي يمكنه استقبال طائرات الشحن ورحلات " التشارتر" وفتحه أمام الطيران المدني ورحلات المسافرين، وفي هذا الاطار تزداد المطالبة بتشغيله من قبل سياسيين ونواب خصوصاً من مناطق الشمال، وهنالك العديد من الكتل النيابية التي تبنّت مشروع إعادة تأهيله، وإنطلاقاً من هنا زار عدد من نواب الشمال مرجعيات حزبية للمطالبة بذلك، وتلقوا إشارات ايجابية وفق ما أشار النائب سجيع عطية، املاً الدخول في المرحلة التنفيذية ووضع خطط وآلية عمل، وبتشغيل المطار قريباً.

وكان سبق ذلك زيارة قام بها قبل اشهر قليلة وفد من نواب عكار والمنية، ضمّ وليد البعريني، محمد سليمان، محمد يحيى، أحمد الخير وسجيع عطية، الى مطار القليعات، وشدّدوا على ضرورة ان يكون هذا الموضوع ضمن أولويات أي رئيس جمهورية سيتم انتخابه، وحذروا من استمرار إهمال عكار والشمال، عبر غضّ النظر عن مشاريع من شأنها إنعاش المنطقة.

الى ذلك أكد خبير في هذا المجال، أن موقع المطار على ساحل عكار مناسب لحركة هبوط واقلاع الطائرات المتنوعة، كما لا يوجد في محيطه أبنية تعيق حركة الطيران، ويمكن للطائرات الضخمة الهبوط فيه، وأبدى تشجيعه على إعادة تشغيله بأسرع وقت ممكن من خلال قرار سياسي، ودعا الى تطبيق القانون عبر إنشاء الهيئة الناظمة، والى إعادة تأهيل مبانيه لانها معرّضة لخطر السقوط، وهذا يتطلب ملايين الدولارات، مما يعني ان عنصر المال يقف عائقاً، وهنالك ايضاً عوائق سياسية من قبل البعض، اي كما تجري العادة في لبنان حول كل ملف ، اذ سيترافق مع الانقسامات والتناحرات، والافضل وفق الخبير ان يتم استثماره من قبل شركة اجنبية، وأشار الى انّ شركات اجنبية أبدت رغبتها وموافقتها على ذلك، والموضوع اليوم ينتظر قراراً سياسياً نهائيا بعيداً عن الزواريب الضيقة.

فهل يعاد تشغيله خصوصاً انّ لبنان بحاجة الى مطارات اخرى على غرار كل دول العالم؟.


الأكثر قراءة

توقيف سلامة يطرح علامات الاستفهام وخاصة التوقيت