زادت المواقف الاخيرة لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل من حجم الهوة الآخذة بالاتساع مع حزب الله. فخروجه لدعوة الحزب لتسليم سلاحه فورا والانخراط في مشروع الدولة، واعتباره ان هذا السلاح بات يؤدي إلى ضرر على لبنان، اثار استياء عارما في بيئة الحزب، ودفع الوزير السابق عن الحزب مصطفى بيرم للرد على باسيل قائلا انه "لولا المقاومة ورجالها لما كانت هناك دولة وانتظام دستوري، ولكان "الإسرائيلي" في بيروت، كما حصل في دولة شقيقة مجاورة لنا"، مشددا على ان "اي جهد يجب أن يوجه نحو العدو ووقف عدوانه".
واتهم مناصرو الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي باسيل بـ"قلة الوفاء"، واعتبروا انه "بعدما انتفت مصلحته مع الحزب، بات يبادر الى التهجم عليه وطعنه بالظهر".
وكان لافتا بمواقف باسيل الاخيرة انه زايد على رئيس الجمهورية بملف سلاح الحزب، علما انه وخلال عهد الرئيس السابق ميشال عون لم تُعقد ولا جلسة واحدة لبحث الاستراتيجية الدفاعية. اذ قال باسيل: "الرئيس جوزيف عون أخذ الموضوع بصدره، لكن لم يتحقق أي شيء في هذا الأمر، ونحن لسنا مع إبقاء الحوار حول السلاح عملية شراء وقت". وبهذا الموقف يكون رئيس "الوطني الحر" يتلاقى مع رئيس "القوات" سمير جعجع بالمطالبة بتحديد مهل لسحب سلاح الحزب، ما يطرح من قبل الحزب وجمهوره علامات استفهام كثيرة.
ويبدو ان باسيل يعتبر ان مهاجمة الحزب وسلاحه علنا وبشراسة مصلحة له، في مرحلة تتجه خلالها منطقة الشرق الأوسط الى خارطة نفوذ جديدة، تسيطر عليها دون منازع الولايات المتحدة الاميركية، التي ما زالت تدرجه على لائحة عقوباتها. فحتى انه ردا على سؤال عن التحالف مع حزب الله في الانتخابات المقبلة قال: "لن يكون لنا حليف معين في الانتخابات النيابية المقبلة، بل سنرى المصلحة الانتخابية ولا احد يفرض علينا شيئا".
ويرى الناشط السياسي انطوان نصرالله ان "التيار" والحزب لا يستطيعان ان يستغني أحدهما عن الآخر وبالتحديد في الانتخابات المقبلة، ويقول لـ"الديار" انه، بالسياسة حزب الله بحاجة الى الوطني الحر، لذلك سيسامح مرة جديدة باسيل على مواقفه ويضعها في اطار شد العصب المسيحي، لانه لم يعد لديه غطاء مسيحي وهو بحاجة الى هذا الغطاء". ويضيف: "اما انتخابيا فالتيار بحاجة اكثر الى الحزب لتحسين عدد نوابه".
وفيما يقف "التيار" راهنا وحيدا ومن دون حلفاء، لا يجد الحزب الا حركة "أمل" في صفه، ما يحتّم عليهما صياغة تحالفات اكبر تخدمهما في اللعبة السياسية الداخلية، وبخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية. الا ان تجاوز الطرفين الاساءات ضد بعضهما بعضًا لن يكون بالسهولة التي يتوقعها كثيرون، بخاصة انه وعلى مستوى الجمهور العوني وجمهور الحزب فان الهوة اوسع بكثير منها على مستوى القيادتين، ما سيحتم على الارجح عملا مضنيا خلال الاشهر الـ١١ التي تفصلنا عن موعد الاستحقاق النيابي.
يتم قراءة الآن
-
تفجير المزة... الغموض يزيد من تعقيدات المشهد السوري
-
ضغوط أميركيّة غير مسبوقة لدفع لبنان وسوريا نحو التطبيع مع <إسرائيل> أزمة الرواتب تتفاقم...والموظفون يُلوّحون بإضراب مفتوح
-
جنبلاط يقرأ ويتموضع مع كل تحوّل إقليمي ودولي سلّم سلاح الإقتتال الداخلي لمنع الفتنة ودخولها
-
انفجار يهز العاصمة الأميركية واشنطن!
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:30
ترامب: رفع العقوبات عن سوريا يدعم أهداف الأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية، وإجراءاتنا بشأن سوريا لا تشمل من يهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في الولايات المتحدة وسوريا وجيرانها.
-
23:30
ترامب: إجراءاتنا لا تشمل تنظيم داعش أو غيره من المنظمات الإرهابية أو منتهكي حقوق الإنسان، والحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع اتخذت إجراءات إيجابية.
-
23:24
البيت الأبيض: الأمر التنفيذي بشأن سوريا يدخل حيز التنفيذ غدا الثلاثاء، وهو يبقي العقوبات على الأسد ومساعديه وتنظيم الدولة.
-
23:23
وزير الخارجية السوري: رفع العقوبات عن سوريا يفتح الباب لعملية طال انتظارها لإعادة الإعمار والتنمية، ويساعدنا في الانفتاح على المجتمع الدولي.
-
23:22
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: الولايات المتحدة ملتزمة بدعم سوريا مستقرة وموحدة تعيش في سلام مع نفسها وجيرانها.
-
23:16
البيت الأبيض: ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا.
