اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

سرَق مشهد ترؤس السفير السعودي وليد البخاري اجتماع النواب السُنّة مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بحضور المفتي عبد اللطيف دريان في دارته، الأضواء من الهدف الأساسي لزيارة لودريان الى لبنان، إن لجهة الشكل أو المضمون ومن ثم الرسائل والنتائج، خاصة بعد كل ما قيل عن المشكلة التي تَعيشها المملكة لجهة عدم قدرتها على جمع البيت السُنّي تحت زعامة جديدة يَتعذَّر إيجادها حتى اللحظة بعد إقصائها القديمة...

فمِن ناحية الشكل، تقول مصادر سنية انه لم يتم التركيز عليه "سيادياً"، وتم تجاهله لصالح التركيز على الموقف السعودي المُنتظَر ليُعطي دفعاً "رئاسياً"، لناحية أن موقف المملكة يُعتَبر الفصل في موقف بعض الكتل وتحديداً السُنية منها، لذا يَنسى البعض العبارات السيادية في ذلك الحين ويتجاهل ما يراه، ويتذكّرها حيناً آخر ويتوهّم ما لا يراه...

أما من ناحية المضمون وما حصل خلال الإجتماع، تضيف المصادر، الذي ظهر بتصريحات النواب الحاضرين المتناقِضة، عدا عن المتغيّبين دون دعوة أو بعدم تلبية الدعوة، ما يعني أن هذا اللقاء لم يكن جامعاً حتى بالحاضرين، فالنائب أشرف ريفي خرج بتصريح أقرب لموقف "القوات"، والنائب فؤاد مخزومي كانت تصريحاته أقرب لموقف "التغييريين"، وما يجمع النائبين الهجوم على حزب الله ورفض الحوار. أما النائب فيصل كرامي فقد خرَج مؤكِّداً على أهمية الحوار من أجل الوصول الى تفاهمات فيما خص الرئاسة، ما يعني أن قدرة المملكة على جمع النواب السُنّة تقتصر على الصورة فقط، وإن كانت ناقصة.

وفيما يتعلّق بالرسائل، تشير المصادر الى انه كما النواب السُنّة يحتاجون الى حضور متماسِك ومؤثِّر في الإستحقاقات الحالية، كذلك المملكة تحتاج الى هذا المشهد، فمِن ناحية تُثبت حضورها ودورها وموقفها الذي تُسأل عنه والذي اختارت الإجابة عليه بصورة، ومن ناحية أخرى تُثبت أنها لا زالت مرجعية تستطيع الجمع تحت لوائها، بعد تحميلها مسؤولية شرذمة السُنّة، وتغييب موقفهم ودورهم في انتخابات رئاسة الجمهورية وحصره بين الشيعة والمسيحيين، بعد أن أقصت زعيمهم ولم تنجح حتى اللحظة بخلق أو إيجاد زعامة بديلة، وحتى ذهابها باتجاه رأس الطائفة، أي المُفتي، لم يَنجح كخيار بديل عن وجود زعيم، فالطائفة السُنية تحتاج لزعيم سياسي يكون بمثابة ضابط إيقاع محلّي يقودها ويستعيد حضورها السابق.

أما في النتائج، فالخطوة من الناحية العملية، برأي المصادر، لم تُحقِّق نجاحاً وأظهرت صعوبة قدرة الرياض على لململة البيت السُني وأن المهمة لن تكون سهلة، فهي حتى لو استطاعت كسب النواب المحسوبين على "تيار المستقبل"، فحتى اللحظة لم تستطع استعادة ودْ الشارع "المستقبلي" الذي كان سابقاً حيالها...

إذاً، تعتبر المصادر ان المملكة أظهرت بنفسها تراجع قدرتها على التأثير في البيئة السُنيّة، وأنها لا تستطيع أن تَحل مكان أو تأخذ دور زعيم محلّي، ولمست صعوبة خلق زعامة جديدة، وأن رحلة استيعاب الشارع السُنّي لن تكون نزهة، وإنما مهمة بغاية الصعوبة، وأن خطوتها هذه غير كافية، فهي على الأقل تحتاج لعدة خطوات متتالية لتتمكّن من إحداث خرق ما في المشهد الحالي، لكن بُحلّة جديدة.


الأكثر قراءة

توقيف سلامة يطرح علامات الاستفهام وخاصة التوقيت