اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الخطة الصهيونية الغارقة منذ مئات السنين في اذهان اليهود، والتي تجسّدت فعليا منذ مئتي سنة عبر مؤتمري بال ولوزان في سويسرا، نجحت الى حد كبير، نظرا لعدم وجود خطة نظامية مضادة لها، تشمل الشرق الاوسط كله والعالم العربي.

هذه الخطة الصهيونية، هي لالغاء كامل فلسطين شعبا وارضا وبلدات ومدنا، وكل حياة الشعب الفلسطيني. هي ابعد من فلسطين عبر الهيمنة على الدول المجاورة لها، اضافة الى العالم العربي، من خلال البرامج التربوية والاختراعات في كل المجالات، سواء الادوية ام التكنولوجيا ام الالكترونيات وغيرها وغيرها.

هذه الخطة الصهيونية، ليست خطة استعمارية عسكرية او سياسية لخدمة مصالح مالية عليا، كما حصل ايام الاستعمار الفرنسي والبريطاني سواء بعد الحرب العالمية الاولى ام بعد الحرب العالمية الثانية، بل هي خطة لإلغاء كامل فلسطين عن الخريطة، وإلغاء حق شعبها في الحياة، هذا الشعب الاصيل في ارضه منذ 3 آلاف سنة وما يزيد.

الخطة الصهيونية لو كانت استعمارا، لكان الشعب الفلسطيني اسقطها، لكنها خطة إلغاء وجود لكامل وطن الفلسطينيين، ومَن اعتقد ان المشروع الصهيوني هو اقل بكثير من ذلك، كان يعيش وهما، فالمخطط هو خطر وجودي ليس على فلسطين فقط، بل ابعد من فلسطين ودول جوارها، ويمتد الى العالم العربي كله.

لقد ارتكب وزير خارجية بريطانيا جريمة بحق الشعب الفلسطيني، عندما اصدر وعد بلفور الذي جاء فيه انه يعد باسم المملكة المتحدة البريطانية الشعب اليهودي باعطائه وطنا على حساب الشعب الفلسطيني ووطنه وارضه، ثم استمر الانتداب البريطاني في جريمة اكبر، حينما قام بتهجير الشعب الفلسطيني الى جانب المنظمات الارهابية الصهيونية، وهي «الهاكانا» و»الارغون»، حيث قامت هذه المنظمات المجرمة بمذابح ضد الشعب الفلسطيني في كامل بلداته ومدنه وقراه، ما ادى الى النزوح من فلسطين والعيش في مخيمات، والفلسطينيون النازحون لا يزالون يحتفظون حتى اليوم بمفاتيح منازلهم التي تركوها مرغمين، على اثر المذابح التي حصلت بحقهم.

ان الذين اعتقدوا ان طبيعة الكيان الصهيوني هو كيان سلمي، وقاموا بالتطبيع معه مثلما فعل الرئيس المصري انور السادات، انما انتهى بمقتله في عرض عسكري في القاهرة، كما ان الرئيس المصري حسن مبارك الذي استمر في التطبيع مع الكيان الصهيوني وجد نفسه امام محاكمة ثم بسجن نجليه جمال وعلاء، ولاحقا وصل الرئيس محمد مرسي الى الرئاسة المصرية، وعمل على تركيز عقيدة «الاخوان المسلمين» بدل تخفيض مستوى التطبيع مع الكيان الصهيوني، توفي في السجن، الى ان تم انتخاب الفريق الاول عبد الفتاح السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية، واقام موقعا هاما لمصر، حيث اعاد بناء الجيش المصري بقوة كبيرة، واستطاع حفظ الامن الوطني والقومي، ولم يقم باي زيارة الى القدس او تل ابيب، وهذا ما جعله على مسافة كبيرة من التطبيع مع العدو الاسرائيلي.

اما الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي وقع اتفاق اوسلو في واشنطن مع رئيس وزراء العدو الاسرائيلي رابين، لم يبق للسلطة الفلسطينية اي اثر من اتفاق اوسلو، حتى استباح الجيش «الاسرائيلي» رئاسة السلطة الفلسطينة في رام الله، كما انه حاليا يجتاح بلدات وقرى الضفة الغربية كلها، ويقتل المقاومين والابطال الفلسطينيين الذين يدافعون عن آخر ما تبقى من وجود تحت الاحتلال الاسرائيلي الظالم.

والعار ان السلطة الفلسطينية تسجن الآلاف من المقاومين الفلسطينيين الذين قاوموا الاحتلال، كما انها مؤخرا ويا للعار، تتلقى عشرات المدرعات والعربات المصفحة من صنع «اسرائيلي»، اضافة الى ما تحتاجه من بنادق وذخائر، على ما تم اعلانه من قبل قناة 12»الاسرائيلية»، واذا لم يكن الخبر صحيحا، فيجب على السلطة الفلسطينية ان تنفي ذلك، لكن ما يقوله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقد شاهدناه على شاشة التلفزة، حيث يدعو للمقاومة السلمية.

فبالله عن اي مقاومة سلمية يسأل الرئيس محمود عباس؟ وهل العدو الاسرائيلي يمارس الاحتلال المدني ام يمارس الاحتلال الوحشي الظالم بحق الشعب الفلسطيني كله؟

ان لبنان القوي اليوم، الذي يحاول العدو الاسرائيلي اثارة النعرات الداخلية في صفوف شعبه، فمثلا يعلن رئيس اركان جيش العدو بانه سيزيل الخيمتين اللتين اقامتهما المقاومة في مزارع شبعا وبالقوة، ثم مؤخرا يعلن ان حزب الله انجز بناء مطار خطير على بعد عشرين مترا من الحدود اللبنانية – الفلسطينية، وهنا للاسف قامت قيادات لبنانية بالتحذير من هذا العمل، ومنهم من اعلن ان هذا المطار هو مطار ايراني، في وقت سكت العدو الاسرائيلي عن ذكر اي شيء، فيما بقيت اصوات قيادات لبنانية تحذر من الموضوع.

لقد انتهى زمن العدو الاسرئيلي في زرع الفتنة في صفوف اللبنانيين، او التهديد او اطلاق مواضيع تشكك في وحدة الصف اللبناني، لكن يجب ان نقول منذ تهديد جيش العدو بعد اقامة الخيمتين في مزارع شبعا، حتى اعلانه مؤخرا عن بناء المقاومة لمطار عسكري هام في جنوب لبنان، فان الامر لم يعد ينطلي على احد، والمطلوب من اي طرف داخل لبنان ان لا ينجرّ الى هذه المزاعم.

انتهى زمن المؤامرة الاعلامية او الخطة السياسية او الخطر الوجودي على فلسطين او على لبنان.

انتهى في فلسطين، لان المقاومة البطولية على مدى الضفة الغربية المحتلة شاهدة على ذلك.

انتهى في لبنان، لان لبنان اصبح هو القوي ويردع العدو الاسرائيلي، ويحقق الانتصارات منذ انتصار عام 2000 الى انتصار عام 2006، حيث تم ردع جيش العدو الاسرائيلي وتم اعلان لبنان القوي.

سيستيقظ الشرق كله والعالم العربي، لا بل ابعد من العالم العربي، على ان الخطة الصهيونية تهدد السلم العالمي كله، لان الشرق الاوسط ليس بعيدا عن اوروبا وعن آسيا، وان الولايات المتحدة التي تدعم الكيان الصيهوني وتقدم له السلاح المتطور، يجب ان تدرك انها ستخسر كثيرا على مستوى العالم العربي، ما لم يتوقف الحلف الاميركي - الاسرائيلي ضد شعبنا، وعندما نقول شعبنا نقصد العالم العربي بكل شعوبه.

شارل أيوب

الأكثر قراءة

حزب الله يستبعد الحرب الشاملة والموفد الألماني غادر دون «جوابٍ» استشهاد القيادي محمد ناصر والمقاومة تمطر قواعد العدو بالصواريخ هل طرحت البطريركية المارونية صلاح حنين على» الثنائي الشيعي»؟