اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في خطوة قرأ فيها كثيرون ايجابية على صعيد عودة الحياة الى الاتفاق النووي الايراني، انجز امس الاتفاق الذي سبق ان تم التوصل اليه بين الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الاسلامية، في وقت كانت واشنطن تعلن فيه عن فرض عقوبات جديدة على وزارة الاستخبارات الإيرانية و الرئيس السابق أحمدي نجاد ،اذ افيد بأن قطر أكدت لواشنطن وطهران تحويل أموال إيرانية مفرج عنها بقيمة 6 مليارات دولار إلى بنوك في الدوحة، في حين قالت طهران، إن مسار تنفيذ الاتفاق لتبادل السجناء والإفراج عن أموالها ”يتقدم بشكل جيد”.

فقد وصلت مساء امس طائرة قطرية تقل 5 أميركيين كانوا محتجزين لدى السلطات الإيرانية إلى مطار حمد الدولي في الدوحة، بموجب صفقة تبادل سجناء تمت بوساطة قطرية.

وكان في استقبال المفرج عنهم مسؤولون قطريون وأميركيون بينهم السفير الأميركي في الدوحة، أشرفوا على تنفيذ هذا الجزء من صفقة التبادل، التي تتضمن أيضا الإفراج عن خمسة سجناء إيرانيين في أميركا، بالإضافة إلى وصول الأموال الإيرانية المفرج عنها من كوريا الجنوبية إلى الحسابات الإيرانية المسجلة في مصرفين قطريين.

وقال مصدر لوكالة «رويترز» إن السجناء الأميركيين المفرج عنهم غادروا بعدها بساعات على متن طائرة ثانية الدوحة صوب الولايات المتحدة. فيما ذكرت قناة ”برس تي في” الإيرانية أن مواطنين إيرانيين أطلق سراحهما في إطار الصفقة وصلا إلى طهران قادمين من الولايات المتحدة عبر قطر.

بايدن يشكر

وفور تنفيذ بنود الاتفاق، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن بعد وصول السجناء الأميركيين إلى قطر، الى أننا «سنواصل فرض عقوبات على إيران، وفرضنا عقوبات على الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد ووزارة المخابرات الإيرانية». وشكر بايدن، أمير قطر تميم بن حمد وسلطان عمان هيثم بن طارق «لمساعدتهما على التوسط في الاتفاق على مدى عدة أشهر». كما عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن «تقديره العميق» للدور الذي لعبته قطر خلال العامين الماضيين في التوسط في الاتفاق مع طهران، مؤكدا أن مفاوضات صفقة تبادل السجناء مع إيران منفصلة تماما عن علاقات واشنطن مع طهران.

وأشار بلينكن إلى أنه منذ اليوم الأول كانت الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية متاحة لأغراض إنسانية للشعب الإيراني، مؤكدا أن لدى بلاده الآليات التي تمكنها من الإشراف على أوجه إنفاق الأموال الإيرانية المفرج عنها بموجب الصفقة.

رئيسي: عمل انساني

كما اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إطلاق سراح الأميركيين الخمسة مزدوجي الجنسية «عملا إنسانيا بحتا»، قد يفتح المجال لإجراءات إنسانية أخرى في المستقبل بين طهران وواشنطن.

دور قطر

بدوره، قدم رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «الشركاء» الذين أسهموا في نجاح الاتفاق الأميركي الإيراني، لا سيما سلطنة عمان، مؤكدا أن قطر مستمرة في المساهمة في كل ما من شأنه تعزيز أمن المنطقة والعالم. كما عبر عن أمله في أن يمهد الاتفاق الأميركي الإيراني بشأن تبادل السجناء إلى مزيد من التفاهمات، وفق تعبيره. وكانت الخارجية القطرية قد أعلنت في وقت سابق بدء تنفيذ اتفاق الوساطة بين واشنطن وطهران، بإطلاق الأخيرة سراح 5 أميركيين، وتحويل الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية لقطر.

وأعلن وزير الدولة بالوزارة محمد الخليفي في بيان، أنه «كجزء من تنفيذ الاتفاق، تم تحويل الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا إلى الدوحة وقطر ستبدأ في تفعيل القناة المصرفية الإنسانية”. واعتبر الخليفي أن ”تنفيذ هذا الاتفاق له دلالة على مكانة دولة قطر كشريك دولي موثوق به في مجال الوساطة، وثقة الأطراف كافة في نزاهتها وحيادها».

وأعرب عن أمل بلاده في أن يفضي التنفيذ الكامل للاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران إلى تفاهمات أكبر تشمل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).

ويأتي تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة وسط تصاعد التوترات بشأن محاولة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، ومواصلة إيران نشاطها النووي الذي تعترض عليه دول الغرب، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

الأكثر قراءة

الزلزال السعودي: علاقات مع "إسرائيل"