اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انهيار المبنى المصنف ضمن الابنية التراثية في محلة الزاهرية بطرابلس، اعاد الى الواجهة ملف الابنية المتصدعة في طرابلس، وضرورة الاسراع في اخلائها، وايجاد اماكن ايواء للعائلات للمباشرة في ترميمها وتدعيمها وحماية المواطنين من الكوارث.

انهيار مبنى الزاهرية أحدث ضجيجا مرعبا في المدينة، لكن جاءت العواقب سليمة هذه المرة، واقتصرت على اضرار مادية وجروح طفيفة لدى بعض المارة .. كما كشف انهيار المبنى خلافات حاصلة في وزارة الثقافة عرقلت قرار هدم المبنى التراثي.

ويبدو ان تبعات الزلزال المدمر الذي ضرب سواحل تركية وسوريا في ٦ شباط الماضي، لا يزال يرخي بظلاله على مدينة طرابلس التي تأثرت بارتدادات ذاك الزلزال، حيث تعرضت بعض ابنيتها التراثية والاثرية للتصدع واصبحت عرضة للسقوط، وهذا ما حصل بالفعل يوم امس، حين انهار احد الابنية التراثية في منطقة الازهرية دون ان يخلف كوارث بشرية، بل تسبب بحالة خوف كبيرة في المنطقة، خصوصا وانها تضم ابنية تراثية واثرية معرضة للانهيار في اية لحظة.

فمنذ الهزة الارتدادية التي ضربت لبنان، ومناشدات عديدة يوجهها سكان الابنية الآيلة للسقوط، حيث يطالبون البلديات والجمعيات والمسؤولين بالاسراع بترميم هذه الابنية او تدعيمها قبل ان تقع الكارثة، لكن احدا لم يلب هذه المناشدات.

يعيش معظم سكان المدينة القديمة، خصوصا في اعرق الاحياء التاريخية الطرابلسية، حالة ذعر يومي، وهواجس تقلق راحتهم خشية انهيار المباني على رؤوسهم في اية لحظة، خصوصا وان الهزة الارضية التي ضربت تركيا وكان لها ارتدادها المخيف على لبنان، ترك اثرا كبيرا على الابنية، فزاد من تشققات المنازل وتصدعها، وباتت ابنية المدارس وبعض المؤسسات في معظم احياء المدينة عرضة للانهيار، خصوصا في التبانة والزاهرية وضهر المغر والسويقة والاسواق الاثرية . وبعد مناشدات عديدة قامت فرق هندسية من بلدية طرابلس بعملية مسح لهذه المباني الاثرية، فتبين ان معظمها يحتاج الى الصيانة وترميم وتدعيم، واخرى معرضة لاحقا للانهيار.

اما في منطقة الزاهرية التي تعتبر من اعرق الاحياء التاريخية، وتشتهر بابنية ذات اشكال هندسية اوروبية وعثمانية، حيث تم الكشف عليها من قبل ١٧٠ مهندسا، تبين ان هذه المنطقة لحقت بها اضرار بالغة، وينبغي اخلاء المنازل المعرضة للسقوط، خوفا من الانهيارات الجزئية في اسرع وقت.. واكدت مصادر حينها ان حالة المباني التي وصلت اليها في هذه المنطقة، هو ناتج عن الاهمال الممنهج للمباني القديمة التاريخية، اضافة الى المخالفات من بناء الاسطح، وتراخي السلطات في حماية هذه الابنية من عوامل السنين.

واوضحت هذه المصادر ان منطقة الزاهرية تشهد في السنوات الاخيرة اكتظاظا سكانيا، نتيجة انخفاض اسعار المنازل فيها، اضافة الى ان المنزل الواحد يعيش فيه اكثر من عشرة اشخاص حتى لو كان يضم غرفتين، وبسبب ضيق الحال يرفض السكان المغادرة، خصوصا ان المعنيين والمسؤولين لن يقدموا لهم اية حلول بديلة او اماكن ايواء.

وقبل عام انهار جزء من مدرسة رسمية على الطالبات في منطقة جبل محسن، وتوالت بعد ذلك الانهيارات حيث انهار مبنى في منطقة ضهر المغر على قاطنيه، اضافة الى انهيار مبان في احياء الميناء القديمة.

سلسلة انهيارات تشهدها احياء طرابلس، وما يحصل يؤكد توقعات المهندسين الفنيين الذين سبق لهم ان اجروا كشفا ميدانيا، وخلصوا الى ضرورة عدم التهاون في انقاذ الابنية التراثية، وضرورة ايجاد حلول سريعة للعائلات التي يطلب منها اخلاء المنازل المتصدعة بسرعة قبل وقوع الكوارث.

وذكرت مصادر الاهالي ان البناء الذي انهار جزئيا مساء الاثنين، كان قد أخلي من ساكنيه منذ زمن لافتقاده الى ابسط قواعد الامان، وان قرارا قد صدر بهدمه لاشادة مكانه بناء بنفس المواصفات التراثية، وان التأخر في هدمه ناتج عن خلافات حصلت بين وزير الثقافة ومدير عام الوزارة، مما عرقل معاملات الاذن بهدمه.

وارتفعت الاصوات المطالبة بتسريع ملف الابنية المتصدعة والآيلة للسقوط في طرابلس، حيث التسويف والمماطلة سيد الموقف على هذا الصعيد.

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة