اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مرة جديدة يخيب ظنّ المسؤولين اللبنانيين حول نتائج استحقاقات ينتظرون منها المساهمة بحل مشاكلهم السياسية، وإنهاء الفراغ الذي يقبع به لبنان على المستوى الرئاسي، فما كان ينتظره هؤلاء من لقاء اللجنة الخماسية في نيويورك لم يتحقق، لا بل يمكن القول أن النتائج جاءت عسكية، بحسب ما تصفها مصادر سياسية بارزة.

لم يأت كلام رئيس الحزب "الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط عن العودة الى نقطة الصفر بعد لقاء الخماسية من العدم، بل هو مبني على ما حصل في الاجتماع، الذي انتهى بتأكيد الخلاف بين أعضاء اللجنة حول مقاربة الملف اللبناني.

وتُشير المصادر السياسية الى أن الخلاف ليس مستجداً بين الفرنسيين من جهة، والأميركيين والقطريين والسعوديين من جهة ثانية، بل كان الخلاف قائماً في لقاء الدوحة واستمر في لقاء نيويورك، على عكس كل ما كانت تنقله بعذ المعلومات عن اتفاق اللجنة حول آلية العمل.

بحسب المصادر تمسكت فرنسا بمساعيها الرئاسية، بينما كان للفريق الآخر موقف مغاير يتضمن ضرورة وضع مهلة زمنية محددة للمبادرة الفرنسية، يُصار بعدها بحال فشلها، وهم يعلمون أنها ستفشل، الى اعلان انتهاء المبادرة والكشف عن مبادرة أخرى يكون حاملها القطري الى بيروت، وهو الذي أجّل زيارته الى لبنان لأن قطر لا ترغب بأن تدخل بمبادرة ما لم تكن المبادرة الفرنسية قد انتهت.

توُشير المعلومات الى أن القطريين سيحاولون لعب دور ما على صعيد اللجنة الخماسية لتوحيد وجهات النظر، وهو ما تعتبره المصادر عودة الى الوراء، فمن كانت ينتظر مبادرة الخماسية للتوسط بحل لبناني، عليه أن ينتظر المبادرة القطرية لحل خلافات أعضاء هذه اللجنة، وبالتالي لن يكون في لبنان حل قريب، وما حصل في نيويورك سيجعل الفرنسيين يفكرون مئة مرة في شكل العودة الى لبنان، لأن الزيارات المتكررة دون أي نتائج تضرب صورة فرنسا كدولة كبرى، وهو ما بات يستشعره الرئيس الفرنسي.

إن هذه الضربة الجديدة التي تتعرض لها المساعي الفرنسية، حيث لم يعد ممكناً الحديث عن مبادرة، سيكون لها ارتدادتها في لبنان حيث ارتفعت أصوات تحاول ضرب فكرة الحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فإذا كانت مواقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من الحوار موجهة بالدرجة الأولى الى حزب الله، بعد لقاء محمد رعد مع قائد الجيش جوزاف عون، إلا أن مواقف البطريرك بشارة الراعي لا يمكن أن تُفسر سوى بسياق توجيه ضربة إضافية للدعوة الى الحوار، والتي ستتأثر حكماً بما يقرره الفرنسي بعد خلافات نيويورك، لذلك سيكون على رئيس المجلس، الذي لا يزال مصراً على دعوته، أن يدرس هذه الخطوة بشكل جيد، فبظل الخلافات الخارجية لن يكون للداخل أي قدرة على التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.

وفي الوقت الذي تترنح به المبادرات الخارجية، هناك في لبنان من يُعد العدة لترشيح قائد الجيش جوزاف عون بشكل مباشر، وهو ما لن يكون في صالح عون، لأن طرح ترشيحه من قبل جهة لمواجهة مرشح فريق آخر سيُضعف حظوظه، تماماً كما حصل مع ترشيح جهاد أزعور، حيث كانت نصائح الثنائي الشيعي واضحة له بهذا الخصوص، عندما نصحوه بأن لا يرضى بأن يكون مرشح جهة ضد مرشح جهة اخرى.


الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة