اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هذا احتلال للبنان، اذا كان الوجود عشوائياً الى هذا الحد، كثيفاً الى هذا الحد، مثيراً للشكوك الى هذا الحد. من يدري أي نوع من الأشباح تختبئ في المخيمات، اذا لاحظنا كمية الأسلحة التي عثر عليها الجيش اللبناني؟

من الطبيعي أن تحاول أكثر من جهة تشكيل خلايا داخل المخيمات لتحريكها في الوقت المناسب، ما دام هناك مَن وضع السيناريوات الخاصة بتفجير الوضع السوري...

الأحاديث تتقاطع حول تلك السيناريوات، الى حد التساؤل حول ما يجري على الخط الأميركي ـ "الاسرائيلي"، وحول تداعيات ذلك على الساحة اللبنانية.

للتذكير كنا أول من نبّهنا الى الرهان الساذج على ما تسفر عنه لقاءات واتصالات اللجنة الخماسية، لأن كلاً من أعضاء اللجنة له رأيه ورؤيته لمستقبل لبنان، الذي تعتبر المؤسسة اليهودية بتمددها الأخطبوطي، أنه بات عبئاً استراتيجياً على المنطقة. لولاه لما كان هناك من موطئ قدم لآيات الله لا في لبنان، ولا في سوريا، ولا في العراق، وحتى في اليمن!

ولكن ألم يستعمل "الاسرائيليون" هذه الذريعة للدفع في اتجاه خراب تلك الدول، والى حد السعي الى تفكيكها، واستعادة المشروع الذي أعده الثلاثي الجهنمي في عهد جورج دبليو بوش (ديك تشيني، بول وولفوويتز، ريتشارد بيرل) حول "الشرق الأوسط الكبير"؟

لا بد أن يكون الرئيس نجيب ميقاتي على بيّنة من الأخطار التي تحدق بالمنطقة، والى حد الكلام عن "الشرارة الأوكرانية التي ستنتقل قريباً الى سوريا". كيف ومتى؟ ما نعلمه أن لبنان سيكون الامتداد الجيوسياسي للساحة السورية. بالأحرى... للنيران السورية.

كان يفترض برئيس حكومة تصريف الأعمال ألاّ يناشد القوى العظمى بكل تلك اللياقة، وبكل تلك الدماثة. لماذا لم يرفع الصوت في وجه تلك القوى، ليقول ان حكومته امام خيارين اما أن يفتح باب النزوح أمام اللبنانيين بعدما ضاق أمامهم العيش، وضاقت أمامهم الحياة، أو أن يفتح شواطئه أمام النازحين السوريين للتوجه الى الموانئ الأوروبية. هذه هي اللغة التي استخدمها رجب طيب اردوغان، وتلقفها الأوروبيون بهلع...

من الطبيعي، اذا بقيت الدولة في حال التحلل، أن يغدو وضع المخيمات السورية على شاكلة المخيمات الفلسطينية. جبخانات لكل أنواع الأسلحة، ولكل أنواع الفصائل، خارج سلطة الدولة اللبنانية، لتدار فسيفسائياً من أجهزة الاستخبارات على أنواعها.

لنتنبه الى أن الاسلاميين الذين نقلوا تورا بورا بكل أهوالها الى العمق اللبناني، موجودون بكثافة في المخيمات السورية، بانتظار لحظة ما أو ضوء أخضر ما.

قطعاً، الوفد الأميركي الذي يشارك في الجلسات الفولكلورية للجمعية العامة للأمم المتحدة، كي يتمتع بالنتائج الكارثية للأزمات التي تولى تصنيعها، ويتولى ادارتها، على امتداد الكرة الأرضية، يدعم نزوح اللبنانيين، المسألة التي طالما وضعت على الطاولة. هذه المرة لن يقتصر النزوح على المسيحيين. الجميع يحزمون حقائبهم للرحيل. هذا ما يراهن عليه العقل التوراتي بوصف هنري كيسنجر لبنان بالفائض الجغرافي ليعقبه على الفور، وصف أرييل شارون له بـ... "الخطأ التاريخي".

كل مكان آخر أفضل من الدوران السيزيفي داخل الحلقة المفرغة، وحيث التفكك الدرامي لكل مقومات السلطة. أحد معلقي "لوباريزيان" قال ان جان ـ ايف لودريان عاد وهو على حافة الغثيان.

لا نتصور أن باربرا ليف وآموس هوكشتاين يفكران بطريقة مختلفة عن دنيس روس، واليوت أبرامز في النظر الى الوضع اللبناني .ابقاء الستاتيكو الى حين تدق الساعة السورية والعراقية، وحتى الساعة الفلسطينية.

لا شك أن غالبية النازحين السوريين هم ضحايا تلك اللعبة المجهولة والمجنونة. هناك من يشدد على بقائهم في لبنان كوقود في تلك الجهنم التي تنتظرنا...

احتلال سوري للبنان؟ ولكن أي نوع من الاحتلال والى أين يمضي بسوريا وبلبنان؟ السؤال الى من يحول دون اعمار سوريا لتبقى "المقبرة"، كما قال بتلك الفظاظة وبتلك الحمولة التوراتية، الملياردير النيويوركي شلدون ادلسون قبيل وفاته...


الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة