اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في تاريخ لبنان القديم والحديث ان الدول التي احتلته وبسطت نفوذها عليه كانت تقرر مصيره وان حصلت بعض حالات التمرد الشعبية او المطالبة بالاستقلال لكن اللبنانيين لم يتمكنوا من ان يحكموا بأنفسهم او يحافظوا على سيادة بلدهم وعندما اعلنت "دولة لبنان الكبير" في اول ايلول 1920 كانت بقرار من فرنسا وكان يقع تحت انتدابها والبعض يستخدم عبارة استعمارها.

فمنذ السلطنة العثمانية الى الانتداب الفرنسي ثم النفوذين البريطاني والاميركي وبعدهما المصري والاحتلال الاسرائيلي وقبله الوجود الفلسطيني المسلح ثم دخول القوات السورية وادارة الملف اللبناني من قبل الامن السوري فلم يكن لبنان في كل الحالات صاحب قراره بل مطلوب منه او مفروض عليه او استدعاء اطراف النزاع اللبنانيين الى هذه الدولة او تلك لابلاغهم بالتسوية المعقودة يبن دول لها تأثيرها في لبنان وهكذا ولد اتفاق الطائف عشية بدء انتهاء الحرب الباردة بين اميركا والاتحاد السوفياتي الذي كان بدأ ينهار وتتفكك دوله في المنظومة الاشتراكية.

ولبنان في هذه المرحلة بعهدة "اللجنة الخماسية" المكونة من اميركا وفرنسا السعودية ومصر وقطر وربط مصيره بما ستقرره عنه وفق مصدر سياسي الذي يشير الى ان دولة او اثنتين كانتا تتفقان وتقرران عن لبنان سواء في انتخابات رئاسة الجمهورية او مسائل تتعلق بالنظام السياسي وكانت اميركا اللاعب الاساسي الاول على الساحة اللبنانية وتشاركها احيانا دولة اخرى كما في اتفاق الرئيس المصري جمال عبد الناصر والمبعوث الاميركي ريتشارد مورفي (الاول) الذي سمى قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية في العام 1958 اثر احداث وقعت في لبنان وادت الى صدام عسكري بين مجموعات حزبية.

ولبنان بدأ اول انتخابات رئاسية في العام 1943 باستحضار بريطاني للرئيس بشارة الخوري وهو ما حصل في كل الاستحقاقات الرئاسية الـ 13 حيث طبعت كلها بتدخل خارجي يقول المصدر وحصل اتفاق في العام 1988 بين الرئيس السوري حافظ الاسد والموفد الاميركي وكان اسمه ريتشارد مورفي ايضا على اسم النائب مخايل الضاهر فتم رفضه من قوى مسيحية لا سيما "القوات اللبنانية" وقائد الجيش انذاك العماد ميشال عون فحذرهم او هددهم "بالفوضى" وهذا ما حصل ودخل لبنان في "حرب تحرير" قادها عون ضد الوجود السوري ثم "حرب الغاء" خاضها الثنائي عون – جعجع ضد بعضهما على من يملك "القرار المسيحي".

ومصير لبنان او انتخابات رئيس الجمهورية هي في عهدة "اللجنة الخماسية" فتحصل اذا توافق اعضاؤها في وقت رفضت قوى سياسية لا سيما المسيحية الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري وحدده بسبعة ايام على ان يعقبه مباشرة عقد جلسات متتالية حتى الوصول الى انتخاب رئيس الجمهورية الا ان رفض مكون سياسي مسيحي الحوار او وضع عراقيل وشروط امامه كما فعل رئيس "تكتل لبنان القوي" النائب جبران باسيل حيث علق او جمد رئيس مجلس النواب مبادرته واطلق مواقف متشائمة حول مستقبل لبنان المجهول الذي ينتظر ما ستقرره "اللجنة الخماسية" او ما سيحمله معه الموفد القطري او سيعود به الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.

فكما في كل استحقاق رئاسي فان رئيس الجمهورية لا يصنع في لبنان بل هو نتاج قرار خارجي قد يكون لدولة او لاخرى معها حيث كانت سوريا هي من تسمي رئيس الجمهورية بعد اتفاق الطائف الذي سلمت امر تنفيذه لسوريا كل من اميركا والسعودية فانتخبت الرئيس رينيه معوض في 5 تشرين الثاني 1989 في مطار القليعات بشمال لبنان لكنه اغتيل بعد اسبوعين ليخلفه الرئيس الياس الهراوي اذ كانت القيادة السورية تركز على مرشح للرئاسة من الاطراف المجاورة لسوريا او لشخصية لا تطعن بمصالح سوريا واقامة العلاقة المميزة معها.

من هنا تراجعت فرنسا عن مبادرتها بدعم وصول سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية على ان يأتي الى رئاسة الحكومة شخص لا يزعج السعودية او يقلق اميركا لكن هذا المرشح الذي ايده الثنائي حركة "امل" "وحزب الله" لم يتمكن من الحصول على اصوات تؤهله للفوز برئاسة الجمهورية لا في الدورة الاولى حيث نال 51 صوتا ولم تعقد الجلسة في الدورة الثانية مباشرة بعد ان اقفل الرئيس بري المحضر وهو ما ينطبق على مرشح المعارضة او تقاطع كتل نيابية جهاد ازعور اذ طرح لودريان الرئيس الثالث او المرشح الثالث وتفسير ذلك هو مرشح تسوية وفق ما يؤكد المصدر اي ان اعضاء "اللجنة الخماسية" اخذوا قرارهم بمرشح من خارج صراع الفريقين وهذا قد يكون متوفرا لكثرة الاسماء التي يتم التداول بها كمرشحة محتملة لرئاسة الجمهورية حيث يأتي رئيس الجمهورية في الربع ساعة الاخير ومن دون ان يكون معلوما وهذا حصل في استحقاقات سابقة حيث سرى قول "بأن المرحش الفلاني نام رئيسا للجمهورية ليستفيق على اسم غيره"!

فرئاسة الجمهورية باتت في يد خارجية ويجري طبخ مرشح ثالث او تسوية...

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة