اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

موجات متكررة من النزوح السوري المخيف، لا يمكن وضعها إلا في إطار مخطط منظم لتغيير ديموغرافي وشيك يتم الإعداد له، ويهدد المجتمع اللبناني والكيان وكل الطوائف من دون استثناء، التي بدأت باتخاذ إجراءات احترازية للتعاطي معها وتطويق تداعياتها.

إلا ان اضرار النزوح تهدد بصورة أساسية البيئة المسيحية، بحسب مصادر مسيحية متابعة، كونها المتضررة المباشرة في ظل مسلسل الانهيارات التي أصابت الشارع المسيحي في السنوات الأخيرة. فما يقلق المسيحيين في لبنان متشعب، من هاجس عدم انتخاب رئيس للجمهورية والتطبيع الطويل مع الشغور في الموقع الماروني الأول، والذي ينهي عامه الأول بعد أسابيع، الى عدم تعيين بديل ماروني في مصرف لبنان خلفا لرياض سلامة، الى جنرال الفراغ الذي يطل برأسه في قيادة الجيش برفض التمديد للعماد جوزف عون وتعيين بديل له.

الإستياء وعدم الشعور بالأمان شامل لدى كل القوى المسيحية التي تطلق هواجسها على المنابر، لكن من دون ان يقترن الفعل بالقول، فالقوى المسيحية متناحرة في الموضوع الرئاسي والتعيينات وخلافاتها عميقة، والتقائها يحصل فقط عند الضرورة القصوى وعلى القطعة السياسية، كالتقاطع حول مرشح الرئاسة ورفض الذهاب الى طاولة الحوار وحضور اجتماعات الحكومة قبل انتخاب رئيس جمهورية.

الثابت فقط، برأي المصادر نفسها، هو ان الهواجس المسيحية تضاعفت مؤخرا مع تفاقم الأزمات من جراء النزوح السوري، الذي يستنزف المجتمع اللبناني بأكمله والمسيحي بصورة خاصة، لأنه سيكون على حساب الوجود والكيان، والمسيحيون هم الأكثر تضررا في التغيير الديموغرافي الجديد، فأخطر الكلام المتداول اليوم ان هذا النزوح صار مسلحا، بدليل الموجودات التي يصادرها الجيش في مخيمات وبيوت النازحين السوريين، مما يؤكد نظرية الخلايا السورية النائمة التي يمكن ان تتحرك عندما تعطى لها الإشارة بذلك.

في الصالونات المسيحية تتكرر وقائع ما جرى مع مسيحيي المشرق العربي، وما أصابهم من هجرة واضطهاد، والهجرة الأرمنية في اقليم ناغورني كاراباخ، فالمؤشرات كما تقول المصادر مقلقة على واقع المسيحيين في لبنان، ربطا بالمشاريع الدولية للمنطقة التي تتضمن توطين النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، فالوضع المسيحي ليس بخير منذ انفجار مرفأ بيروت الذي أيقظ الهواجس النائمة، فتزايدت الهجرة المسيحية الى اميركا واوروبا والخليج بحثا عن استقرار وبلد آمن ومستقبل.

لا تستبعد المصادر ان يكون الوضع المسيحي بداية العام ٢٠٢٤ مرشحا للمزيد من الانهيار، مع تراجع الحضور المسيحي في الدولة وهجرة الشباب، مقابل تقدم حركة النازحين الجدد الى لبنان في قوافل النزوح، التي تطرح علامات استفهام حول اندفاعتها الكبيرة في الأشهر الأخيرة، وما إذا كان ذلك مقدمة لفرض واقع لبناني جديد على حساب الوجود المسيحي، وخطر تحولهم يوما الى هنود حمر بين المواطنين اللبنانيين.

واشارت المصادر الى ان السنوات الماضية أظهرت ان المسيحيين كانوا الفئة الأكثر تشظيا بالأحداث السلبية التي عصفت بلبنان، فهم دفعوا فواتير الحرب والسلم، وثمن التسويات والتفاهمات التي لم تكن مردوداتها إيجابية على الوضع المسيحي على الإطلاق، بل ساهمت في المزيد من التشرذم والضياع في المجتمع المسيحي.

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة