اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تركيا تبحث عملية برية في سوريا بعد تفجير أنقرة

في هجوم غير متوقع، استهدفت مجموعات ارهابية بالمسيرات الانتحارية الكلية الحربية في حمص، عقب الانتهاء من مراسم حفل تخريج دفعة من الضباط السوريين، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى، وعدت دمشق بالرد عليه بحزم.

وقد تأسست الكلية الحربية في حمص في 1932، وهي مركز أكاديمي عسكري لإعداد وتدريب المنتسبين وتخريجهم كضباط في الجيش السوري، فضلا عن انها أدت دورا اساسيا في تخريج الكثير من الضباط اللبنانيين في زمن الانتداب وبعيد الاستقلال.

وتضم الكلية 7 أقسام رئيسية أبرزها المشاة والمدرعات والإشارة والمضاد للدروع، كما توفر مجمعات تدريبية حديثة.

في غضون ذلك، شن الطيران المسيّر التركي عدّة غارات مستهدفاً مواقع وآليات لقوات سوريا الديموقراطية «قسد» في شمال شرقي سوريا، فيما ناشد الاكراد كلاً من روسيا والولايات المتحدة الأميركية «اتخاذ إجراءات رادعة للتهديدات التركية». وكان مصدر تركي اكد ان انقرة تبحث تنفيذ عملية برية في سوريا.

فقد أكّد بيان عسكري سوري أنّ التنظيمات الإرهابية المسلحة استهدفت، امس حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص، وذلك عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة. وأعلن البيان العسكري ارتقاء عدد من الشهداء من مدنيين وعسكريين، تخطى عددهم ال67، جراء الهجوم، فضلاً عن وقوع عشرات الجرحى بينهم إصابات حرجة في صفوف الأهالي المدعوين.

وأضاف البيان الصادر أنّ قيادة الجيش السوري تؤكّد أنها «ستردّ بكل قوة وحزم على التنظيمات الإرهابية أينما وجدت، وتشدد على محاسبة المخططين».

ولم يتمّ الكشف بعد عن عدد أو أسماء الشهداء والجرحى، فيما أشار صحافيون متابعون إلى أنّ هذا الهجوم يعدّ الأول من نوعه بواسطة المسيرات الانتحارية على مكان بعيد مئات الكيلومترات عن الحدود.

وزير الدفاع غادر قبل الهجوم

وفي السياق نفسه، نفى مصدر أمني رفيع، ما تناقلته بعض الصفحات والمواقع، حول تواجد وزير الدفاع السوري لحظة وقوع الانفجار داخل حرم كلية العلوم الحربية في حمص. وأفاد المصدر بأنّ وزير الدفاع حضر الاحتفال وغادر الكلية الحربية عقب انتهاء مراسم الحفل، وأن الاعتداء الإرهابي جرى بعد 21 دقيقة من مغادرة وزير الدفاع للكلية الحربية. وأشار المصدر إلى أن الانفجار حصل أثناء قيام الطلاب الخريجين بالتقاط الصور التذكارية مع ذويهم بمناسبة التخرج.

هذا ودانت سورية بأشد العبارات الجريمة النكراء وطالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة هذا العمل الإرهابي الجبان، ومساءلة الدول الراعية للإرهاب عن جرائمها ضد الشعب السوري. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها امس تلقت سانا نسخة منه: إنه «مواصلةً للاعتداءات الإرهابية الوحشية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المدعومة من الاحتلال الأمريكي وأطرافٍ دولية أخرى شريكة لها في سفك دماء السوريين وزعزعة أمن واستقرار الجمهورية العربية السورية، قامت التنظيمات الإرهابية، ظهر اليوم الخميس 5 تشرين الأول 2023، باستهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في مدينة حمص السورية، وذلك باستخدام مسيرات تحمل ذخائر متفجرة، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء من المدنيين والعسكريين، ووقوع عشرات الإصابات من بينها إصابات حرجة في صفوف الأهالي وخاصةً النساء والأطفال الذين كانوا يشاركون ذويهم حفل تخريجهم، وفي صفوف طلاب الكلية وخريجيها.

وأضافت الوزارة: «تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات هذه الجريمة النكراء التي تُعبّر مجدداً عن إمعان مرتكبيها في نهجهم الإرهابي الدموي الوحشي الذي عانى منه الشعب السوري على مدى السنوات الماضية، وسعي التنظيمات الإرهابية الى خدمة أهداف مشغليها ورعاتها في مواصلة حربهم الإرهابية على سورية وإطالة أمد هذه الحرب، ومحاولة ترهيب الشعب السوري، وكذلك إطالة أمد الوجود اللاشرعي للقوات الأمريكية والإسرائيلية والتركية بغية تحقيق المصالح الدنيئة لهذه الأطراف على حساب دماء السوريين الأبرياء».

وتابعت الوزارة: تشدد الجمهورية العربية السورية على أن هذا العمل الإرهابي لن يثنيها عن المضي قدماً في سعيها الى استئصال آفة الإرهاب ورعاته، وأنها سترد بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت على أراضي الجمهورية العربية السورية حتى القضاء التام عليها، وستواصل سورية سعيها لتحرير أراضيها من الوجود العسكري الأجنبي اللاشرعي وما يرتبط به من ميليشيات وكيانات مجرمة.

وقالت الوزارة: تطالب الجمهورية العربية السورية الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة هذا العمل الإرهابي الجبان، ومساءلة الدول الراعية للإرهاب عن جرائمها بحق الشعب السوري، وضمان تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرارات 1267 و1989 و2170 و2178 و2195 و2253 واستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، بما يسهم في القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه ومنع توظيفه والاستثمار فيه كأداةٍ لخدمة أجندات سياسية لدولٍ اتخذت من انتهاك القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة سياسة ممنهجة.

وكانت أعلنت حكومة الجمهورية العربية السورية الحداد الرسمي العام لمدة ثلاثة أيام بدءاً من اليوم على الشهداء المدنيين والعسكريين ،وقالت الحكومة في بيان: تنكس الأعلام في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية وفي جميع السفارات والهيئات الدبلوماسية في الخارج طوال هذه المدة.

وفي سياق متصل، أفادت المعلومات عن قصف مدفعي للجيش السوري استهدف مقرات «الحزب الإسلامي التركستاني» في محيط جسر الشغور بريف إدلب الشمالي الغربي.

على صعيد آخر قال مسؤول بوزارة الدفاع التركية، إن شن عملية برية في سوريا يعد أحد الخيارات التي قد تبحثها تركيا بعد أن خلصت إلى أن مهاجمَين فجرا قنبلة قرب مبنى حكومي مطلع الأسبوع أتيا من سوريا. وأضاف المسؤول أنهم يهدفون إلى القضاء على «المنظمات الإرهابية» التي تشكل تهديدا لتركيا، موضحا أن العملية البرية تعد أحد خيارات القضاء على هذا التهديد ولضمان أمن الحدود، لكنها ليست الخيار الوحيد، على حد قوله.

وبعد مرور أقل من 24 ساعةً على تهديد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بأنّ «كل المنشآت والبنى التحتية والمواقع التابعة لحزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق ستكون هدفاً مشروعاً من الآن وصاعداً»، نفّذ الطيران المسيّر التركي عدة غارات مستهدفاً مواقع وآليات لقوات سوريا الديموقراطية «قسد» في الحسكة شمال شرقي سوريا. 

وأكدت مصادر أنّ «الطيران المسيّر التركي استهدف سيارةً تابعةً لقسد عند مدخل منطقة الحمة الواقعة على بعد 10 كلم غربي مدينة الحسكة، ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين»، مشيرةً إلى أنّ «الهجوم وقع على بعد أقل من 500 كلم من قاعدة استراحة الوزير الأميركية في ريف الحسكة التي تُعدُّ مهبطاً للمروحيات أيضاً».

وأضافت المصادر أنّ «الطيران المسيّر التركي استهدف أيضاً مقراً لاستخبارات قسد، ومقراً آخر لها في قرية مشيرفة الحمة، مع تنفيذ غارتين يُعتقد أنّهما ضد آليات تابعة لقسد في محيط مخيم توينة الواقع 12 كلم غربي مدينة الحسكة».

وقد جاء هذا القصف بعد يوم واحد من قصف طال مقراً لـ «قسد» في معمل القرميد بـ3 صواريخ، ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين وأضراراً مادية، مع استهداف آلية تحمل قيادات من «قسد» عند جسر البيروتي في حي غويران في مدينة الحسكة تسبّب بمقتل شخصين على الأقل كانا بداخلها. 

وهذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الطيران المسيّر التركي مدينة الحسكة التي تبعد نحو 80 كلم من الحدود مع تركيا، ضمن مساعيه لتوسيع دائرة استهداف «قسد» في المنطقة، وعلى مسافات بعيدة نسبياً من الحدود. 

وتأتي موجة القصف هذه رداً على هجوم استهدف مقراً للشرطة التركية في العاصمة أنقرة تبنّاه «العمال الكردستاني»، ليسارع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى إطلاق تهديدات بـ»استهداف الإرهابيين في عقر دارهم».

وكان من الواضح أنّ الهجمات التركية ستتركز بصورة أساسية على مواقع «قسد» في سوريا، وهو ما ظهر من خلال تأكيد فيدان أنّ «الإرهابيين اللذين نفذا هجوم أنقرة انطلقا من سوريا وتلقيا تدريبات في تركيا».

ويبدو أنّ أنقرة تريد استغلال الحادثة بهدف التصعيد الميداني ومحاولة شنّ هجمات برية ضد مواقع «قسد» في شمالي وشرقي سوريا، من دون رصد أي حشود أو تعزيزات عسكرية حتى الآن.

لذلك، سارعت «قسد» إلى إصدار بيان، قالت فيه إنّ «جميع الادّعاءات التي يسوّقها المسؤولون الأتراك حول مرور منفذي هجوم العاصمة أنقرة أو استخدام مناطقنا غير صحيحة»، فيما أصدرت «الإدارة الذاتية» الكردية بياناً طالبت فيه كلاً من «روسيا والولايات المتحدة الأميركية باتخاذ إجراءات رادعة للتهديدات التركية»، معتبرةً أنّ «التهديدات التركية باستهداف المنشآت الحيوية ستكون لها تبعات سلبية على الوضع المعيشي والإنساني، وهي سلوك عدواني يرتقي إلى جرائم حرب».

بدورها، أكدت الرئيسة التنفيذية لـ»مجلس سوريا الديموقراطية» القيادية الكردية إلهام أحمد «ضرورة تحرك المجتمع الدولي ضدّ الاتهامات والتهديدات التركية قبل فوات الآوان».

ضربات في سوريا

وقتل 8 أشخاص بضربات نفذتها مسيّرات تركية على مناطق واقعة تحت سيطرة الأكراد في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، بحسب مصدر أمني تركي.

وأوضح المصدر الأمني أن شخصين قتلا في ضربة استهدفت سيارة بالقرب من منشأة عسكرية، وأن 6 آخرين قُتلوا في هجوم لاحق على موقع عسكري قرب بلدة أمودا.

الأكثر قراءة

من تعدّيات يزبك الى فضائح بركات ودرغام وجعجع... حكايات نفوذ وفساد بلا حدود على شاطئ كفرعبيدا - تحوم!