اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في رابع أيام الحرب على قطاع غزة، شن جيش الاحتلال غارات واسعة وعشوائية وعنيفة على قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

واستهدفت الغارات العمياء التي يشنها جيش الاحتلال المباني السكنية، والمستشفيات، والمساجد، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى. وقال جيش الاحتلال إن هذه الغارات التي يشنها هي الأعنف منذ سنوات على مختلف مناطق قطاع غزة.

فقد شهد اليوم الرابع لطوفان الأقصى تطورات كبيرة تخلله قصف إسرائيلي مكثف على قطاع غزة أوقع دمارا كبيرا ومزيدا من الشهداء. وفي المقابل كثفت المقاومة الفلسطينية من ضرباتها الصاروخية في مناطق مختلفة من إسرائيل، وخاصة في مدينة عسقلان المجاورة للقطاع بعد إمهال سكانها بالمغادرة.

وامس قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن «إسرائيل» «استخدمت الفوسفور الأبيض في قصف مناطق مكتظة بالسكان داخل قطاع غزة»، مرفقة ذلك بمقطع فيديو عبر منصة «إكس»، في حين ارتفع عدد شهداء غارات الاحتلال على القطاع إلى 830 وإصابة 4250 آخرين.وأكدت الوزارة أن «الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الفسفور الأبيض المحرم دولياً ضد الفلسطينيين، في منطقة الكرامة شمال غزة».

وتواصل المقاتلات الحربية الإسرائيلية، شن غاراتها على مناطق متفرقة من قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي.

في المقابل تابعت فصائل المقاومة في اطلاق صليات من صواريخها على عدد من المدن والمستعمرات مستهدفة تل ابيب ومطار بن غوريون فضلا عن بئر السبع.

عسقلان

وكانت بدأت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإطلاق الصواريخ باتجاه عسقلان، وذلك بعد مهلة أعلنت عنها الكتائب لسكان المدينة، فيما استهدفت قبل ذلك مطار بن غوريون.

ودوت صفارات الإنذار في جنوب عسقلان مع انتهاء المهلة لمغادرة السكان، وقالت الكتائب إنها وجهت ضربة بمئات الصواريخ إلى عسقلان ردا على تهجير المدنيين، وفق تعبيرها.

وقالت القسام: سنواصل دك عسقلان وسننتقل لتهجير مدينة أخرى إذا لم يوقف الاحتلال تهجير المدنيين.

وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن ضحايا سقطوا في مدينة عسقلان بعد أن استهدفتها المقاومة بمئات الصواريخ، كما اندلعت نيران في المدينة بعد تعرضها للقصف.

وكان المتحدث باسم القسام أبو عبيدة، قال «ردا على جريمة تهجير العدو لأهلنا وإجبارهم على النزوح من منازلهم في عدة مناطق من قطاع غزة، فإننا نمهل سكان مدينة عسقلان لمغادرتها «، وختم أبو عبيدة تحذيره عبر حسابه على منصة تليغرام قائلا «وقد أُعذر من أَنذر».

قصف معبر رفح

الى ذلك قالت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، إن إدارة معبر رفح البري في الجانب المصري أبلغت الطواقم في الجانب الفلسطيني بضرورة إخلاء المعبر لوجود تهديدات إسرائيلية بقصفه.

وأضاف متحدث الوزارة إياد البزم أن إدارة معبر رفح في الجانب المصري بلغت طواقم المعبر في الجانب الفلسطيني لإخلائه بشكل فوري لوجود تهديدات بقصفه.

وسبق أن قال البزم في بيان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعاد قصف بوابة معبر رفح البري الحدودي مع مصر ، بعد إصلاح الأضرار التي لحقت بها من قصف الاثنين، مما يمنع مغادرة ووصول المسافرين.

ويربط معبر رفح البري قطاع غزة بمصر، حيث يتم فتحه لمدة 5 أيام أسبوعيا ويسمح بالمرور خلاله لقدرة استيعابية محددة.

هنية

في المواقف السياسية قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، أن ملف أسرى الاحتلال الإسرائيلي «لن يُفتح قبل نهاية المعركة، ولن يكون إلا بثمن تقبله المقاومة».

وأكد هنية في بيان له أنّ الحركة أبلغت كل الجهات التي تواصلت معها بشأن قضية الأسرى بهذا الموقف، مشيراً إلى أنّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة «يثبت من جديد أنه على مستوى معركة طوفان الأقصى». ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة يُفشل مخططات الاحتلال الإسرائيلي «في الفصل بين الشعب ومقاومته الباسلة».

وأشار هنية إلى أنّ معركة طوفان الأقصى «هي معركة فلسطينية القرار والتنفيذ»، مضيفاً أن «هذا الأمر لا يقلل من قناعتنا بوجوب المشاركة والدخول في هذه المعركة من كل أبناء أمتنا، وفي مقدمتها قوى المقاومة».

يأتي ذلك في وقت ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أنّ التقديرات الأخيرة تشير إلى وصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1000، وعدد الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية إلى أكثر من 150.

وأضافت أنّ بين القتلى الإسرائيليين 150 جندياً، من بينهم 5 من لواء النخبة جولاني. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت أمس عن أنّ بين قتلى «الجيش» قائد الوحدة متعددة الأبعاد في الجيش العقيد روعي ليفي، وقائد كتيبة الاتصالات، ونائب قائد وحدة ماجلان، وقائد سرية، وقائد فصيل في قيادة الجبهة الداخلية، وقائد كتيبة الحوسبة 481، وقائد طاقم في وحدة دوفدوفان.

كذلك، اعترفت «إسرائيل» أيضاً بمقتل قائد لواء «ناحال» (أحد ألوية النخبة الإسرائيلية)، يهونتان شتاينبرغ، خلال اشتباك مع أحد المقاومين الفلسطينيين قرب كرم أبو سالم. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية وجود ضباط كبار بين المخطوفين الإسرائيلين لدى المقاومة الفلسطينية الذين يبلغ عددهم 150 أسيراً على الأقل.

من جهتها نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن تل أبيب ستتعامل مع قضية الأسرى بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة.

وكان قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه جرى توزيع الآلاف من قطع الأسلحة على المستوطنات لتقويتها خلال النزاع الحالي.

الليكود

على الجانب الاسرائيلي أفاد بيان لحزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن جميع الشركاء في الائتلاف الحاكم وافقوا على توسيع الحكومة لتشمل سياسيين من المعارضة، وتشكيل حكومة طوارئ.

وبحسب ما نقلته هيئة البث الرسمية، فإن الائتلاف الحكومي أيد بالإجماع تشكيل «حكومة طوارئ قومية» وأذنوا لنتنياهو بالعمل على تشكيلها.

وكان اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت باننا «استعدنا السيطرة على المنطقة الحدودية مع غزة ونتجه نحو الهجوم الشامل». ولفت وزير دفاع إسرائيل الى ان حماس أرادت التغيير في غزة وهذا ما سنفعله، وغزة لن تعود كما كانت وستندم على هذه اللحظة.

كما جدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تهديداته للمقاومة الفلسطينية، قائلا إن «ما كان موجودا في غزة لن يستمر».

وقالت معلومات صحافية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعا زعيم حزب الوحدة الوطنية الإسرائيلي المعارض بيني غانتس للاجتماع الليلة للدفع باتجاه تشكيل حكومة طوارئ.

واشنطن

في غضون ذلك أعلن منسق الاتصالات الإستراتيجية بالبيت الأبيض، جون كيربي، أن إرسال قوات أمريكية إلى إسرائيل لن يكون مفيدا في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال لقناة MSNBC التلفزيونية: «لا توجد خطط لإرسال قوات أمريكية إلى الأرض. لا أعتقد أن ذلك سيكون مفيدا».

وأضاف كيربي أنه من أجل منع تصعيد النزاع وحماية مصالح الأمن القومي الأميركي، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بإرسال حاملة الطائرات «جيرالد فورد» إلى شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وتعزيز الوحدات الجوية في المنطقة.

الى ذلك قال مسؤول في البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) إن حاملة الطائرات الأميركية «جيرالد فورد» على وشك الوصول إلى المنطقة قرب إسرائيل.

في الوقت نفسه، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن قد ترسل حاملة طائرات أخرى إلى الشرق الأوسط قرب «إسرائيل».

كما نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤول أميركي، أن الرئيس جو بايدن لم يحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من مغبة الدخول البري إلى قطاع غزة.

وقال مسؤول عسكري أميركي إن مساعدات العتاد والذخيرة التي ستقدمها واشنطن إلى» إسرائيل» ستصل «خلال أيام قليلة».

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، باتريك رايدر، اشار الى إن قوات أمريكية خاصة مختصة بتحرير الرهائن وصلت إلى «إسرائيل»، وفق ما نقلت شبكة «بي بي سي» البريطانية،  وأضاف رايدر لهيئة البث الرسمية الإسرائيلية أن إرسال حاملة طائرات أمريكية إلى شرق المتوسط، «رسالة ردع لحزب الله وإيران لعدم التدخل في الحرب»، مشيراً إلى أن لدى هذه الحاملة «قدرات تجسس ورصد وقدرات ردّ».

وذكر أن واشنطن ستترك في المنطقة مقاتلات إف 35 وستعزز مقاتلات إف 16 وإف 15 لضمان توفر مختلف الخيارات، وفق تعبيره.

الأردن ينفي 

نفى الأردن، ما أسماه مزاعم كاذبة بشأن استخدام قواعده العسكرية لنقل إمدادات من الجيش الأميركي إلى «إسرائيل».

جاء ذلك في بيان نشره الجيش الأردني على موقعه الرسمي، نقلا عن مصدر عسكري لم يسمّه. وبحسب البيان، فإن ما تم تداوله حول انطلاق طائرة عسكرية أميركية من قاعدة عسكرية أردنية ادعاء كاذب لا أساس له من الصحة.

وأوضح المصدر أن الطائرة المشار إليها في «مزاعم كاذبة رُوّجت مساء الأحد»، عبرت الأجواء الأردنية بعد منحها تصريح عبور وفق الإجراءات القانونية التي تحكم حركة الطيران الدولية، وتأكيد طلب العبور أنها تحمل ركابا ولا تحمل أي معدات.

وحذّر من أن هذه المزاعم تأتي في إطار حملات التشويه ضد مواقف الأردن الثابتة وجهوده المتواصلة لخدمة القضية الفلسطينية، وتضحيات القوات المسلحة لنصرة الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني.

وأكد المصدر العسكري على ضرورة أخذ الأخبار من مصادرها الموثوقة والحذر من حملات التشويه المشبوهة التي تستهدف الأردن ومواقفه.

مصر ترفض

الرئيس المصري قال عبد الفتاح السيسي إن التصعيد الحالي في قطاع غزة خطير للغاية وله تداعيات قد تطال أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا أن مصر «لا تتخلى عن التزامها بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية»، وفق تعبيره.

الى ذاك أكدت مصادر مصرية أمنية رفيعة أنّ كيان الاحتلال الإسرائيلي سعى لطرح و«تزكية» طروحات «فاسدة»، من بينها السعي «لتوطين أهالي قطاع غزة» في سيناء.  وذكرت المصادر الأمنية لقناة القاهرة الإخبارية أنّ هذه الطروحات «تصدت لها مصر وستتصدى لها»، مشدّدة على أنّ ثمة إجماعاً شعبياً فلسطينياً على «رفضها».

من جهة أخرى، أبلغت إدارة معبر رفح في الجانب المصري طواقم المعبر في الجانب الفلسطيني بضرورة إخلائه بشكل فوري «لوجود تهديدات إسرائيلية بقصفه». وعقب بدء معركة «طوفان الأقصى» ، حذّرت مصر من أن»التصعيد الجاري في أعقاب سلسلة من الاعتداءات على المدن الفلسطينية يمكن أن يؤثّر سلباً في مستقبل جهود التهدئة».

ودعت إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنّب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر».

كذلك، دعت القاهرة «الأطراف الفاعلة دولياً إلى التدخل الفوري من أجل وقف التصعيد وحثّ «إسرائيل» على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني».

يشار الى ان وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس صرح بأن شركة «شيفرون» علقت صادرات الغاز من «إسرائيل» عبر خط الأنابيب الممتد إلى مصر، وتقوم باستخدام خط بديل عبر الأردن.

الأكثر قراءة

جبهة الشمال تحدد مصير نتانياهو... انتشار روسي في تلال القنيطرة العسكريون المتقاعدون: مصالح واعمال الوزراء اهداف مشروعة