اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لاندلاع حرب طوفان الاقصى، واضح ان تل ابيب تخطط لتوسيع تحركها نحو لبنان وسوريا، وفقا لما تبينه المعطيات الميدانية، والمواقف الاسرائيلية لاكثر من وزير ومسؤول عسكري.

تزامنا، يتارجح لبنان على حبلي التصعيد، على الحدود والذي وصل الى تخوم بلدة صغبين في البقاع الغربي، وفي الداخل مع عودة التحركات المطلبية الى الشارع، في ظل سلسلة من الاحداث الامنية والقضائية المتزامنة، والمساعي الهادفة الى اعادة احياء ملف انتخابات رئاسة الجمهورية.

فمع تهاوي المبادرات الاميركية الواحدة تلو الاخرى، في ظل نجاح ما يحكى عن تحالف ضمني بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، على ما تقول مصادر سياسية، لتطيير اي فرص سياسية يمكن ان تسجل نقاطا لصالح حملة المرشحة كامالا هاريس، يبدو جليا ان نتانياهو مصر على اعتماد سياسة الهجوم الى الامام والانتقال الى الجبهة الشمالية، مع لبنان وسوريا، وهو ما عبر عنه صراحة وزير دفاعه، الذي كشف المستور معتبرا ان المواجهة هي مع ايران.

ورات المصادر ان نتانياهو، نجح حتى الساعة في جر الادارة الاميركية الحالية الى ملعبه، حاصرا التواصل بين طهران – وواشنطن في السياق الذي رسمه، بعدما باتت الاهداف في غزة مقتصرة، اولا بانقاذ الاسرى احياء، بعدما قررت حماس تصفيتهم في حال اقتراب القوات الاسرائيلية من اماكن احتجازهم، وثانيا، قتل قادة الحركة وعلى راسهم رئيس المكتب السياسي يحيى السنوار.

وتتابع المصادر، ازاء هذا الوضع بات تحريك الجبهة اللبنانية امرا ملحا وضروريا، بعدما بات استمرار نتانياهو في السلطة مرتبطا باشعال جبهة الشمال، وهو ما دفع بالاخير الى طلب عقد اجتماع مع الجانب الاميركي، لبحث تحقيق انجاز على هذه الجبهة سواء سياسيا ام عسكريا، وهو ما حصل فعلا، استتبع بزيارة عاجلة لقائد القيادة الوسطى الاميركية الى الجبهة حيث ناقش الخيارات العسكرية مع نظرائه الاسرائيليين.

وفي هذا السياق كشفت مصادر سياسية لبنانية، أن طرح الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، الذي حمله معه خلال زياراته المتكررة الى بيروت، حول مبادلة أراض بين لبنان واسرائيل، كحل لبعض النقاط الحدودية المتنازع عليها، لتعديل خطّ الحدود بشكلٍ يتوافق مع الواقع الحالي، هو أمر غير قابل للتطبيق لأسباب عديدة أهمّها، اولا، مخالفة هذا الطرح للمادّة الثانية من الدستور التي تمنع التنازل عن أي جزء من الأراضي اللبنانيّة أو التخلّي عنه، وثانيا، حاجة هكذا خطوة إلى إتفاقيّة ترسيم جديدة مع إسرائيل لتعديل خطّ إتفاقيّة بوليه – نيوكمب والنقاط الجغرافيّة الحدوديّة المثبَّتة منذ أكثر من مئة عام.علما ان اوساطا مطلعة وضعت التصعيد العسكري الذي تشهده جبهة الجنوب، يدرج في اطار سعي الاطراف الى تعزيز اوراقها التفاوضية، في ظل اعتماد كل من طرفي المواجهة استراتيجية جديدة، خصوصا ان تل ابيب تضغط في اتجاه تحقيق انجاز عل هذا الصعيد.

السفارة السعودية

وليس بعيدا، فان سوريا التي تعرضت لاعنف جولة من الاعتداءات الاسرائيلية،اخيرا، على صعيد الاهداف، والضحايا، شهدت خطوة جديدة في اطار انفتاحها على الدول العربية، تمثلت في قرار الرياض اعادة افتتاح مقر سفارتها في دمشق، في مؤشر واضح الى تطور العلاقات الثنائية، مع ما يعنيه ذلك من غطاء تحتاجه سوريا في هذه المرحلة في ظل الاوضاع التي تمر بها المنطقة.

هذه المظلة السعودية – العربية التي قدمتها الرياض، ترافقت مع اخرى عسكرية، اذ تحدثت مصادر ميدانية ان القوات الروسية حركت وحداتها العسكرية من الجنوب السوري، ناحية درعا، باتجاه الجولان والقنيطرة، حيث ركزت سلسلة من نقاط المراقبة على عدد من التلال المطلة على الجولان والمواقع الاسرائيلية، وباشرت تحصينها تمهيدا لاقامة مواقع عسكرية، في خطوة وصفها المراقبون باجراءات استباقية وتحسبا لاي عمليات تقدم اسرائيلية باتجاه هذه المنطقة، ولفرض «الاستقرار» على هذه الجبهة.

حراك العسكريين المتقاعدين

وفي اطار التحركات المطلبية، عاد الشارع الى غليانه، بعدما نجح العسكريون المتقاعدون في تطيير جلسة مجلس الوزراء لبدء مناقشة الموازنة، مانعين الوزراء من الوصول، باستثناء رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي سبقهم وحضر الى السراي مع صياح الديك، ومعه وزراء ثلاثة، نجحوا، بعدما تاخر وصول «المتقاعدين» حتى السادسة والنصف، لتبدأ موجات من شد الحبال والمواجهات الكلامية التي انتهت بتعليق التحرك بعد وعد ببت مطالبهم.

وفي تفاصيل اليوم الطويل وفقا لمصادر شاركت في التحرك، فان العسكريين نجحوا في افشال كل محاولات جرهم الى صدام مع «اولادهم» في الخدمة العلية، وهو امر لم ولن يحصل، مشيرة الى ان رئيس الحكومة كان سبق ووعدهم بان تصدر سلسلة جديدة للرتب والرواتب في حزيران، ما دفعهم الى التعامل بايجابية واعطائه المهلة المطلوبة، الا انه مع عدم التزامه بالمدة التي حددها، ابلغ من قبل «الحراك»، ان الاخير سيعود الى الشارع، غير انه اخلاقيا وامام الوضع الميداني جنوبا، والتهجير اللاحق باهالي القرى الحدودية، ومن منطلق وطني، قرر العسكريون المتقاعدون التريث، ما فسره البعض على انه تراجع وتهرب.

ومع اعلان الحكومة عزمها مناقشة الموازنة، التي تبين ان الزيادات الضريبية فيها قد بلغت 33%، دون اي تقديمات بالمقابل، مع استمرارها في اعتماد مبدا تقديم المساعدات المالية، بدل تصحيح الرواتب والاجور، فكان قرارالتحرك، حيث كشفت المصادر،ان امين عام مجلس الوزراء تواصل خلال الساعات النهار مع النائب السابق العميد شامل روكز طالبا اليه الدخول الى السراي الا ان الاخير رفض التفاوض، فعاد القاضي مكاوي عارضا دخول اللواء مزهر رئيس رابطة قدامى القوى المسلحة، وهو ما رفضه العسكريون المتقاعدون، معتبرين ان احدا لا يمثلهم او يتفاوض باسمهم.

وتابعت المصادر بان الحراك ابلغ الوزراء بان المرحلة القادمة وفي حال الاصرار على تمرير الموازنة بما هي عليه، سيجعل المواجهة معهم شخصية، وبالتالي فان مصالحهم واعمالهم ستكون في دائرة الاستهداف، خاتمة ان التحرك سيكون في المرة القادمة اكثر تصعيدا وعنفا وسرية، وسيحمل معه الكثير من المفاجآت، حيث ستكون كل الاحتمالات واردة.

الصرح البطريركي

سياسيا وفيما انصرف التيار الوطني الحر الى لملمة تداعيات الاستقالات والاقالات التي طالت كتلة لبنان القوي، ومع انسداد افق اي توافق قواتي – عوني، في ظل تشدد معراب ورفضها كل مبادرات الانفتاح، بعد كلام رئيسها في ذكرى شهداء القوات اللبنانية، قد منيت بضربة كبيرة، نتيجة الصد القواتي العنيف لها، بلغ حد اعتبار الحكيم «تشقيف التيار» مصلحة للبنان. امر اعادته مصادر مسيحية الى عدم تمكن معراب من «بلع» ما اعتبرته «خدعة أوعا خيك»، ما عزز مسالة قلة الثقة بين الطرفين، على ما يؤكد «اهل معراب»، دون اغلاق الباب بالكامل امام تقاطع الاطراف المسيحية عند نقاط محددة، يتحدث مقربون من الصرح البطريركي وزواره، عن حالة احباط و»قرف» لدى البطريرك والاساقفة، نتيجة الوضع العام الذي وصلت اليه الامور وتحديدا الانقسام والتراشق المسيحي، حيث تجد بكركي نفسها وحيدة في معركة رئاسة الجمهورية، مشيرين الى تعويل في بكركي على قيام كتلة وسطية وازنة، تسمح باحداث خرق وتغيير في توازنات القوى، يسمح بوقف النزف المسيحي الحاصل، والذي بلغ حدا خطيرا، مع اضطرار بكركي الى التسليم مرغمة «بحلول ترقيعية» في ظل الشغور القاتل الذي شل الدولة ومؤسساتها.

وفي هذا الاطار، يردد دبلوماسي غربي في بيروت امام زواره معلومات مفادها أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان طلب من الجانب السعودي، التدخل لإقناع معراب «بتليين» موقفها من مسألة الحوار الذي يدعو إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، لما لموقف «الحكيم» من تأثير على المعارضة ككل، حيث وعدت الرياض خيرا، مؤكدة أنها «لا تمون» على معراب في هكذا أمور. 

الأكثر قراءة

جبهة الشمال تحدد مصير نتانياهو... انتشار روسي في تلال القنيطرة العسكريون المتقاعدون: مصالح واعمال الوزراء اهداف مشروعة