اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الوحشية الاسرائيلية ماثلة امامنا منذ عقود، باستخدامها فقط للغة القتل والتعذيب والقهر ضد الشعب الفلسطيني وامتلاء سجونها باطفال فلسطينيين، الى جانب تدميرغزة واستهداف المدنيين واكثرهم من الاطفال، كل هذه العوامل فجّرت الوضع في فلسطين، واوصلت حركة حماس الى القيام بعملية "طوفان الاقصى"، التي تعتبر انتفاضة ضد الظلم الاسرائيلي المزمن.

والحال ان جيش الاحتلال لا يقصف قطاع غزة للمرة الاولى، بل مرارا وتكرارا ولسنوات عديدة خلت، والجرائم التي ترتكبها الدولة العبرية لم تحدث فقط خلال 48 ساعة الاخيرة، بل تعود الى عهود سابقة، حيث اصبح القتل والعقاب الجماعي لاهالي غزة، والاضطهاد لفلسطيني الضفة تقليدا متبعا من "اسرائيل" تتفاخر به.

فلماذا تفاجأ العالم بعملية طوفان الاقصى؟ هل كان يعتقد المجتمع الدولي ان الفلسطينيين سيظلون تحت رحمة الاستبداد الاسرائيلي؟ الا يعلم المجتمع الدولي ان الثورات تولد من رحم الاحزان والقساوة والتنكيل والجرائم المتواصلة؟

لقد اثبتت "اسرائيل" انها لا تشبع من دماء الفلسطينيين اينما كانوا، ولا ترتد عن اضطهادهم، ولا تتوقف عن قتل المدنيين الفلسطينيين، تحت ذريعة ان حماس استعملتهم دروعا بشرية لكي تبرىء نفسها امام الرأي العام الدولي. ولكن هذا الظلم المستمر ضد الشعب الفلسطيني دفع بالمقاومة الفلسطينية الى اطلاق حرب ضد الكيان الصهيوني، وعليه تخوض حماس والجهاد الاسلامي معركة حتى الاستشهاد، حتى تحرير فلسطين وحتى اقامة الدولة الفلسطينية.

عملية طوفان الاقصى ليست مشابهة لاي عملية عسكرية قامت بها حماس، بل هي خارطة طريق للعودة الى فلسطين الحرة، والى الوقوف بالمرصاد لجيش العدو الاسرائيلي، والى اعتماد منطق "العين بالعين والسن بالسن"، حيث ان كتائب القسام استهدفت مستوطنين واخذتهم رهائن لها، والبعض الآخر قتل في الصواريخ التي تنهال على المستوطنات في غلاف غزة. بيد ان هدف حماس اليوم ابعد من زعزعة استقرار الكيان الصهيوني، انما الغاية من "طوفان الاقصى" هو جعل "اسرائيل" تتجرّع من كأس السم التي كانت تعطيه للفلسطينيين.

نعم، اليوم تدفع الدولة العبرية ثمن جرائمها وغطرستها ودوسها على حقوق الفلسطينيين، وسجنها لشعب غزة في قطاع حرمته من المياه والغذاء والكهرباء مرات عديدة، وها هي اليوم تكرر الخطأ نفسه مع الغزاويين وتفرض عليهم عقابا جماعيا مناهضا للقانون الدولي. وهنا خسارة "اسرائيل" للحرب، لانها لم تأخذ العبر من جرائمها، بل تمسكت بوسيلة القوة والقتل والتفوق العسكري على الفلسطينيين. وبمعنى آخر، لم تقم "اسرائيل" بنقد ذاتي حول الحالة التي وصلت اليها، فالمفاجأة ليست في الخطة العسكرية العبقرية التي نفذتها حماس في غلاف غزة، بل في عدم تقدير "اسرائيل" ان اعمالها الاجرامية ستنفجر بوجهها يوما ما. وهذا اليوم قد اتى.

على هذا الاساس، ستفشل الدولة العبرية ايضا في حربها على غزة، خاصة اذا اختارت التوغل البري في القطاع. ذلك انها المرة الاولى التي اهتز بها الكيان الصهيوني باكمله في 7 تشرين الاول، عندما تمكنت حماس من خرق البوابة الرئيسية لمستوطنة اسرائيلية ودخولها الى مستوطنات اخرى، وقصفها مدنا في "اسرائيل" عبر عدد هائل من الصواريخ، فضلا عن تكبيد "اسرائيل" 1200 قتيل حتى اللحظة. وهي المرة الثانية التي ستخسر فيها "اسرائيل" ايضا في حربها على غزة، لان صمود حماس امر غير قابل للجدل، وتوغل جيش العدو الاسرائيلي في غزة سيتحول الى مقبرة له. فغزة المعتزة شهدت اكثر من مرة جرائم حرب نفذتها "اسرائيل"، انما اليوم هي على موعد مع الحرية...

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران