اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ليست المرة الاولى التي يستنجد فيها العدو الاسرائيلي بأميركا لتنقذه من انهيار كيانه الغاصب الذي قام بدعم اوروبي له بدأ مع وعد بريطاني لا حقوقي اطلقه وزير الخارجية ارثر بلفور بانشاء "وطن لليهود" في 2 تشرين الثاني من العام 1917 في فلسطين وبعد عام على اتفاقية "سايكس بيكو" التي قسمت سورية الطبيعية الى كيانات سياسية كانت تريدها "دويلات طائفية ومذهبية" لكن الاستعمارين البريطاني والفرنسي اللذين ورثا "السلطنة العثمانية" لم يتمكنا من تنفيذ مخططهما التقسيمي بفعل "الهبّة الشعبية" التي رفضت تقسيم بلاد الشام والرافدين.

فالدولة العبرية قامت بقرار استعماري ونشأت بدعم اوروبي في الامم المتحدة العام 1948 كاعتذار عن ما حصل باليهود في المانيا بما سمي "المحرقة" او "الهولوكوست" الذي تبين بأنه كان خديعة يهودية جديدة تمكنت الصهيونية العالمية من الترويج لما سمي "المأساة اليهودية" التي تم تعويضها بقيام "دولة اسرائيل" وفق قرار الامم المتحدة 181 والذي لم تحترمه العنصرية الصهيونية فارتكبت مجازر ابادة بحق قرى وبلدات فلسطينية نتج عنها "نزوح فلسطيني" ومخيمات لجوء موقتة في دول عربية مجاورة لا سيما لبنان والاردن وسوريا فاغفلت اسرائيل تطبيق القرار الدولي 194 بحق العودة للفلسطينيين بغطاء اوروبي منذ العام 1948 وبدأت المأساة الفلسطينية.

ولولا الدعم الاوروبي ومعه الاميركي لما كانت اسرائيل موجودة وهي زُرعت لاسباب دينية اولا بتحقيق قيام "اسرائيل الكبرى" استنادا الى مزاعم توراتية ولاهداف سياسية تخدم مصالح الدول الغربية واميركا في منطقة اكتشف فيها النفط ولكي تكون الدولة العبرية ما اصطلح على تسميته "المخفر الامامي" للدفاع عن المصالح الغربية وفق قراءات ولمتابعين للمسألة الفلسطينية التي ما زالت حية وقضية عالمية لم تتمكن الصهيونية من وضعها في النسيان لان الشعب الفلسطيني وعلى مر الاجيال منذ العام 1948 وهو يحمل قضيته المحقة والعادلة.

وحقق بفعل المقاومة سواء السلمية او المسلحة ايصال فلسطين الى الامم المتحدة وفق مرجع فلسطيني الذي يؤكد بان نحو 75 عاما لم تُنس فلسطين التي جاءت "العملية النوعية" لكتائب القسام "الذراع العسكري لحركة حماس" تحت اسم "طوفان الاقصى" لتحرك العالم كله باتجاه فلسطين التي تمكن مقاوموها من اسقاط نموذج "الثكنة العسكرية" التي انهارت خلال ساعات قليلة من بدء العملية صباح السبت من تشرين الاول الحالي حيث شاهد الرأي العام كيف ان "الجيش الرابع في العالم" من خلال العدة والعدد يختفي من ساحات الميدان ولم يتمكن من استعادة المبادرة الا بعد ايام من "طوفان الاقصى" الذي قد يمتد الى اشهر اذ سبق في اثناء الحرب على غزة عام 2014 ان دام العدوان الاسرائيلي 55 يوما ولم يحقق اهدافه سوى الدمار الذي ضاعفه خمس مرات في هذه الحرب من خلال غارات طيرانه الحربي تمهيدا لغزو بري هدد رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بانه سيمحي "حماس" من الوجود ومثله اعلن وزير الدفاع داني غانتس.

وامام مشهد تآكل الردع الاسرائيلي سوى بالدمار وارتكاب المجازر بحق الاطفال والنساء والشيوخ واعتماد منهج "الارض المحروقة" فان اميركا برئاسة جو بايدن اعلنت ارسال البارحة الحربية "جيرالد فورد" وستببعها اخرى "ايرنهاور" لمنع "اسرائيل" من السقوط الذي يتوقعه القادة الصهاينة ومنهم نتانياهو الذي يعطي خمس سنوات "لاسرائيل" كي تبقى موجودة لانها دخلت في "الخراب الثالث" وفق ما ورد في التوراة حيث تزول "الدولة العبرية" ويسبى شعبها كما حصل في التاريخ ايام نبوخذ نصر والعهد الروماني.

من هنا حركت اميركا بوارجها نحو فلسطين المحتلة ونقلت طائراتها للجيش الاسرائيلي الاسلحة والذخائر وصرف بايدن 8 مليار دولار للكيان الصهيوني بعد ان تحدث معه نتانياهو اربع مرات فسارع الرئيس الاميركي الى تلبية نداء الاستغاثة الاسرائيلي وطلب من حلفائه الاوروبيين ان يساندوا "الدولة العبرية" كما فعلوا في دعم اوكرانيا بحربها مع روسيا والتي كلفت اوروبا والعالم ازمات نفطية وغذائية وتهديدا للسلم العالمي وهذا ما قررته الادارة الاميركية في الحرب الاسرائيلية على فلسطين التي قبلت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات بحل الدولتين في "اتفاق اوسلو" عام 1993 لكن الكيان الصهيوني لم يقبل وذهب الى الحرب ولم تتحرك الادارات الاميركية المتعاقبة سواء الجمهورية او الديمقراطية لتنفيذ "اتفاق اوسلو" حيث "رضي القتيل الفلسطيني ولم يرض القاتل الصهيوني" وهذا ما دفع بحركات المقاومة كي تصعّد وتعود الى الميدان، يقول قيادي فلسطيني الذي يكشف عن ان الحرب طويلة ولا يوجد وسيط نزيه لوقفها لا سيما من الامم المتحدة التي تتخاذل امام اسرائيل بتطبيق القرارات الدولية بدءا من حق العودة الى القرار 242 و3379 وهدم جدار الفصل العنصري الخ....

فاميركا التي اتت بأساطيلها الى البحر الابيض المتوسط لردع اي تدخل سواء من "حزب الله" في لبنان او من سوريا وصولا الى ايران فانها لن تتمكن من تفكيك "وحدة الساحات" وانهاء محور المقاومة وهي تخوض الحرب في سوريا لفصلها عن العراق وايران و"حزب الله" وهذا هو مضمون القرار 1551 الذي صدر بشأن لبنان في مطلع ايلول 2004 وفتح باب الاغتيالات ثم حرب تموز 2006 وهو استكملها في غزة 2008 و2014 و2021 وفي سوريا منذ العام 2011. فالبارجة نيوجرسي حضرت الى لبنان في العام 1982 لانقاذ لانقاذ اسرائيل فذهبت بحوالى 300 جثة.

الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران